نسبة الطلاق بين المتزوجين تحت سن 18 عاما 4.8%
الزواج من بنت 15 عاما بين الموروث التقليدي والمحاذير الطبية والنفسية
احصاءات دائرة قاضي القضاة سجلت 5349 شخصا تقل اعمارهم عن 18 عاما, تزوجوا خلال العام الماضي
2010/08/01
جهشان: الزواج المبكر انتهاك للمبادئ الاساسية للصحة الانجابية و لا يوفر علاقة متكافئة بين الزوجين
د. السمهوري: الولادة المبكرة والاجهاض يكثر في الزواج المبكر
البكري: للقاضي ان ياذن بزواج من اتم الخامسة عشر من عمره اذا كان في زواجه مصلحة
العرب اليوم - ليندا المعايعة
مع تطور مفاهيم وتشريعات حقوق المرأة والطفل بدا التفكير بصوت مرتفع حول ظاهرة زواج بنت الـ 15 التي كشفت الدراسات العالمية عن محاذير لم تكن في حسبان اجيال اعتادت على تقبل الفكرة تحت مفاهيم الزواج الحلال والستيرةوما الى ذلك من مفاهيم شعبية سائدة ربما يثبت خطأها لدى فريق وصوابها لدى فريق اخر.
العرب اليوم تجري تحقيقا حول هذه الظاهرة مع اصحاب الاختصاص اضافة الى استمزاج اراء بعض المواطنين حيث يرى المواطن عبد الله في الزواج من ابنة الخامسة عشر امرا محرجا خاصة بعد ان تقدمت احدى السيدات منه لتسأله عن عمر زوجته التي ظنت بانها ابنته ومع هذا فانه يفضل زواج من هن تحت سن الثامنة عشر.
ويقول عبد الله احب الزواج من بنت ال¯ 18 سنة,لانها لا تكون قد تعرفت كثيرا على امور الحياة وهكذا استطيع ان اوجهها وفق تفكيري وطبيعتي وشخصيتي وحتى نمط حياتي .
واضاف امهاتنا تزوجن باعمار ال¯ 14 سنة واستطعن تكوين اسر كبيرة,وعدد افراد الاسرة لم يقل عن 6 اطفال.. وانا ضد فكرة ان ايام زمان شيء اخر والان شيء اخر.
رغم وجود صعوبة بالتعامل مع زوجته الا انه يقول اشعر انها لا تزال طفلة ترغب باللعب في الحدائق واماكن الترفيه وتستغل لعبها مع طفلها حتى انها تحب اقتناء الالعاب .
وقال اشعر بالحرج ايضا عندما يسألوني عن عمرها وعادة يطرحون السؤال كم عمر ابنتك فاقول زوجتي.
وعما تفضله زوجته من هدايا اوضح عبد الله تفضل اقتناء الاكسسوارات الملونة وملابس المراهقات واحيانا اضطر لمسايرتها واحيانا اخرى اضغط عليها لتغيير سلوكها ونمط حياتها واردد عليها دوما انت مش بنت صغيرة انت متزوجة.. فاهمة شو يعني متزوجة اذ لا يرى في هذا الكلام في رده على سؤالنا اي نوع من التعنيف ضدها.
وقال مضى على زواجنا 4 سنوات عندما تزوجتها كانت قد اتمت الخامسة عشر وكان عمري 37 عاما والفارق العمري بيننا كان 22 عاما وهذا لا يعد مشكلة, بعد مرور هذه السنوات تعودت على طباعي واخذت تفهمني.
واكد عبد الله زواجي ليس نزوة, بحثت عن فتاة في عمر الخامسة عشر وطلبت من والدتي ان تبحث عن عروس في هذا العمر.
وعن مواجهة صعوبة في الزواج قال عبد الله تم كتابة عقد القران في الاردن,في احدى المحافظات ولكون زوجتي يتيمة وتعيش في منزل عمها فوافق القاضي على الزواج دون مواجهة اي مشاكل رغم احد الاصدقاء طلب ان يتم العقد في سورية كونه اسهل الا ان القاضي اخذ وضع الفتاة في عين الاعتبار وووافق على الزواج.
اما المواطن حسام فعبر عن ندمه من الزواج من بنت الخامسة عشر واصفا اياه ب¯ وجع راسوعن ظروف زواجه قال امي ارادت ان تزوجني حسب العادات والتقاليد فارادت ان تضع حدا لي حتى اعقل.. كنت اتعرف على بنات كثيرات واتركهن بعد مضي من الوقت.. عندها امي اخذت قرار الحاسم وقررت تزويجي ووافقت بعد ان اقنعتني بان الزواج سيغير حياتي ويجعلها افضل واهدأ.
وزاد لا اريد الخوض في التفاصيل اكثر لكن استطيع تلخيص هذا الزواج بعدم وجود راحة مطلقا بالزواج من فتاة صغيرة بالعمر لا تستطيع ان تتعامل مع المشاكل اليومية او حتى المسؤوليات الاجتماعية والزوجية وما زال تفكيرها طفوليا حتى عندما اريد ان اراضيها اشتري لها شيبس وشوكولاته وعصيرا.. لا اريد ان اقول اكثر سوى اني ندمت على زواجي وفي المقابل اسال نفسي ما ذنب هذه المسكينة ولهذا فاني احاول جاهدا ان لا اضايقها فهي تبكي كالاطفال.
وعن فترة زواجه قال مضى على زواجنا سنة,لا اريد الانجاب منها حاليا حتى اشعر بانها نضجت واصبحت تستطيع التعامل مع الحمل والولادة والعائلة.
واشار ان زواجه تم في سورية لدى المحكمة الشرعية هناك وتم توثيقه في السفارة الاردنية حسب التعليمات.
وفي المقابل كان لا بد من اخذ رأي السيدات اللاتي تزوجن في عمر الخامسة عشر وكانت نور احداهن وعن تجربتها تقول ابلغ من العمر 23 عاما من بين عشرة ابناء وبنات للعائلة,لم اجبر على الزواج رغم ان عمري 15 عاما عند اختياري لزوجي الذي قررت الارتباط به ومع هذا فان شعور الندم جراء هذا الزواج اخذ يلاحقني خاصة واني ما عشت حياتي متل البنات اللي بعمري.
وزادت لازمني اجهاض متكرر بعد كل حمل وذلك بسبب صغر البنية الجسمية كما اكتشفت بعد مرور فترة على الزواج مدى بخل زوجي الذي كان يسيء لي بعد مغادرة عائلتي التي كانت تحضر لزيارتي في العيد او من اجل الاطمئنان والتواصل.. وتصبح حياتي جحيما لو طلبت والدتي ان اجهز طعام العشاء او الغذاء فينهال علي بالسب والشتم والاساءة لعائلتي اما اذا كانت العزيمة لعائلته فيكون الامر عاديا بالنسبة له.
واضافت لا يهم ان كنت اعاني في عملي الذي يرهقني على الدوام بل ما يهم زوجي ما اكسبه من عملي, فراتبي الشهري لا اعرف عنه شيئا فهو من يقوم باخذه مني فور وصولي الى المنزل وطلبت الطلاق منه وعدت الى منزل عائلتي لكنه وعد بان يتحسن معي ومع ابنتي..ونصيحتي للمقبلة على الزواج في مثل عمري ان لا تتسرع والزواج ليس كما هو في قصص الف ليلة وليلة.
