الملكة رانيا : توفير المطاعيم واجب إنساني وضرورة لحماية الأطفال
عمان - الرأي - أكدت جلالة الملكة رانيا العبد الله على أن توفير المطاعيم واجب إنساني واستثمار مستمر وبناء للمستقبل وضرورة لحماية أطفالنا.واعربت جلالتها وهي أحد أعضاء مجلس إدارة صندوق المطاعيم العالميجافيعقب استماعها الى مداخلات عدد من المختصين والأطباء العاملين في برامج التطعيم الوطنية والمنظمات الدولية عن سعادتها لهذا الجمع العربي من أهل الاختصاص والعاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية معتبرة ذلك أساسا لاطلاق شبكة أو رابطة تجمع الشركاء معا للوصول الى الحل الكامل والشامل الذي يتطلب تضافر الجهود بين الدول والمنظمات والقطاع الخاص مثل شركات الأدوية لتوفير الموارد المالية.
وكانت قد بدأت امس جلسات عمل مؤتمر المطاعيم خلال العقد القادم في الوطن العربي الذي تنظمه كلية الطب في الجامعة الأردنية بالتعاون مع رابطة التعليم ودعم التطعيم في بلجيكا (Nesi) ومؤسسات ومنظمات صحية عالمية.
وقالت جلالتها: إن هذا المؤتمر وبما يعكس من اهتمام ملحوظ من مشاركة الدول العربية في أعماله يعد وسيلة مهمة لتسليط الضوء على موضوع التطعيم لوضعه على سلم أولويات الحكومات العربية.
وأشارت جلالتها الى أن تفاوت تغطية المطاعيم بين الدول العربية يتطلب تعاونا وتنسيقا للجهود مبينة أن الأردن قطع خطوات كبيرة في الحد من وفيات الأطفال وتوفير المطاعيم من خلال افتتاح مراكز الأمومة والطفولة الى جانب برنامج التطعيم الوطني ضد الأمراض السارية وكذلك إطلاق حملات التوعية في المدارس.
وركزت جلالتها على دور التحصين وتوفير المطاعيم في إعطاء الأطفال بداية يستحقونها والعمل على تطوير برامج التطعيم لضمان توفير مطاعيم جديدة وحصول الأطفال على التحصين الكافي، وأهمية بناء قاعدة معلومات عربية حول الأمور الصحية لتحديد مسارات التوعية والتثقيف خاصة وأنه من الصعوبة نشر الوعي دون معرفة الوضع القائم.
وقال وزير الصحة الدكتور صلاح المواجدة في حفل افتتاح المؤتمر كلمة أشار فيها إلى نجاح الأردن في تنفيذ برامج التطعيم التي بدىء العمل بها عام 1979 بهدف حماية الأطفال من الأمراض والأوبئة مؤكداً أن برامج التطعيم تغطي كافة مناطق المملكة وتقدم لجميع المواطنين الأردنيين والجنسيات المختلفة مجاناً.
وعرض الوزير الإنجازات الأردنية في برامج التطعيم مؤكداً أن الأردن استطاع السيطرة على مجموعة من الأمراض التي كانت تصيب الأطفال ومنها شلل الأطفال والدفتيريا والسعال الديكي والسحايا والحصبة وغيرها من الأمراض المعدية.
وبين أن الأردن أدخل مطاعيم جديدة في عام 2001 ومنها ما يتعلق بالكزاز والتهاب الكبد والمستديمة النزيلة مؤكداً في هذا الصدد إلى أن الأردن على استعداد لإدخال مطاعيم جديدة والتعاون مع المنظمات العالمية العاملة في هذا المجال بهدف تبادل الخبرات والمعلومات لتطوير المطاعيم.
من جهته قال نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية الدكتور نبيل شواقفه: إن إحصائيات اليونيسيف تشير إلى أن التطعيم قد أنقذ حياة أكثر من (20) مليون شخص في العقدين الماضيين موضحاً أن انتشار الأمراض المعدية لا يزال يؤدي إلى وفاة ما يقارب ثلاثة ملايين طفل سنوياً.
وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة: إن الجامعة التي هدفها الإنسان ومعالجة قضاياه بأسلوب علمي تحرص على إيلاء هذا الموضوع اهتمامها وعنايتها، فشجعت على إعداد الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأمراض المعدية وطرق الوقاية منها.
وكانت الدكتورة نجوى خوري بولص رئيسة قسم الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية منسقة المؤتمر قد تحدثت عن أهداف المؤتمر في حشد الجهود العربية وبناء الشركات مع المنظمات الدولية ، وأبرزت الدور الأكاديمي الممكن لعبه في مجال المطاعيم من حيث التعليم الطبي ورفد برامج التطعيم بالكوادر المدربة والمشاركة مع صانع القرار وتفعيل دور الجامعات العربية للمساهمة بشكل أكبر في برامج التطعيم الوطنية.
كما قدم رئيس شعبة المطاعيم في منظمة الصحة العالمية عز الدين محسن عرضا حول المطاعيم في الدول العربية بين فيه النتائج الإيجابية التي وصلت إليها الدول العربية في معدلات تغطية المطاعيم وتوفرها للتحصين من الأمراض السارية.
وأشار الى التحديات التي تواجه الدول العربية لتحقيق الهدف الرابع من الأهداف الانمائية للألفية المرتبطة بتخفيض معدل وفيات الأطفال والذي يحتاج الوصول اليه مزيدا من الجهود والتنسيق والتعاون والموارد المالية وأن تكون المطاعيم على الأولويات الوطنية من خلال التزام القيادات السياسية.
و استعرض عدد من المشاركين دور دولهم في هذا المجال حيث أشار المدير التنفيذي للمشروع العربي لصحة الاسرة في جامعة الدول العربية الدكتور احمد عبد المنعم الى أن موضوع تحسين جودة المؤسسات الصحية سيكون أحد المواضيع التي ستدرج على أجندة القمة العربية القادمة إضافة الى أن القمة ستبحث أيضا امكانية تصنيع المطاعيم في البلاد العربية.
واستعرضت مديرة مبادرة توفير مطاعيم الكبد الوبائي لصندوق المطاعيم جافي رنا حجة دور المنظمات العالمية لتحقيق العدالة في توفير المطاعيم في العالم العربي.
منوهة الى ضعف التوعية وخاصة في مستويات صناعة القرار للمؤسسات المالية وعلى رأسها وزارات المالية في الدول العربية.
وقال مساعد الامين العام للرعاية الصحية الاولية الدكتورعادل بلبيسي من الأردن: إن برنامج التطعيم الوطني الذي بدأ منذ عام 1979 يعتبر من البرامج المميزة والفاعلة والتي تطمح للاستمرار بالمحافظة على تميزه وزيادتها خاصة في نسب تغطية المطاعيم التي وصلت 95% لجميع الأطفال المتواجدين على أرض المملكة بغض النظر عن جنسياتهم.
وأشار الى أن وزارة الصحة تعمل حاليا لإدخال أنواع جديدة من المطاعيم ضمن برنامجها الوطني مثل التهاب الكبد الوبائي والجدري المائي والالتهاب الرئوي.
وبين حاجة الوزارة الى الدعم المالي لشراء المطاعيم والذي كانت كلفته في السابق تصل الى نحو 3 ملايين دينار اردني ووصلت الان لنحو 7 ملايين هي فقط كلف شراء المطاعيم.
ويشارك في المؤتمر (60) طبيباً ومتخصصا من مؤسسات وجامعات من جميع الدول العربية ومن دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، بالاضافة الى منظمات أبرزها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف ورابطة تعليم المطاعيم في بلجيكا وجامعة الدول العربية .
ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام (25) ورقة عمل متخصصة حول المطاعيم وأهميتها في الوقاية من الأمراض والأوبئة .