- أربعة أيام عاشتها الطفلة سيلين قبل أن تلقى حتفها والسم يجري في دمائها من دون تشخيص واضح ودقيق لحالتها باستثناء عمل جبيرة لرجلها إثر شكوك بوجود آلام فيها.
فلم تفلح مراجعتها المتكررة لمستشفى الرمثا الحكومي وعلى مدار أربعة أيام وهي تئن من آلام لدغة عقرب وسمه الذي كان ينهي حياتها تدريجيا بسبب عجز الأطباء عن تشخيص حالتها وتخمينهم بأن أوجاعها ناتجة عن تعرضها لضربة على رجلها.
رحلة من العذاب عاشتها الطفلة سيلين (11 عاما) خضعت خلالها لأعجب حالات التشخيص الطبي حتى اكتشف متأخرا بأنها تعاني من تسمم في الدم لم يكن بالإمكان إنقاذها منه ما أدى إلى وفاتها، في الوقت الذي كشف فيه تقرير الطب الشرعي الذي أجري على الجثة بأن سبب الوفاة ناتج عن تسمم إثر لدغة عقرب.
وتكشف حادثة الطفلة سيلين عن مفارقات طبية من حيث إصرار طاقم مستشفى الرمثا الحكومي بأن الطفلة كانت قد تلقت العلاج اللازم ولم يتم إهمال حالتها، في الوقت الذي يشير فيه تقرير الطب الشرعي بأن وفاة الطفلة ناتج عن تسمم تدريجي إثر لدغة عقرب.
ويقول والدها جهاد طويط (43 عاما) إنه في فترة الظهيرة من يوم الجمعة الماضي كانت طفلته سيلين تلعب هي وشقيقتها الكبيرة سالي 12 عاما في المنزل، وأثناء ذلك قامت شقيقتها بالدهس على قدمها بطريق الخطأ، مما دعا طفلته سيلين إلى إخبار والدتها بعد ساعتين بأنها تشعر بألم ووجع في قدمها.
وأضاف أن سيلين ذهبت مع شقيقتها بعد ذلك إلى "سوبر ماركت" مجاور من منزلها وبعد أن رجعت إلى المنزل أخبرت والدتها أنها أصيبت "بوخزه شوكة" في رجلها، الأمر الذي استدعى من والدتها البحث عن مكان الألم إلا أنها لم تجدها.
وأشار طويط إلى أن طفلته بعد صلاة العصر من نفس اليوم بدأت تعاني من ألم في البطن واستفراغ قوي، الأمر الذي استدعى نقلها إلى مستشفى الرمثا الحكومي، حيث تم أخذها إلى قسم الإسعاف والطوارئ، وإجراء فحوصات من قبل الطبيب المناوب مع الاشتباه بوجود تمزق في قدمها، حيث تم تصويرها وإعطاؤها إبرة ومهدئات من دون عمل أي فحوصات مخبرية وبعدها غادرت المستشفى.
وأشار إلى أنه وفي اليوم التالي ازداد ألم الطفلة، الأمر الذي استدعى نقلها مرة أخرى إلى مستشفى الرمثا الحكومي وبالتحديد إلى اختصاصي العظام، زاعما أنه قام ومن دون الكشف عن حالتها "بتجبير" قدمها وتم إعطاؤها مسكنات وموعد مراجعة بعد 4 أيام.
ولفت طويط إلى أن حالة ابنته بدأت تزداد سوءا، حيث تم في اليوم الثالث مراجعة طبيب الطوارئ والذي اكتشف أن الطفلة مصابة بحالة تسمم، حيث قام طبيب الطوارئ بإعطاء الطفلة مغذيا والعودة بها إلى المنزل لتزداد حالة الطفلة سوءا.
وقال إنه وفي صبيحة يوم الأحد الماضي تم إعادة الطفلة إلى المستشفى مرة ثالثة، حيث أمر الطبيب المناوب بدخولها فورا إلى المستشفى، وتم طلب طبيب العظام المناوب والذي أبدى استهجانه من قيام الأطباء بوضع جبيرة على قدم الطفلة، مشيرا إلى أنه تم إدخال الطفلة لمدة يومين إلى المستشفى.
وزعم أن طفلته كانت تعاني من إهمال طبي وتقصير من قبل الممرضين وجميع الأطباء الذين أشرفوا على علاج الطفلة، مشيرا إلى أن طبيب العظام قام بعمل فحوصات وتحاليل مخبرية لابنته، وبعد تدخل العديد من الشخصيات قام بتحويلها إلى مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي.
وقال طويط إنه تم إرفاق صور مع الطفلة بأنها تعاني من كسور في قدمها، الأمر الذي أدى إلى إرباك الأطباء في مستشفى الملك المؤسس، لافتا إلى أن الأطباء في المستشفى وفور وصول الطفلة إليهم قاموا بإجراء صور رنين مغناطيسي وتم تحويلها إلى غرفة العناية الحثيثة بعد شكوك بوجود "غرغرينة" في قدمها.
وأشار طويط أن الأطباء قاموا بطلب وحدات دم من اجل إجراء عملية لقدم الطفلة في حال تم قطعها، لافتا إلى أنه تم طلب طبيب الأوعية الدموية وبعد اطلاعه على الصور والكشف السريري والتحاليل أفاد أن الطفلة تعرضت إلى لدغة عقرب والذي أدى إلى انتشار السم في كافة اعضاء جسم الطفلة.
وقال طويط إنه وبعد إجراء الفحوصات المخبرية للطفلة من قبل الطبيب المختص تبين أن السموم انتشرت إلى الدماغ والكلى والرئتين، وكانت الطفلة في حالة موت سريري، مؤكدا أن الطبيب المختص في مستشفى الملك المؤسس حاول إنقاذ حياتها إلا أنها فارقت الحياة.
وأكد طويط أن طفلته لم تكن تعاني من أي أمراض سابقة، موضحا أن طفلته تعرضت إلى إهمال طبي فادح لا يمكن السكوت عنه، مجددا مطالبته وزارة الصحة باتخاذ أشد العقوبات بحق المستشفى والذي تسبب في وفاة طفلته للحيلولة دون وقوع حالات مشابهة.
وكان أطباء العظام في المستشفى قد اضطروا إلى وضع الجبس لساقها بعد أن شكت الفتاة من ألم فيه، وإخبار أهلها للأطباء بقيام شقيقتها بدهسها على قدمها قبل أربعة أيام، معتقدين أن سبب الألم هو كسر، وفقا لمدير المستشفى الدكتور يوسف طاهات.
وقال طاهات إن الأطباء قاموا بعملهم على أكمل وجه من أجل علاج الفتاة، إلا أن وجود تكسر في الصفائح الدموية حال دون الاستمرار في علاجها في المستشفى، الأمر الذي استدعى تحويلها إلى مستشفى الملك المؤسس من أجل استكمال العلاج هناك، نافيا وجود أي تقصير من قبل أطباء المستشفى.
وكان الطاهات نفى أن تكون الفتاة قد تعرضت للدغة عقرب كما يشاع، مؤكدا أن الأطباء الذين أشرفوا على حالة الفتاة أكدوا له أنها لم تكن تعاني من أي أعراض للدغة العقرب. وكان تقرير الطب الشرعي لإقليم الشمال أوضح أن الطفلة عانت من آلام في البطن والصدر والدماغ وأصابها نوع من التكسر في صفائح الدم ونزيف تدريجي في أنحاء الجسم كافة، مؤكدا أن ما أصابها ناجم عن تسمم بلدغة عقرب.
" ادعولها بالرحمه لالها"