عزيزي الرجل:
تحية شفقة وإشفاق ،عتب وعتاب، أما بعد..
بلغني أنك علقت في شباك امرأة لعوب، انك في موقف لا تحسد عليه، فحالتك ستصعب على المسكين قريبا جدا.
يا ليتك سألتني يا صديقي، لكنا تجاذبنا اطراف حديث مأساة ــ ملهاة ستدفع ثمنها غاليا. لكن كما يقال «كل واحد يتعلم من كيسه».
على اي حال، اما وقد بدأت قصتك، فسأستبق الاحداث لأتنبأ لك بما ستؤول اليه حالك البائسة.
انت اليوم في نشوة ما بعدها نشوة، بعدما التقيت بربة الدلال، ايقونة الحسن والجمال، ذات القد الطويل والشعر الذهبي الشلال، والعيون الزرقاء المائلة للاخضرار الفتاك.
انك الان تسرق من عمرك لتعطيها، وهي لا تطلب!
تتحين الفرص للقائها وتغدق عليها بكل ما أوتيت من اطراء وثناء، وهي لا تطلب!
تظهر أمامها فارسا مقداما، ألمعيا واثقا، كريما معطاء وهي لا تطلب!
رويدا، رويدا، ستجد نفسك في متاهة برج بابل، تدور حول نفسك متوهما انك قاب قوسين او ادنى من النيرفانا.
اما اللعوب، مرة بعد مرة، تعطيك دفعة «على الحساب»، إذ تشعل فيك الشغف الاول، وتلهب حياتك احساسا بالحب العارم، والشوق الجارف والوله الحارق الخارق المتفجر.
بدأ اللعب، لكنك لست بلاعب بل بملعوب به. فاذا بك تطلق العنان لحبل الكذب، لتبوح لها بأنك غير مرتاح مع زوجتك، وان زواجك كان اكبر غلطة في حياتك، وان طعم السعادة لم تعرفه الا بلقاء محبوبتك الجديدة، وكل لحظة تقضيها معها هي من العمر الذي لم يعد يساوي شيئا من دونها. تلعن كل ساعة ودقيقة ضاعت منك بعيدا عنها وتحسب انك ولدت معها من جديد.
عزيزي الرجل:
ستقول لي انها لم تطلب منك شيئا، ولم تغصبك على اي فعل.. وستؤكد لي انها ملاك طاهر، عروس من الفراديس، فراشة من جنات الخلد، عصفورة من رياض النعيم.. عندما تقول هذا، يعني ذلك واحدا من امرين: اما انك استمرأت الكذب وتطبقه علي، واما انك فعلا مسحور ولا بد من فك سحرك بأسرع ما يمكن.
اما وان كذبك لا ينطلي علي، لأني اعرفك كما اعرف نفسي، فيبقى ان أحاول فك السحر عنك، واسمع مني ما يلي:
شقراؤك ليست بشقراء وعيونها ليست بزرقاء، الا يكفي ذلك لتعرف بعضا من لعبها؟ ستقول لي انها حرة، تفعل ما تشاء وهذا ليس بدليل على انها لعوب.
اذاً، اسمع الآتي: كيف تفسر انها تدمغ او توشم الاماكن الحساسة في جسدها برسوم ايحائية؟ الم تسأل نفسك لماذا تعلق في صرتها حلقا مثل حلقات الاذن؟.. ستستشيط غضبا لتتهمني بالرجعية والتخلف وعدم احترام خيارات المرأة في جمالها وجسدها، لا بأس اسمع ايضا وايضا:
ألم يراودك سؤال عن سر قبولها الخروج مع رجل متزوج وله اولاد وكيف تفكر ببناء سعادتها على انقاض سعادة الاخرين؟
ستنتفض يا صديقي لتقارن بين زوجتك وحبيبتك، فتزيد من قبح الاولى لتعظم جمال الثانية، لن تتوانى عن وصف زوجتك بأقذر الاوصاف، وتضفي على معبودتك كل آيات التمجيد بدءا من المعاملة الحسنة، الاهتمام المتناهي، الرقة البالغة والحنان الغامر، مرورا بجسدها الرائع وانوثتها المفعمة بكل ما يرنو اليه رجل من لذة ومتعة (حلال طبعا)، وانتهاء بشياكتها وعصريتها.. حتى انك ستقول انها مثقفة، ذات ذهن متوهج وعقل راجح.
عزيزي الرجل:
انك تبالغ الى حد الكذب المفضوح.. اللعوب التي انت مأخوذ بها، واقع تحت سحرها، امرأة تشبه نساء كثيرات، انظر حولك لتعرف انها ليست فريدة من نوعها، كما انك نفسك قبل ان تقترن بزوجتك المسكينة لطالما مجدتها، حتى انك قلت لي يوماً «انها نصفك الاخر» ما الذي تغير؟ ام ان اللعوب فعلت بك فعلتها؟
يكفي يا صديقي ان تستمع اكثر مما تتحدث لتعرف ان حبيبتك ليست تلك التي كونت عنها كل تلك الاوهام، يكفي ان تتوقف عن العطاء وتراقب لتعرف انها لا تعطيك اكثر من زوجتك.. وعندئذ تكتشف انك مجرد باحث عمن يجدد شبابك ويمنحك ثقة بانك قادر على الاغواء، وان زواجك لا يعيق سطوة رجولتك على امرأة اخرى او اكثر من امرأة.. من يدري؟
اخيراً يا صديقي، ربما اكون مخطئاً اذ انني لم استطع ان اقدر حجم الحب الذي انت فيه حتى اذنيك والوله الذي ابتليت به حتى اخمص قدميك، اعذرني ولا تكترث بما قلته لك....
يبقى ان اقول لك كلمة اخيرة:
طلق زوجتك واهجر اطفالك وتزوج «لعوبك» ان كنت رجلاً.