عندما يأتي المساء
يأخذني الحنين إليكِ
لأبحث عنكِ بين أوراقي و همس كلماتي
أبحث عنكِ و أنتِ تعيشين في ذاتي
عندما يأتي المسـاء
أتحوّل أنا إلى إنسـان ثاني
إنســان يعشق الظلام
رغم خوفـــي من حكايا الماردُ
و سراديب الليل ....
أعشق همسات النجوم
و غناء الليل و هو يعانق القمر
أعشقكِ انتِ
أعشق تلك المرأة السرمدية
عندما يأتي المســاء
أحتضنه بقوة الفجر
و جبروت الشمس
و رِقّة القمر
تشُدّني ألحانكِ القاتلة
و أنا أسترق السمع إليها من وراء شبابيك الهمسات
عندما يأتي المســـاء
أقف تحت أضواء النوافذ كل ليلة
أرى تلك الأزهار الوردية
و تلك السنادين الملونة و الحجرية
أراكِ تختبئين خلف نافذة حرف الهاء
و تهربين بين أبواب الحروف الأبجدية
عندما يأتي المســاء
يقتلني البرد و أنا أنتظر أبواب السماء يان تُفتح لي
لكي أرى جمال العيون العسلية
و تلك الابتسامات ...
و أسمع منها همساتها الغزلية
عندما يأتي المساء
و تتطاير الأوراق
و تبدأ أغصان الأشجار تغني
كلما هبّت الرياح الموسمية
أعشق صوت الليل و هو يناديني
ليأخذني بعيدا ... بعيدا
لنجلس على أرصفة الشوارع
و نكتب على جدران الأماكن بعض الحروف
ليتركنا و يهرب خلف أعمدة الظلام
خوفا من حرّاس المدينة
عندما يأتي المســاء
تكونين أنتِ معي
تحت أضواء الشوارع
و خلف أضواء القمر
لنهرب بعيدا أنا و أنتِ
مثل عصفورين حاولا أن يختبئان بين أوراق الشجر