الطب الشرعي
يقول مستشار الطب الشرعي د. هاني جهشان عضو هيئة تحرير دراسة الامين العام للامم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد الاطفال عن عواقب الزواج المبكر على صحة الفتاةيعتبر الزواج المبكر انتهاكا صارخا للمبادئ الاساسية للصحة الانجابية ولتوفر علاقة جنسية متكافئة ما بين الزوجين, والقدرة الجسدية على الحمل الطبيعي والولادة الطبيعية, وكذلك القدرة على اتخاذ القرار بتحمل مسؤولية رعاية الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية
واضاف باعتماد تعريف منظمة الصحة الدولية بان الصحة هي اكتمال المعافاة الجسدية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد انتفاء المرض, فإن زواج طفلة او يافعة لم تتجاوز 22 عاما لا يحقق مبادئ الصحة الانجابية الاساسية, فلا يتوقع ان تكون العلاقة الجنسية متكافئة, ولا يشكل جسم الطفلة او اليافعة بيئة طبيعية لحمل طبيعي ولا يكون ملائما لولادة طبيعة, ويمتد ذلك الى غياب الاستعداد النفسي والاجتماعي في هذا العمر المبكر للتعامل مع الاطفال كأبناء تقدم لهم احتياجاتهم الاساسية.
واشار ان الفتيات اللواتي يتزوجن بعمر مبكر لا يكن قادرات على استخدام وسائل منع الحمل ان كان ذلك بسبب عدم المعرفة او بسبب ارغامهن على حمل قسري وبالعادة تكون ولادة اول طفل لهن في العام الاول لزواجهن, ومما يفاقم هذه الامور سوءا هو ان الزواج المبكر مرتبط بظروف اجتماعية تتصف بالجهل وغياب التعليم والفقر والانعزال الاجتماعي.
وعن المخاطر الطبية المباشرة للحمل المبكر وللولادة قال تتمثل في زيادة احتمال موت الام بسبب عوامل الخطورة المتعلقة بصغر عمر الحامل, وزيادة احتمال حدوث الولادة المبكرة قبل استكمال الاشهر الرحمية التسعة, وزيادة نسبة المضاعفات اثناء الولادة, وقلة وزن الوليد, وزيادة احتمال حدوث الاجهاض والموت داخل الرحم او عقب ولادة الجنين مباشرة. هذه المخاطر الطبية المباشرة تمتد الى فترة ما بعد الحمل والولادة الى مضاعفة احتمالية وفاة الطفل الرضيع في السنة الاولى من عمره, بما يعرف بوفاة المهد, وكذلك تمتد الى صحة الام المستقبلية بزيادة احتمال تعرضها للامراض المزمنة الشائعة وزياد عدد احمالها وما يتبع ذلك من عواقب ومضاعفات قد تهدد حياتها.
واكد د. جهشان إن الزواج المبكر مرتبط بمضاعفة احتمال الطلاق وتعريض الفتاة لمخاطر التشرد وما يرتبط بذلك من احتمال تعرضها للاستغلال الجنسي, وأيضا زيادة احتمال قيامها بالتخلص من طفلها او حتى قتله.
وقال إن اكراه المرأة على الزواج المبكر هو سلوك يتعدى كونه غير شرعي وغير قانوني وغير اخلاقي الا انه شكل من اشكال العنف ضد المرأة بإعتبار جنسها وشكل من اشكال العنف ضد الطفل بإعتبار عمرها, تتعرض خلاله لمعاناة نفسية شديدة من قبل والدها او وليها الشرعي, وإن وافقت الفتاة على مضض على هذا الزواج وأجيز قانونيا فأن حياتها مع زوج لا تكن له المودة والرحمة, سيعرضها اضافة للعنف النفسي الى اشكال اخرى من الايذاء والعنف الجسدي, وإلى الاساءة الجنسية من قبل زوجها.
احصاءات
ووفق احصاءات دائرة قاضي القضاة فقد سجلت 5349 شخصا, تقل اعمارهم عن 18 عاما, تزوجوا خلال عام الماضي, من اصل 64738 حالة زواج سجلت خلال العام, وانخفض هذا العدد عن العام 2008 حيث تزوج 9014 شخصا من الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما, من اصل 66581 اجمالي حالات الزواج في المملكة من كافة الاعمار.
