حاسة حالي بدي أكتب قصيدة غزل! بس بما إنه مش لاقية مقدمة غير شعرية فرح أبدا على بلاطة لأنه الموضوع مش وجه شعر...
من الأشياء اللي بتعجبني في الشعب الأردني، قوة ملاحظته... والأحلى من هيك إنه بنحب نبرهن هادا الإشي. يعني مثلًا وأنا في الجامعة كان في بنت شكلها كاينة مغتربة وراجعة عالأردن تدرس في الجامعة الأردنية، فكانت تقعد في زاوية عند كلية الآداب، في حالها ومالهاش في حدا، كل يوم هيك. وفي يوم من الأيام، إجا واحد من أبناء شعبنا الباسل بقوللها: إنت دايماً قاعدة هون. فالبنت فكرته بدو يحكي إشي فقالتله: طيب؟ قام قال: لا ولا إشي بس لاحظت إنك دايمًا بتقعدي هون...
يخزي العين، حوطتك بعشرة تحت الشجرة يمّا...
من الأشياء التانية اللي بتعجبني جداً في الشعب الأردني كيف كلنا بنكون بنبحلق في بعض. في الشارع، في المطاعم في القهاوي وين ما بدك... السبب غامض، بس الظاهرة أشهر من أن تعرف ومعترف فيها... أنا شخصياً كتير مرات بلاقي حالي بطلع في الناس وأنا ماشية، ليس ما بعرف... طبعاً الموضوع بصير محرج مرات، خاصة إنه في ناس عندهم جنون شك ممكن يخافوا، واللي عندهم جنون عظمة ممكن يفكروك معجب، واللي عندهم عقدة نقص ممكن يفكر إنه فيه إشي غلط. وبما أنه شعبنا يزخر بهذه الحالات، فالأحسن الواحد يدير باله...
ومما يعجبني في الشعب الأردني كمان الإصرار والمثابرة حتى تصل الفكرة. إنه شو بالنسبة للسيارة الحمرا اللي صافة على دوار عبدون وفاتحة ابوابها على مدار الساعة؟ (بتهيألي الكل بعرفها منيح) يعني فهمنا إنه عندك سيارة فراري حمرا مثل الدحنونة (سحب إلياس الفرد وطخ وما فكعتش الكبسولة...) وإلها ابواب لامبرغيني وقصص... بس إشي ومنه! أنا حاسة هاي السيارة صارت معلم من معالم عمان، زي بنك الإسكان...
ومن الأشياء اللي بتعجبني في الشعب الأردني برضه مفهومنا الغريب للكرم اللي بحوله لقزز... يعني مثلًا:
1: تفضل معنا
2: شكراً، شبعان
1: يا زلمة جاملنا
2: تسلم يا سيدي بس متغدي ومش قادر آكل
1: يا زلمة لقمتين شو بدهم يساووا
2: يا حبيبي ما بحبه
1: طيب جرب بس ما رح تندم
2: بقولك مش قادر
1: علي الطلاق إلا إنت ماكل!
وهكذا دواليك...
وبيعجبني في الشعب الأردني خيالنا الواسع. (ملغي عشان ممكن أروح فيها طخ هاي)
ما علينا...
من الأشياء الجميلة كمان فينا القدرات التمثيلية الباهرة، خصوصاً لما تشوف واحد بتعرفه في الشارع وبدك تعمل حالك مش شايفه. واللي ببهرك في الموضوع ثقتنا العالية في قدراتنا لدرجة إنه بتكون مارق في شارع فاضي فش في غير إنت والشخص اللي بدك تعمل حالك مش شايفه، وبرضه بتعمل حالك مش منتبه! فنان...
وعلى سيرة التمثيل، من الأشياء اللي بتعجبنا كلنا بتصور المستوى الفني للتمثيل في الأردن. إنسوا المسلسلات، زهقنا قد ما حكينا، خلينا نشوف الدعايات مثلاً أو السكيتشات القصيرة اللي بحطوها عشان الانتخابات وغيرها... يعني امبارح شفت مشهد كان في ولد صغير بغني، بدون يمين بدون يمين فكرته بتخوت! مشهد كوميدي يعني... طبعاً طلع إشي عن جد عن السياسة والمفروض يثير فيك المشاعر الوطنية، ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض النغاشة، والمشكلة إنه لما المفروض يضحكوك بزتولك دبشة قد راسك... قمة النغاشة
أما الدعايات فحدث ولا حرج. هلأ إنه العم غافل ومحمود صايمة يطلعوا في نص الدعايات مش مشكلة، عادي، أهون من أشياء تانية كتير، بس اللي مش قادرة أفهمه شو هالإعجاب الشديد باللحن الوحيد للفنان شعبان عبد الرحيم حتى يتكرر في أكثر من دعاية؟ وبعدين شركات الدعاية والإعلان في الأردن فش أكتر منها، ليش دعاية توفي بلازا زي ما هي من قرن ونص؟ ولما غيروها زادت الطينة بلة... نفس الستايل بس هالمرة صار مكرر، والمشكلة إنه عالفضائية، يعني فضيحة وعليها شهود! بصراحة معذورين الناس اللي برة إذا بفكروا الأردنيين بروحوا عالشغل راكبين على جمال...
أما ما يثير الإعجاب بحق فهي المسابقات التلفزيونية ومستوى الغباء والاستهانة بعقلية المواطن. يعني لما تعطيك المذيعة سؤال زي: ما هي عاصمة مصر؟ وتقولك الخيارات: عمان ولا القاهرة ولا دمشق؟ (مع التشديد على الخيار الصحيح وبتقولك خير الأمور أوسطها) وبعدين بس يجاوب المواطن الكريم بربح الأردن باللي فيها... يعني مش عارفة شو الإشي الفظيع اللي عمله اللي بخليه يربح جوائز قد تصل قيمتها إلى أكثر من 1500 دينار! سكوتر وقطعة أرض في المفرق وغيره... والناس المساكين نازلة تتصل عشان تشارك، وللعلم فقط، المكالمة الواحدة بتكلف أكثر من دينارين وفي ناس ممكن يجربوا يتصلوا 20 و30 مرة... وبصراحة أنا حاسة إنه اللي بربحوا الجوائز معروف مين هم ومزبطين وضعهم، ما بقول إنه أكيد بس مش بعيد على هالبلد... طيب بدل ما تعطوا متصل واحد مليون جائزة، ربحوا ناس أكتر! بس فعلاً الموضوع شكله مش مزبوط
طيب بلاش المسابقات التافهة، فش أكتر من صالونات الشعر والمكياج في الأردن، ليش هالمذيعة المسكينة بتطلع كإنها ماكلة بوكس في نص عينيها (على أساس سموكي) وشعرها عليه طن سبراي وموقف كإنها شايفة شوفة؟ يا لطيف اللطف يا رب! جد كنت أحزن عليها، إنه البنت حلوة ما مالها إشي بس ليش هيك يعملوا فيها؟ ومش مرة ولا مرتين...عجبوا عليها المسخمة الملطمة!