هو صحيح ما فيه كفر ولكن فيه سوء أدب مع الله كما أفتى بها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
اقتبـاس ،، من كتاب المناهي اللفظية للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( ص 100 – 101 )
س 104 - اشتهر في الفترة الأخيرة بين الشباب لغز , أو ما يسمونه باللغز وهو : ما هو الشيء الذي لم يره الرسول صلى الله عليه وسلم , وما هو الشيء الذي لم يره الله سبحانه وتعالى , ولم يسمع به ؟ يقصدون بالذي لم يره الرسول صلى الله عليه وسلم رسولاً مثله , والذي لم يره الله سبحانه وتعالى ولم يسمع به: الشبيه والمثيل والنظير . وتعلمون أن هذا سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى , فما حكم ذلك ؟
أفيدونا وفقكم الله .
فأجاب رحمه الله : أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرَ الشيء ولم يسمع به , فهذا حاصل لكل البشر , والنبي صلى الله عليه وسلم بشر يدخل بيته والبُرمةُ على النار لا يدري ما الذي فيها _ والبرمة مثل القِدر _ فإنه دخل ذات يوم على أهله فدعا بطعام وكان رأى البرمة على النار , وفيها لحم تُصُدِّقَ به على بَريرة وهي عتيقة لعائشة رضي الله عنها عندها . وقد علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأكل الصدقة , فقالوا : لحمٌ تُصُدِّقَ به على بَريرة . فقال : (( هو عليها صدقة , ولنا هدية )) رواه البخاري ومسلم _ أنا أضرب هذا مثلاً للدلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب . وحادثةٌ أخرى تدل على ذلك , فقد كان أبو هريرة رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم , فانخنس منه وذهب واغتسل ثم رجع , فقال له : (( أين كنت ؟ )) قال : كنتُ جُنُباً فكرهتُ أن أكون معك على غير طهارة قال : (( سبحان الله , إن المؤمن لا ينجس )) رواه البخاري ومسلم _ فانظر تغيب عنه أبو هريرة وهو لا يعلم فالرسول نعم قد لا يسمع بالشيء وقد لا يرى الشيء .
لكن قولهم : لم يسمع به الله , ولم يره . هذا سوء أدب عظيم مع الله ويُخشى على من ألقى هذا السؤال , فَضَلَّ به من ضَلَّ من الناس , أن يبوء بالإثم , والعياذ بالله , جانب الرب عز وجل يجب أن يُعَظَّم , يجب أن يُهاب , يجب ألا نتكلم في جانب الله عز وجل بما يوهم نقصاً لا من قريب ولا من بعيد لأن الله تعالى قال : ((لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ( النحل: 60 ) كل وصف كمال فأعلاه لله عز وجل , فكيف تقول : إن الله لم يسمع بأمر , ولم يره ؟ فالحذر الحذر من مثل هذه التعبيرات والحذر الحذر من الكلام في جانب الرب عز وجل إلا بما جاء في الكتاب والسنة , يجب أن نتأدَّب كما تأدَّب الصحابة رضي الله عنهم . كانت الآيات تنزل في صفات الله وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم في صفات الله , ومع ذلك لا يوردون أسئلة ولا إشكالات , يأخذونها بالرضى والتسليم والقبول . ويعلمون أن الله تعالى فوق ما يتصوره الإنسان : ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ( الشورى: 11 ) .
تحياتي إلك يا كبير وآسف لأني حرقت عليك الفلم :rock: