ترمقني بنظراتٍ بتُّ أجهلها ، لا أفهم مغزاها ،
لم أعد أنا هي أنا قبل ستة أعوام ماضية .. يا صديقة !
أصبحتُ أجهلني حدّ النخاع في تلك السنين المنصرمة !
أفتنفصلين ياذاكرة الماضي الموجع عن الخدمة نهائياً ، أم بإمكانكِ التحول إلى كائنٍ يحق لنا قتله ؟!
أعلم يقيناً بأنكِ لن تجيبي عن أسئلتي المبتورة ولن تسعفيني بتركي بحال ، تبقى تزاورُكِ مواقف لاتفتأ تنتشلني من أوحال النسيان وربما التناسي إلى أحضان ذكريات لا أستسيغها كما كنتُ قبلاً بالرغم من سعادتي المفرطة بالأمس البعيد .
ثمّة مواقف لايمكن بحال من الأحوال قذفها في سلة المهملات والتواري عنها بسهولة !
تظل تكبر معنا وتؤلمنا كل حين !
كالطفل الساكن في دواخلنا ينام في أعماقنا ولا يكبر ،
ليتكَ أيها الماضي بأبعادك المؤلمة طفلٌ يعبثْ وحسبْ دون أن يكبر !
و اليوم ..
أتأمل صورتين والبون بينهما شاسع ، فأبتسم بدهشة تعلو قامتي من تبدّل الأحوال والسنن !
ثمّ تنهال على ذاكرتي المتعبة سؤالاتٌ تعددت مذاقاتها ،
تجددُ شيئاً من العزم وربما تثقل كاهلي بمزيد أوجاع تسندني عليها ،
أو تقذفني تلك الأوجاع في يمٍ لاشاطئ له من الحيرة ،
فتجرحُ كبريائي تارة وترفع هامتي رغم الجرح تارة أخرى مرددة ( ماحكمتك يا الله ؟! )
(وماذا تخبئ لنا أيضاً أيها القدر ؟!)
خيراً ، خيراً إن شاء الله .
وماكانت لتنتهي حكاية كان بدؤها نظرات تطلقها تلك الصديقة كالسهام فألعب أنا دور[الغبي ] من أجلي .. ومن أجلي فقط !!
ما أصعب أن تفرضَ علينا المواقف ردود أفعال لا نرغب بها .. وما أمرّ المذاق حين نمارسُ هذه اللعبة المقيتة وفي كافة الميادين والمحافل ! وما أشدّ إيلامنا حين نعرف تماماً أن الهدف لايرضى بردة فعل غير هذه !
ونعلم فيها خلاصنا !! ماكانت لتنتهي فصول هذه الحكاية ،
للحكاية تتمة يخبئها القدر ! اللهم سلّم سلّم .