اقتربت مني متناولة " كيساً " بلاستيكيا واسرعت في تناول حبات البطاطا من امامي ، لم تلفت انتباهي سوى لأنها عجوزاً قد اقتربت من السبعين قد اتت لتشتري " مونة " البيت بنفسها، تناولت بضع حبات ولكنها توقفت فجأة لتنتقل عند " البصل " لأرى زوجها العجوز قد اتى من بعيد وهمس لها بصوت مسموع " البطاطا غالية ,,لا تقربي عليها ! 0"
لم استوعب تماماً ما قال الا بعدما عرفت انها تركت البطاطا خوفاً منه واتجهت الى البصل!0
تركت ما بيدي وانشغلت في متابعتها، تركها زوجها من جديد وعادت لتقترب من " حقل البطاطا الملغوم "! وعاد من جديد زوجها ليصرخ بصوت عالٍ سمعه الجميع " مش قُــــلتلـك لا تــــــــــقربي ع البطاطـــــــــــــــــ... ! 0
فتركتها مرة أخرى حاملة معها القليل من البصل والكثير من الحسرة وخيبة الأمـــــل !0
أفكار كثيرة محزنة خطرت ببالي وقد تسمرت في مكاني وقد توقفت الدموع في عيناي ، حائرة مستغربة، لماذا اتى بها الى هذا المكان أصلاً ان كان يعلم ان اسعاره مرتفعة؟
ولماذا ترددت على البطاطا أكثر من مرة وهي تعلم أنها لن تشتري منها أصلاً؟
وكم مرة واجهت مواقفَ كهذه طيلة سنوات زواجها التي قد تتجاوز الأربعين عاماً؟
كيف تحملت مثل هذا الزوج القاسي ؟
كيف احترفت الصمت ؟
كل هذا القمع بسبب رغبتها شراء بطاطا للعائلة فكيف سيكون الموقف عند رغبتها شراء فستان او حذاء جديد؟
كم احتاجت " المودة والرحمة " لتتلاشى بين الزوجين ام أنها لم تكن أساساً موجودة !0
كم ثمـــــــــن كـــــــــــــــيلو البطاطــــا؟؟؟؟؟