تعرض الأطفال لملوّثات بيئية معينة حتى وهم ما يزالون في أرحام أمهاتهم، يؤثر سلبياً على نموهم العصبي وتطورهم العقلي والإدراكي.
فقد وجد الباحثون بعد دراسة 112 طفلاً ولدوا لسيدات تناولن أسماكا ًملوثة بمركبات "بوليكلورينيتيد بايفينيل PCBs" تمت متابعتهم منذ الولادة وحتى سن الحادية عشرة، وقياس التراكيز الكيميائية في الحبل السري وحليب الأمهات، وجدوا أن تركيز الملوثات يرتبط مباشرة بدرجات الذكاء اللفظي والإدراكي عند الأطفال عند بلوغهم الحادية عشرة من عمرهم. وتكون مهارات الانتباه والذاكرة أكثر المناطق الدماغية تأثراً بالملوثات.
واتضح أن الأطفال الذين تعرضوا أكثر لتلك المادة الملوثة كانوا أكثر عرضة لانخفاض درجات الذكاء، إذ يكونون أقل بسنتين من أقرانهم، وخصوصاً في مهارات القراءة الشاملة. وبالرغم من أن إنتاج مركبات PCBs محظور في الولايات المتحدة منذ عام 1978. إلا أنها سبق أن استخدمت بكثرة قبل الحظر في مبردات المحولات الكهربائية، ولذلك فبقاياها مازالت موجودة في أقطاب الهواتف والمياه عند تبخرها أو يتم حملها في ذرات الغبار والمطر، كما قد تكون متركزة في رسوبيات الأنهار والبحيرات والمحيطات التي تتغذى عليها الأسماك.
ولا يعتبر التلوث بمركبات PCBs مشكلة للسيدات الحوامل فقط، ولا تقتصر المشكلة على الأسماك فحسب، بل قد تمثل مشكلة صحية لجميع الأفراد ممن يأكلون اللحوم ومشتقات الحليب والبيض التي قد تحتوي على مثل هذه الكيماويات. ويشير الخبراء إلى أن الخطر الكامن في هذه المواد يتمثل في أن المستويات المنخفضة منها قد تترك آثاراً مدمرة على البشر، لأنها تعيق الإشارات الصادرة من النظام الهرموني مثل الغدة الدرقية التي تحدد التطور الذهني والعصبي