وبلغت نسبة عقود الزواج, لمن تبلغ اعمارهم 15 و16 عاما, تقارب 1.8%, بينما ارتفعت الى 4% لمن هم في سن 17 و18 عاما, اما الاعمار 16 و17 عاماً فتبلغ نسبتهم 2.5%, لافتا ان هذه النسب تتعلق بعقود الزواج, وليس بالزفاف, باعتبار ان متوسط مدة الخطبة في الاردن سنة.
في حين بلغت نسبة الطلاق بين المتزوجين تحت سن 18 عاما 4.8%, اي ان هذه النسبة تعني ان معظم حالات الزواج للذين تقل اعمارهم عن 18 عاما يستمر.
دائرة قاضي القضاة
يقول مفتش المحاكم الشرعية د. واصف البكري نص مشروع قانون الاحوال الشخصية ان المادة (10) عدلت سن اهلية الزواج الى ثماني عشرة سنة وفي حالات محدودة, ووفق ضوابط اجاز المشروع تزويج من اكملت الخامسة عشر وفق اجراءات خاصة, وقد جعل منتهى سن البلوغ هو الاساس للحد الادنى لسن التزويج في الحالات الاعتيادية الى ثماني عشرة سنة. كما نص المشروع ان من تزوج باذن المحكمة وبموافقة الولي وكانت دون سن الثامنة عشرة فانها تكتسب بذلك اهلية التقاضي في كل ما له علاقة بالزواج والفرقة واثارهما.
وحول زواج من هم اقل من 18 عاما قال د. البكري نسبة المتزوجين اقل من 18 لعام 2009 بلغت 3.8% ونسبة الزواج من 15-16 بلغت 1.7% ونسبة المتزوجات للفئة العمرية 16-17سنة بلغت 2.6% واما نسبة المتزوجات من فئة 17-18 سنة بلغت 4% لذلك الزواج دون سن 18 لا يمثل ظاهرة كبيرة في المجتمع خاصة اذا ما نظرنا الى ان هذه النسب المتعلقة باجراء العقد فقط دون مراسم الزفاف حيث ان فترة الخطوبة غالبا ما تستمر لمدة سنة تقريبا كما اشارت بعض الدراسات لذلك يكون الزواج بمعنى الزفاف تم بعد سن 18 في الغالب ومع ذلك ذهب مشروع القانون ان الاصل في اهلية الزواج اتمام سن 18 الا انه يجوز للقاضي ان ياذن بزواج من اتم الخامسة عشر من عمره اذا كان في زواجه مصلحة تحدد اسسها بمقتضى تعليمات يصدرها قاضي القضاة لهذه الغاية فالاصل هو زواج من اتم الثامنة عشر من عمره وبخلاف ذلك هو استثناء فقط لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية وبعض الحالات التي تستوجب الضرورة الاذن لهم بالزواج قبل اتمام الثامنة عشر من عمره.
الطب النسائي
في رد على سؤال هل يمكن للزواج المبكر ان يؤثر على الصحة الجسمية للفتاة يقول اخصائي النسائية والتوليد د. مروان السمهوري ان جسم الفتاة لابد وان يمر في مراحل معينة حتى يكون مهيئا للحمل والولادة وهذا لا يعني الزواج وانما الحمل كونه بحاجة الى قوة جسد وتحمل و الحمل في عمر ال¯ 15 يصاحبه اعراض والولادة والرحم غالبا لايجب ان تكون بهذا السن بشكل يستطيع التأقلم مع المستجدات الفسيولوجية التي تحدث للمرأة الحامل ومن اكثر المضاعفات التي يمكن ان تتعرض لها المرأة الحامل في هذه الحالة الاجهاض المبكر لتلك الفتاة- بل الطفلة -على حد التعبيراضافة الى الولادة المبكرة
ويشير د. السمهوري الى رأي الطب في تحديد السن المناسب للزواج والحمل والولادة واختيار السن ما بين ال¯ 20-30 كون المرأة تكون مهيأة جسديا وفكريا ونفسيا.0
د. السمهوري: الولادة المبكرة والاجهاض يكثر في الزواج المبكر
البكري: للقاضي ان ياذن بزواج من اتم الخامسة عشر من عمره اذا كان في زواجه مصلحة
العرب اليوم - ليندا المعايعة
مع تطور مفاهيم وتشريعات حقوق المرأة والطفل بدا التفكير بصوت مرتفع حول ظاهرة زواج بنت الـ 15 التي كشفت الدراسات العالمية عن محاذير لم تكن في حسبان اجيال اعتادت على تقبل الفكرة تحت مفاهيم الزواج الحلال والستيرةوما الى ذلك من مفاهيم شعبية سائدة ربما يثبت خطأها لدى فريق وصوابها لدى فريق اخر.
العرب اليوم تجري تحقيقا حول هذه الظاهرة مع اصحاب الاختصاص اضافة الى استمزاج اراء بعض المواطنين حيث يرى المواطن عبد الله في الزواج من ابنة الخامسة عشر امرا محرجا خاصة بعد ان تقدمت احدى السيدات منه لتسأله عن عمر زوجته التي ظنت بانها ابنته ومع هذا فانه يفضل زواج من هن تحت سن الثامنة عشر.
ويقول عبد الله احب الزواج من بنت ال¯ 18 سنة,لانها لا تكون قد تعرفت كثيرا على امور الحياة وهكذا استطيع ان اوجهها وفق تفكيري وطبيعتي وشخصيتي وحتى نمط حياتي .
واضاف امهاتنا تزوجن باعمار ال¯ 14 سنة واستطعن تكوين اسر كبيرة,وعدد افراد الاسرة لم يقل عن 6 اطفال.. وانا ضد فكرة ان ايام زمان شيء اخر والان شيء اخر.
رغم وجود صعوبة بالتعامل مع زوجته الا انه يقول اشعر انها لا تزال طفلة ترغب باللعب في الحدائق واماكن الترفيه وتستغل لعبها مع طفلها حتى انها تحب اقتناء الالعاب .
وقال اشعر بالحرج ايضا عندما يسألوني عن عمرها وعادة يطرحون السؤال كم عمر ابنتك فاقول زوجتي.
وعما تفضله زوجته من هدايا اوضح عبد الله تفضل اقتناء الاكسسوارات الملونة وملابس المراهقات واحيانا اضطر لمسايرتها واحيانا اخرى اضغط عليها لتغيير سلوكها ونمط حياتها واردد عليها دوما انت مش بنت صغيرة انت متزوجة.. فاهمة شو يعني متزوجة اذ لا يرى في هذا الكلام في رده على سؤالنا اي نوع من التعنيف ضدها.
وقال مضى على زواجنا 4 سنوات عندما تزوجتها كانت قد اتمت الخامسة عشر وكان عمري 37 عاما والفارق العمري بيننا كان 22 عاما وهذا لا يعد مشكلة, بعد مرور هذه السنوات تعودت على طباعي واخذت تفهمني.
واكد عبد الله زواجي ليس نزوة, بحثت عن فتاة في عمر الخامسة عشر وطلبت من والدتي ان تبحث عن عروس في هذا العمر.
وعن مواجهة صعوبة في الزواج قال عبد الله تم كتابة عقد القران في الاردن,في احدى المحافظات ولكون زوجتي يتيمة وتعيش في منزل عمها فوافق القاضي على الزواج دون مواجهة اي مشاكل رغم احد الاصدقاء طلب ان يتم العقد في سورية كونه اسهل الا ان القاضي اخذ وضع الفتاة في عين الاعتبار وووافق على الزواج.
