نعــي شجــرة
ينعى عشاق الطبيعة و محبو الأشجار التاريخية و المعمرة بمزيد من الحزن و الأسى و اللوعة المأسوف على خضرتها و مكانتها البيئية و التاريخية
شجرة القينوسي
الشامخة في بلدة سموع بمحافظة اربد
الرمز البيئي و الطبيعي للواء الكورة
عميدة أشجار البلوط و الملول التاريخية في الأردن
رفيقة درب أهالي الكورة من مدينة اربد و اليها
شقيقة أشجار البلوط و الملول التاريخية في الصبيحي و عين العالوك
و البدية عجلون و مقبرة صروت و ضريح سيدنا الخضر في ماحص
التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى عام 2002 عن عمر يناهز 750 عاماً، بعد حياة حافلة بالبذل و العطاء قضتها في إضفاء رونق طبيعي و جمالي على لواء الكورة، و تنقية الأجواء من التلوث و الغبار، و مد هواء الوطن بالأكسجين النقي.
لقد استظلها القادة و العلماء و المفكرون، و أقيمت حولها حلقات الدرس و الندوات و المهرجانات الثقافية و الفنية، و انعقدت تحتها الرايات، و كانت على مدى الزمان مكاناً لتجمع أهالي الكورة الشمالية الطيبين و زياراتهم للتبرك بها و مزاراً لكل من قصدها من الشمال و الجنوب.
أدخلت الشجرة الفقيدة في الفترة الأخيرة إلى غرفة العناية الفائقة بعد صراع طويل مع حفارات الساق.و مرت بأزمات حياتية حادة استغلها بنو الانسان. فقد قطعن جذورها و أوصالها بواسطة حفريات البنية التحتية من هاتف و ماء و كهرباء و شوارع اسفلتية ، و غزاها وحش الاسمنت في إقامة استراحة سياحية غير مجدية.
و بالرغم من بعض الجهود الرسمية و التطوعية لإنقاذ حياتها ، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة راضية، لتلحق بغيرها من الأشجار التاريخية التي امتدت إليها يد الغدر الجبانة و حولتها إلى حطب و فحم لنفخ الجيوب بالمال.
و نحن إذ ننعى هذه الشجرة الرمز، ندعو الله عز و جل أن يحفظ الأشجار التاريخية و المعمرة في الأردن من الإهمال و التعدي و القطع. و نناشد المؤسسات الرسمية و الهيئات التطوعية العاملة في مجال حماية البيئة الطبيعية لتنفيذ الالتزامات بالمحافظة على ما تبقى من هذه الأشجار.
تقبل التعازي طوال هذه السنة تحت هيكل الشجرة المتيبس في بلدة سموع.
الأشجار تموت واقفة
لا أراكم الله مكروهاً ببقية أشجار الوطن و غاباته
:Jordan::3leahm::Jordan: