[/SIZE]
قابلها في حفلة
كان شابا عاديا ولم يكن ملفتاللانتباه
في نهاية الحفلة تقدم إليها وعزمها
على فنجان قهوة ، تفاجأت هي بالطلب
ولكن أدبها فرض عليها قبولالدعوة
جلسا في مقهى للقهوة
كان مضطربا جداولم يستطع الحديث
هي بدورها شعرت بعدم الارتياح
وكانت على وشك الاستئذان
: وفجأة أشار للجرسونقائلا
رجاءاً ... أريد بعض الملح لقهوتي
الكل نظر إليه باستغراب ، واحمر وجههخجلاً
ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها
سألته بفضوللماذا هذه العادة ؟؟
تقصد الملح على القهوة
: رد عليهاقائلاً
عندما كنت فتى صغيراً
كنت أعيش بالقرب منالبحر
كنت أحب البحر وأشعربملوحته
تماماً مثلالقهوة المالحة
الآن كل مرة أشربالقهوة المالحة
أتذكر طفولتي ، بلدتي ،وأشتاق لوالديّ
اللذين لا زالا مقيمين هناكللآن
حينما قال ذلك ملأت عيناهالدموع
تأثر كثيرا كان ذلك شعورهالحقيقي
من صميم قلبه
ثم بدأت هي بالحديث عن طفولتها وأهلها
وكان حديثاممتعا
استمرا في مقابلة بعضهم بعضا واكتشفت
انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات
التي تريدها كان ذكيا، طيب القلب،حنون ، حريص
كان رجلا جيداً وكانت تشتاق إلىرؤيته
والشكر طبعالقهوته المالحة
القصة كأي قصة حبأخرى
لقد تزوجا وعاشا حياةرائعة
وكانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيهاملحا
لأنها كانت تدرك أنه يحبها هكذامالحة
بعد أربعين عاما توفاه الله
: وترك لها رسالة هذا نصها
عزيزتي ، أرجوكسامحيني
سامحيني على كذبة حياتي
كانت الكذبة الوحيدة التي كذبتهاعليك
القهوةالمالحة ! أتذكرين أول لقاء بيننا ؟
كنت مضطربا وقتها وأردت طلب سكرلقهوتي
ولكن نتيجة لاضطرابي طلبت ملحاً
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمرت
لم أكن أتوقع أن هذا سيكون بدايةارتباطنا سويا
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذهالحادثة
ولكني خفت أن أطلعك عليها
فقررت ألا أكذب عليك أبداً مرةأخرى
الآن أنا أموت
لذلك لست خائفا من إطلاعكعلى الحقيقة
أنا لا أحبالقهوةالمالحة !! يا له من طعم غريب
لكني شربتالقهوةالمالحةطوال حياتي معك
ولم أشعر بالأسف على شربي لها
لأن وجودي معك يطغى على أي شيء
لو أن لي حياة أخرى أعيشها لعشتها معك
حتى لو اضطررت لشربالقهوة المالحة
في هذه الحياةالثانية
دموعها أغرقت الرسالة
: يوما ما سألها أحدهم
ما طعم القهوة المالحة؟
فأجابت
إنها حلوة
[SIZE=5]فعـــــــــلاً فلنجرب.. فالحياة حـــــلوة