اما المواطن حسام فعبر عن ندمه من الزواج من بنت الخامسة عشر واصفا اياه ب¯ وجع راسوعن ظروف زواجه قال امي ارادت ان تزوجني حسب العادات والتقاليد فارادت ان تضع حدا لي حتى اعقل.. كنت اتعرف على بنات كثيرات واتركهن بعد مضي من الوقت.. عندها امي اخذت قرار الحاسم وقررت تزويجي ووافقت بعد ان اقنعتني بان الزواج سيغير حياتي ويجعلها افضل واهدأ.
وزاد لا اريد الخوض في التفاصيل اكثر لكن استطيع تلخيص هذا الزواج بعدم وجود راحة مطلقا بالزواج من فتاة صغيرة بالعمر لا تستطيع ان تتعامل مع المشاكل اليومية او حتى المسؤوليات الاجتماعية والزوجية وما زال تفكيرها طفوليا حتى عندما اريد ان اراضيها اشتري لها شيبس وشوكولاته وعصيرا.. لا اريد ان اقول اكثر سوى اني ندمت على زواجي وفي المقابل اسال نفسي ما ذنب هذه المسكينة ولهذا فاني احاول جاهدا ان لا اضايقها فهي تبكي كالاطفال.
وعن فترة زواجه قال مضى على زواجنا سنة,لا اريد الانجاب منها حاليا حتى اشعر بانها نضجت واصبحت تستطيع التعامل مع الحمل والولادة والعائلة.
واشار ان زواجه تم في سورية لدى المحكمة الشرعية هناك وتم توثيقه في السفارة الاردنية حسب التعليمات.
وفي المقابل كان لا بد من اخذ رأي السيدات اللاتي تزوجن في عمر الخامسة عشر وكانت نور احداهن وعن تجربتها تقول ابلغ من العمر 23 عاما من بين عشرة ابناء وبنات للعائلة,لم اجبر على الزواج رغم ان عمري 15 عاما عند اختياري لزوجي الذي قررت الارتباط به ومع هذا فان شعور الندم جراء هذا الزواج اخذ يلاحقني خاصة واني ما عشت حياتي متل البنات اللي بعمري.
وزادت لازمني اجهاض متكرر بعد كل حمل وذلك بسبب صغر البنية الجسمية كما اكتشفت بعد مرور فترة على الزواج مدى بخل زوجي الذي كان يسيء لي بعد مغادرة عائلتي التي كانت تحضر لزيارتي في العيد او من اجل الاطمئنان والتواصل.. وتصبح حياتي جحيما لو طلبت والدتي ان اجهز طعام العشاء او الغذاء فينهال علي بالسب والشتم والاساءة لعائلتي اما اذا كانت العزيمة لعائلته فيكون الامر عاديا بالنسبة له.
واضافت لا يهم ان كنت اعاني في عملي الذي يرهقني على الدوام بل ما يهم زوجي ما اكسبه من عملي, فراتبي الشهري لا اعرف عنه شيئا فهو من يقوم باخذه مني فور وصولي الى المنزل وطلبت الطلاق منه وعدت الى منزل عائلتي لكنه وعد بان يتحسن معي ومع ابنتي..ونصيحتي للمقبلة على الزواج في مثل عمري ان لا تتسرع والزواج ليس كما هو في قصص الف ليلة وليلة.
