:nAshOomA (33):
قد تسمعها وأنت تقود سيارتك عند الغروب ، اوتسير على شاطىء بحر تتلاطم امواجه فيما قدماك غائصتان في الرمال ، تشدك كلماتها ،تحلق بعيدا وتتمنى الا تنتهي ..تعتقد بأنك تسمعها لأول مرة ..
وربما تظل أسيرها اياما ..ترددها شفتاك، وقد يقودك إحماس مفاجىء لأن تقتني كاسيت او سي دي وتسمعها مرة.. أو اكثر ثم تنسى الامر ، وقد يمر زمن قبل ان تسمعها من جديد و بالصدفة....فتشعر بنشوة غريبة ، فما تزال لها مكانة في نفسك . .فقد كانت ذات يوم اغنيتك المفضلة !
ويبررالبعض انحيازهم لأغنية دون غيرها ،إما لكونها لمطرب يحبونه ،ولأن كلماتها لامست احاسيسهم ،اوأعادتهم لذكريات اثيرة ، ولعلها أغدقت بعض الفرح في مناسبات سعيدة كالزواج واعياد الميلاد والنجاح مثلا.
..ماهي أغنيتك المفضلة؟ سؤال روتيني كثيرا ما كانت تختتم به لقاءات اذاعية او تلفزيونية ، ليس مع فنانين بل وسياسيين وأدباء ومثقفين،..وذات مرة أجاب فنان مسرحي راحل ربطته صداقة متينة بعمالقة الفن والطرب .. محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وام كلثوم وفريد الاطرش وغيرهم وقال :الاغنية المفضلة لدي هي التي لايزال صدى كلماتها يدغدغ مشاعري كلما اسمعها ، تأثيرها ينبش في الذكريات القديمة، لذا فهناك كم من هذه الاغاني التي احبها ، أطرب لسماعها ، ولايمكنني القول بان اياُ منها هي المفضلة .
وبديبلوماسية اطاحت بحلم المذيع بتصريح ناري ،أضاف :لا استطيع القول بان اغنية بعينها لأي ممن ذكرتهم هي الاقرب أوالافضل ، ففي لحظة ما قد افضل اغنية على اخرى ..وقد تستهويني اغنية لمطرب ليس في شهرة هؤلاء ..الحكاية ان احاسيسك هي التي تحدد ما هي الاغنية التي تفضل ان تسمعها دائما ؟ لا تملها ، وقد تصغي لها بكل جوارحك ، وتشعر بأنها تبث لواعجك وحدك !.
مقومات في الصوت والأداء واللحن والكلمة، تدفع بأغنية دون سواها لمصاف الاغاني المفضلة التي تطرب الاخرين . .يقول مغترب وأنت بعيد عن الاهل،الحسابات في كل شيء تختلف ، كل مشهد يعيدك قسرا الى الماضي ، ولكل اغنية معنى، ذت يوم كنت اقود سيارتي في يوم الاجازة الاسبوعي ، ادرت مفتاح الراديو ، سمعت اغنية لمطرب بالطبع اعرفه لكنه ليس هو مطربي المفضل ، وأغانيه لا تروق لي كثيرا، لكن اعجبتني تلك الاغنية كثيرا ، تخيلت انني اشارك ذلك المطرب عشقه الكبير.. حرصه على رسم صورة للمحبوبة على كف يده ، كم تمنيت الا تنتهي الأغنية..لقد أعادتني سنوات الى الوراء، كنت اجلس مع زملائي في المقعد الاخير في باص الجامعة ، يوم انطلقت بالصدفة من المذياع والسائق لم يغير المحطة على غير العادة ليسمعنا الاخبار، فابتهجنا ، و قام احد زملائي ورقص ..ضحكنا كثيرا ،.
يضيف: مضت اعوام طويلة لم اسمعها، وذات يوم وكانت تجلس الى جواري زوجتي في السيارة، انطلقت مرة اخرى من المذياع ، انسجمت معها ونسيت ما يمكن ان تفكر به من تجلس الى يميني ..من يومها لم تعد هذه اغنيتي المفضلة !!
ويقول آخر : جولة في البحر في ايام العسل الاولى ، يدفعك لتعشق سماع اي اغنية ، حتى لو كانت بلغة غير لغتك ،لاتفهم ما تقوله لكنك حتما تشعر به ، جذبني اللحن والصوت الجميل ، شعرت بأن الكلمات تترجم مشاعري ، اشتريت الكاسيت ،وما زلت استمع لهذه الاغنية حتى بعد سبع سنوات من الزواج .
وثمة وجه اخر للمسألة حسب الباحث بجامعة كولومبيا د.ولف آدلر ، اذ يقول: برغم ما تشيعه الموسيقى والاغاني من رومانسية وابتهاج، وبخاصة المفضلة التي يواظب كثيرون على سماعها باستمرار ، غير ان لها تأثيرا ضارا وسلبيا على الاعصاب .
ويضيف : بأن أحلى وأجمل الانغام والالحان الموسيقية تعكس اثارا سيئة على اعصاب الانسان وضغط دمه ايضا، وفي الصيف يكون الاثر التخريبي اكثر..فالموسيقى تتعب وتجهد وتكهرب اعصاب الانسان ، وعلاوة على ذلك فان الارتعاش الصوتي يولد في جسم الانسان عرقا كثيرا- خارجا عن المتعارف - وقد يكون بداية لامراض اخرى .
كما توصل الطبيب بمستشفى نيويورك د.ارنولد وبعد الكشف على الآف المرضى الذين يشتكون من متاعب نفسية وعصبية وصداع ، وبواسطة اجهزة الكترونية خاصة بتعيين امواج الدماغ ، إلى أن الاستماع الكثير للموسيقى والغناء وراء هذه الآلام التي يشتكون منها دائما..
الاغنية المفضلة، لم تعد تنتظر ان تصدح من مذياع او كاسيت او سي دي ..فقد اصبحت رنة في موبايل ..اذ بامكان اي شخص ان يضع عدداً كبيراً من الاغاني التي يحبها نغمات في جهازه المحمول ، ومن أطرف ما يذكره صاحب محل للخلويات فراس بأنه قام بتنزيل عشرين اغنية في موبايل زبون ، بحيث خصص لكل شخص من اهله واصدقائه اغنيته المفضلة، لتكون النغمة الخاصة به ، حتى يستطيع ان يميز بين من يتصلون به بسهولة .
ووسط تخوفات من وباء انفلونزا الخنازير الذي يهدد حياة الناس ، قد تصبح الاغنية المفضلة تلك التي يعدها المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم ، يطالب فيها باعدام الخنازير، ولم لا؟ فهي تعيش الحدث وهذا ينطبق على مواصفات الاغنية المفضلة من وجهة نظر كثيرين.!!