مرحبــــأً بكم أيها الأحـــــــبة الكرام
قصيدة رائعة للشاعر الفاره أحمد حسين أحمد , وسأعرج على المعاني الجميلة في هذه القصيدة الموغلة في الاسى
أســـى تتمزّقُ الأوصال من ديجورهِ التعسِ
فـما مدّتْ لهُ الأيام أيديها
ولا امتلأتْ على أطلالهِ كأسي
وكأنه هنا يختصر القصيد بل يختصر عمراً على أطلال هذا الأسى
سرابٌ كانت الأشياء نلمحها
أقاويلٍ لـمـــفتونٍ تلّوعَ قلبهُ
والحبّ منخورُ
بني فـي جذرهِ السوسُ
وعشْشَ عنكبوتٌ في وريقات الهوى
والساقُ مكسورُ
ولكـــــنّا عرفنا الحبَّ طفلاً
ينتشــي في وجههِ النورُ
لأنّــا محضُ أحجيةٍ
يشير الشاعر هنا إلى خدعة كبيرة ولعل هذه الخدعة هي الحب نفسه كأنه طفل بهي الطلعة يشرق جمالا مع كل إشراقة جديدة... كسر من الأسرار والأحجيات المستعصية على الفهم ولعل هذه الخدعة قد وجدت بيئة لها لتربو على انقاض حب قديم
فمارسنا الهوى شعراً
وأنفقناه تمرينا على الحب
نحيــلُ القفرَ أغنيةً
ونجعلُ مــــن سنانِ الشوكِ غانيةً
وكأنما الشاعر هنا يريد أن يعبر عن التلازم بين الشعر والشاعر حتى ليكاد يكون هو الهوى والحب
يسبك به الشاعر ثوبا جميلا لما أجدب ويحيل الأذى عذوبة واخضراراً , ثم يتبين له أن هذه العذوبة لا تعدو كونها وهم
ولـمّا أزهرَ الدفلى رياحينا
مشينا نحو ماضينا
نقـولُ الشعرَ للخلفِ
ـندقُّ الكفَّ بالكفِّ
كأنّـــا ريح تشريـنِ
كأنّا قصةً كُتبت على الطيـنِ
وهنا تتأجج جذوة الأسى في نفس الشاعر , عندما ينظر إلى من هم دونه وقد أبتسم الزهر في رياضهم , بينما تعصف بحبه رياح الأفول , كأنها قصة كتبت لتمحى
تـذبُّ عذابها مسكينةٌ نخلة
على سعفاتها
شــــدّو شظايا الحقدِ وانتثروا
ويعود هنا ليبدي الأسى على ما حل بحبيبته , التي أنهكها وحل ما حل بها من حقد الحاقدين
على الإحباط عشنا عندما انتحرت أمانينا
وكان الشوق يُكوينا .... زمان خراب ربعتنا ... بُعيد لقائنا الأزلي ... زمان تُشَــتَّـتُ الأفكارُ والصورُ
تهاوى اللونُ في أشكالها ... وتمرّد الضجرُ ... أ واخـــرقصةٍ للحبِّ
ولعله هنا يشير إلى النكبة ما قبل الأخيرة التي حلت بالعراق وأهله فشتت الآمال والأحلام
وبات الحبّ يغرق في مجاريها ..علامات الأسى عنوان أشعاري ... إذا مـا خُطّتْ الأبيات من أصماغِ صبّار
إذا ما انداحت الأفكار ... والنياتُ مسلوبة ... عرفنا الحبَّ ، ما معناهُ .. إسلوبه .. لأنّا لـم نكن نفهم
ونجهلُ أكثر الأشياء .. فتسقطُ أجمل الأسماء ... من علوٍ ... تـذبُّ عذابها نقمة
لمن قد مسّهم كالداءِ : إملاقُ ... وما كانوا مجانيناً ... سوى فــــي أنّهم للحبِّ عشّاقُ ... سوى في أنّهم ذهبوا ليشتاقوا ... أحبـــو مخلصيـن الزرعَ والتربة ... لأنَّ الأرض مختبرُ
و يشير هنا إلى شدة الفاقة التي تعصف بأهلنا في العراق ومن تشرد منهم خلال هذه الحروب الطويلة
وانعكاسات هذه الازمات في النفوس لينعكس على الحب والجمال والاحبة ثم ليتعذبوا بعذاب الاحبة مرة اخرى
وما شـــعري سوى أنبوبُ مخبارِ ... يعانـي الحبُّ من عشقٍ بلا أملٍ ... ومــا أن يلتقي العشاقُ ، ينتحرُ
ويعود ليقول ولِـيَـتـَّهِـمَ الشعرَ بالحب الذي لا طائل منه .... والذي سيموت إذا تحققت آمال العاشقين
وأخــــــــــــيراً هذا رابط القصيدة الممعنة في الجمـــــال والأسى
انـتحــــــــــــــــــــــــار الـحــــــــــــــــــــب ..!!!
دمــــــتم بكــــــــــــــل خير أيها الأحبـــــــــة