الطب الشرعي
يقول مستشار الطب الشرعي د. هاني جهشان عضو هيئة تحرير دراسة الامين العام للامم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد الاطفال عن عواقب الزواج المبكر على صحة الفتاةيعتبر الزواج المبكر انتهاكا صارخا للمبادئ الاساسية للصحة الانجابية ولتوفر علاقة جنسية متكافئة ما بين الزوجين, والقدرة الجسدية على الحمل الطبيعي والولادة الطبيعية, وكذلك القدرة على اتخاذ القرار بتحمل مسؤولية رعاية الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية
واضاف باعتماد تعريف منظمة الصحة الدولية بان الصحة هي اكتمال المعافاة الجسدية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد انتفاء المرض, فإن زواج طفلة او يافعة لم تتجاوز 22 عاما لا يحقق مبادئ الصحة الانجابية الاساسية, فلا يتوقع ان تكون العلاقة الجنسية متكافئة, ولا يشكل جسم الطفلة او اليافعة بيئة طبيعية لحمل طبيعي ولا يكون ملائما لولادة طبيعة, ويمتد ذلك الى غياب الاستعداد النفسي والاجتماعي في هذا العمر المبكر للتعامل مع الاطفال كأبناء تقدم لهم احتياجاتهم الاساسية.
واشار ان الفتيات اللواتي يتزوجن بعمر مبكر لا يكن قادرات على استخدام وسائل منع الحمل ان كان ذلك بسبب عدم المعرفة او بسبب ارغامهن على حمل قسري وبالعادة تكون ولادة اول طفل لهن في العام الاول لزواجهن, ومما يفاقم هذه الامور سوءا هو ان الزواج المبكر مرتبط بظروف اجتماعية تتصف بالجهل وغياب التعليم والفقر والانعزال الاجتماعي.
وعن المخاطر الطبية المباشرة للحمل المبكر وللولادة قال تتمثل في زيادة احتمال موت الام بسبب عوامل الخطورة المتعلقة بصغر عمر الحامل, وزيادة احتمال حدوث الولادة المبكرة قبل استكمال الاشهر الرحمية التسعة, وزيادة نسبة المضاعفات اثناء الولادة, وقلة وزن الوليد, وزيادة احتمال حدوث الاجهاض والموت داخل الرحم او عقب ولادة الجنين مباشرة. هذه المخاطر الطبية المباشرة تمتد الى فترة ما بعد الحمل والولادة الى مضاعفة احتمالية وفاة الطفل الرضيع في السنة الاولى من عمره, بما يعرف بوفاة المهد, وكذلك تمتد الى صحة الام المستقبلية بزيادة احتمال تعرضها للامراض المزمنة الشائعة وزياد عدد احمالها وما يتبع ذلك من عواقب ومضاعفات قد تهدد حياتها.
واكد د. جهشان إن الزواج المبكر مرتبط بمضاعفة احتمال الطلاق وتعريض الفتاة لمخاطر التشرد وما يرتبط بذلك من احتمال تعرضها للاستغلال الجنسي, وأيضا زيادة احتمال قيامها بالتخلص من طفلها او حتى قتله.
وقال إن اكراه المرأة على الزواج المبكر هو سلوك يتعدى كونه غير شرعي وغير قانوني وغير اخلاقي الا انه شكل من اشكال العنف ضد المرأة بإعتبار جنسها وشكل من اشكال العنف ضد الطفل بإعتبار عمرها, تتعرض خلاله لمعاناة نفسية شديدة من قبل والدها او وليها الشرعي, وإن وافقت الفتاة على مضض على هذا الزواج وأجيز قانونيا فأن حياتها مع زوج لا تكن له المودة والرحمة, سيعرضها اضافة للعنف النفسي الى اشكال اخرى من الايذاء والعنف الجسدي, وإلى الاساءة الجنسية من قبل زوجها.
احصاءات
ووفق احصاءات دائرة قاضي القضاة فقد سجلت 5349 شخصا, تقل اعمارهم عن 18 عاما, تزوجوا خلال عام الماضي, من اصل 64738 حالة زواج سجلت خلال العام, وانخفض هذا العدد عن العام 2008 حيث تزوج 9014 شخصا من الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما, من اصل 66581 اجمالي حالات الزواج في المملكة من كافة الاعمار.
