قَبلَ العُبُور ..~*
ذَلِكَ الطِفلَ الذِي كُنْتُ ، أَتَانِي ..
مَرَةً وَجَهَاً غَريبَاً ..
لَم يَقُل شَيَّئاً مُشينَاً ..!
وكِلانَا يَرمُقُ الآخَرَ فِي صَمْتٍ
خُطَانَا نَهْرٌ يَجْرِي غَرِيبَاً !!
عِندَمَا كُنَا صِغَاراً ..
كَانُوا يَدفَعُونَنَا إليَّهَا ، يَغرُونَا بِهَا ،
وَ يُوصُونََا بِـ حُبِهَا ، بِـ بَسَاطَة لِـ أَنَهَا جَميلَة عِندَ فِهمَهَا ..
يُكَحِلُونَ أَعيُنِنَا بِـ خَيَّالِ صُورِهَا !
يُطرُبُون أسمَاعَنَا بِـ سَرَابِ ألحَانِهَا !
وَ يُسَاعِدُونَا عَلَى حُبِهَا بَل عِشقَهَا وَ التَعَلُقَ بِهَا .،
بَل وَيُقنُعُونَنَا بِـ إنَهَا تَستَحِقُ العَنَاء ، وَ تَستَحِقُ العَيَّش !
وَ نُصَدِقُهُم ..!
نَفرِشُالأَحَلَامَ بِـسَاطَاً وَ نَرقُدُ عَليَّهَا كُل لَيلة ،
مُنتَظِرين ذَلِك اليَّومَ الذِي فِيهِ نَكبُر ..
لِـ نَسعَد !
وَ لِـ تَستَقبِلُنَا هِيَّ ..
بِـ دِفءِ أَحضَانِهَا مُشتَاقَة ..!
نَكبُر بَطيئاً بَطِيئاً ..
نَشتَاقُهَا أَكثَر فَـ أَكثَر
نَحمِلُ أَحَلَامنَا فَوقَ أَكتَافِنَا وَ نَمضِي ..
نَنْتَظِرُ سَاعَةَ اللِقَاء المُتَمَلمِلَة القَادِمَة عَلَى كَسَل يُخَيَّلُ إِليَّنَا إنَه مُتَعَمداً
لِـ تَزيدنَا تَشويقَاً ..!
فـ نَبتَسِم وَ نَصبِر ..
الآنَ وَبَعَدَ الِلقَاء ..
نَكتَشِف بِـ أَنَنَا كَبُرنَا سَريعَاً ..
وأَن الأقدَار تَسرُقَ عُمرنَا ، أَحَلَامَنَا ، طُهرَنَا ..
وَ نَكتَشِف مُتَأخِرين جِدَاً وَ بَعدَ فَوَاتِ الأوَان ..،
أَن أَيَّامَنَا المَاضِيَّه ذَهَبَت هَدراً فِي إنتِظَار فَرَحٍ مُرتَجَى ..!
وإنَ أَيَّامَنَا الآتِيَّه سَـ تَضيعُ حَتمَاً فِي مُدَاوَاة جَرحَ خَيَّبَتِنَا فَـ الفَرح لَم يَأتِ وَلَن يأَت !
هُم أَخبَرُونَا بِـ أَنَهَا جَميلَة .. وَ تَستَحِقُ العَيَّش
لَكِن نَسُوا أَن يَخبُرونَا بِـ أَن نَحذَر كَثيراً ..
وَ نَحفَظ قُلوبَنَا .. ضَمائِرَنَا .. جَمَالنَا .. كَثيراً كَثيراً !
قَالَوا بِـ أَنَهَا تَستَحِقُ المُغَامَرَة ..
وَ نَسُوا أَن يَخبُرونَا بِـ أَن المُغَامَرَة قَد تُكَلِفكَ الكَثير !
قَد تُكَلِفكَ جَرحاً
قَد تُكَلِفَك طُهراً
وقَد تُكلفكَ عُمراً !!
إِحْذَرُوا أَرجُوكُم .. فَـ أَمَامَكُم حَيَّاة !
بَعْدَ العُبُور ..~*
جَمَعَتنَا بِـ إسْمِ هَذَا الوَرَقُ الضَارِبُ فِي الرِيح الأُصُولْ ..
وَأفْتَرَقْنَا ...
غَابَةً تَكتُبُهَا الأرْضُ وَ تَرْويِهَا الفُصُول ..
أَيُّهَا الطِفْلُ الذِي كُنْتَ تَقَدَم ..
مَا الذِي يَجمَعَنَا الآَنَ .. وَمَاذَا سَـ نَقُول !
مما راق لي نقلا