اعتبر متابعون أن المرحلة المقبلة لوزير التربية والتعليم الجديد الدكتور خالد الكركي مليئة بالتحديات التربوية والتعليمية، وحتى الفنية والإدارية.
فعلى متن أزمات متعددة جاء تولي المثقف والأكاديمي والتربوي والسياسي المخضرم الدكتور الكركي وزارة التربية والتعليم في أول تعديل على حكومة سمير الرفاعي.
والكركي القادم من الجامعة الأردنية رئيسا، إلى وزارة التربية والتعليم وزيرا، جاء وأمامه "أجندة دسمة من التحديات" وفق جدول مواعيد الوزارة، التي أقفلت عامها الدراسي السابق على أزمات.
فوزارة التربية والتعليم اليوم على موعد قريب مع إعلان نتائج امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة للدورة الصيفية الحالية، وموعد انطلاق العام الدراسي الجديد على الأبواب.
والكركي الذي سيقرأ على طلبة التوجيهي لهذه الدورة نسب النجاح وعلامات الأوائل، سيكون على رأس الدورة الصيفية الحالية وزيرا، في حين لن يتحمل أي وزر لأي خطأ في علامة أي طالب.
لذلك فهو متحرر من كافة أوزار الدورة الشتوية الماضية التي أحدثت من الإرباكات ما شكك بصدقية وجودة شهادة الدراسة الثانوية العامة، بعد خطأ نال من العلامات الإلكترونية لزهاء 40 ألف طالبة وطالبة من طلبة الدراسة الخاصة.
المصادر من وزارة التربية والتعليم رجحت أن يقرأ الكركي البيان الصحافي لإعلان نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لدورتها الصيفية 2010، بداية الأسبوع المقبل، بعدما أكدت المصادر نفسها انتهاء كافة عمليات تصحيح جميع المباحث وتدقيق العلامات يدويا وحاسوبيا.
وقبل أن يستقبل الكركي العام الدراسي الجديد، والذي تقرر تأجيل انطلاقته إلى ما بعد عيد الفطر السعيد، ويقفل الدورة التوجيهية الحالية، عليه مواجهة ملف المعلمين المتخم بالشكاوى والاحتجاجات، أبرزها من معلمين عديدين أحيلوا الى التقاعد والاستيداع، إضافة الى مطالبة المعلمين ليكون لهم شكل من أشكال التمثيل في اتحاد أو رابطة بموجب أحكام، وهو أمر اتخذت في سياقه الحكومة إجراء بأن ارسلت لديوان الرأي والتشريع طلب فتوى لإيجاد مخرج لذلك الطلب.
إلا أن مقربين من الكركي نقلوا عنه موقفه لدى حضوره الجلسة الأولى لمجلس الوزراء أمس بأنه سيمضي في الاقتراب من المعلمين، وصولا لحالة تصالحية مع الوزارة لصالح موسم دراسي خال من الاحتجاجات.
في هذا السياق تمنح المكارم الملكية الأخيرة للمعلمين تمهيدا طيبا في لغة الحوار التي قد يفتح الكركي لها قنوات واسعة مع الوزارة، بعد علاوات على رواتب المعلمين، والمكرمة الملكية لأبنائهم في الجامعات الرسمية، وتحسين الظروف المعيشية للمعلم.
عندها سيكون الكركي قد اشتبك مع العام الدراسي الجديد على أرضية انسجام مكتمل مع أطراف العملية التربوية، وزارة ومعلمين وطلبة، ما يضمن استمرار الاجواء الصحية لمسيرة التربية والتعليم.
فأرقام مسؤولية الوزارة ضخمة، بين 1.6 مليون طالب وطالبة، ونحو 80 الف معلم ومعلمة، موزعين على 3300 مدرسة، في 42 مديرية تربية وتعليم.
إلا أن مقربين من الكركي حملوا إلى المعلمين بشرى مفادها أنه سجل مبكرا آراءه بحق المعلمين في مجلس التربية والتعليم لصالح إيلائهم اهتماما أكبر، ما يسمح معه ان يتقدم المعلم لحصته المدرسية ضمن مساحة جيدة من الرفاه.