وبلغت نسبة عقود الزواج, لمن تبلغ اعمارهم 15 و16 عاما, تقارب 1.8%, بينما ارتفعت الى 4% لمن هم في سن 17 و18 عاما, اما الاعمار 16 و17 عاماً فتبلغ نسبتهم 2.5%, لافتا ان هذه النسب تتعلق بعقود الزواج, وليس بالزفاف, باعتبار ان متوسط مدة الخطبة في الاردن سنة.
في حين بلغت نسبة الطلاق بين المتزوجين تحت سن 18 عاما 4.8%, اي ان هذه النسبة تعني ان معظم حالات الزواج للذين تقل اعمارهم عن 18 عاما يستمر.
دائرة قاضي القضاة
يقول مفتش المحاكم الشرعية د. واصف البكري نص مشروع قانون الاحوال الشخصية ان المادة (10) عدلت سن اهلية الزواج الى ثماني عشرة سنة وفي حالات محدودة, ووفق ضوابط اجاز المشروع تزويج من اكملت الخامسة عشر وفق اجراءات خاصة, وقد جعل منتهى سن البلوغ هو الاساس للحد الادنى لسن التزويج في الحالات الاعتيادية الى ثماني عشرة سنة. كما نص المشروع ان من تزوج باذن المحكمة وبموافقة الولي وكانت دون سن الثامنة عشرة فانها تكتسب بذلك اهلية التقاضي في كل ما له علاقة بالزواج والفرقة واثارهما.
وحول زواج من هم اقل من 18 عاما قال د. البكري نسبة المتزوجين اقل من 18 لعام 2009 بلغت 3.8% ونسبة الزواج من 15-16 بلغت 1.7% ونسبة المتزوجات للفئة العمرية 16-17سنة بلغت 2.6% واما نسبة المتزوجات من فئة 17-18 سنة بلغت 4% لذلك الزواج دون سن 18 لا يمثل ظاهرة كبيرة في المجتمع خاصة اذا ما نظرنا الى ان هذه النسب المتعلقة باجراء العقد فقط دون مراسم الزفاف حيث ان فترة الخطوبة غالبا ما تستمر لمدة سنة تقريبا كما اشارت بعض الدراسات لذلك يكون الزواج بمعنى الزفاف تم بعد سن 18 في الغالب ومع ذلك ذهب مشروع القانون ان الاصل في اهلية الزواج اتمام سن 18 الا انه يجوز للقاضي ان ياذن بزواج من اتم الخامسة عشر من عمره اذا كان في زواجه مصلحة تحدد اسسها بمقتضى تعليمات يصدرها قاضي القضاة لهذه الغاية فالاصل هو زواج من اتم الثامنة عشر من عمره وبخلاف ذلك هو استثناء فقط لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية وبعض الحالات التي تستوجب الضرورة الاذن لهم بالزواج قبل اتمام الثامنة عشر من عمره.
الطب النسائي
في رد على سؤال هل يمكن للزواج المبكر ان يؤثر على الصحة الجسمية للفتاة يقول اخصائي النسائية والتوليد د. مروان السمهوري ان جسم الفتاة لابد وان يمر في مراحل معينة حتى يكون مهيئا للحمل والولادة وهذا لا يعني الزواج وانما الحمل كونه بحاجة الى قوة جسد وتحمل و الحمل في عمر ال¯ 15 يصاحبه اعراض والولادة والرحم غالبا لايجب ان تكون بهذا السن بشكل يستطيع التأقلم مع المستجدات الفسيولوجية التي تحدث للمرأة الحامل ومن اكثر المضاعفات التي يمكن ان تتعرض لها المرأة الحامل في هذه الحالة الاجهاض المبكر لتلك الفتاة- بل الطفلة -على حد التعبيراضافة الى الولادة المبكرة
ويشير د. السمهوري الى رأي الطب في تحديد السن المناسب للزواج والحمل والولادة واختيار السن ما بين ال¯ 20-30 كون المرأة تكون مهيأة جسديا وفكريا ونفسيا.0