فرسان التغيير.. ومهمة الانتخابات البرلمانية
عندما اطلق جلالة الملك مفهوم فرسان التغيير فان كل المعايير تؤكد ان جلالته يهدف الى
تغيير البنى القائمة وتطوير ما هو موجود الى واقع افضل وملموس ، ومن المعروف لدى كل
السياسيين وذوي الاهتمام والاختصاص ان التغيير في حد ذاته يعني الثورة على الواقع ،
وتجديد البنى القائمة وتحديثها الى واقع يتلاءم ومعطيات الحاضر ، ومن المعلوم ايضا ان عملية
التغيير تواجه عادة بعملية مقاومة من الاطراف التي تسيطر على واقع الحال ، ومن هنا فان ارادة جلالة الملك تشكل محركا اساسيا للشباب يعملون في افقها وضمن اطرها الشرعية ،
شريطة ان يكفل التغيير المطلوب المحافظة على اطرنا الشرعية القائمة وعلى ثوابتنا
الرئيسة التي تتمثل في الولاء والانتماء للقيادة الهاشمية وللوطن والمواطن نفسه ،
ومدفوعة بروح المحبة لخدمة الوطن وقضاياه ، والدفاع عن مكتسباته ومقدراته المتحققة ،
وهذا يعني ان الشباب الاردني مكلف بالتغيير مع المحافظة على ماحققه اسلافنا من
منجزات تصلح للحاضر والمستقبل.
اننا مع التغيير المطلوب ، وعلى الشباب ان يتقدموا الصفوف بكل همة واقتدار دون الخوف من
الاتهام او من وضع الخشبة في الدولاب ، او من عرقلة مسيرة التحديث والوعي والرؤى
الشمولية المستقبلية ، فكلنا وطنيون ، ولا مزايدة في ذلك ، وانتقاد مواطن الخلل والتأثير
عليها لاصلاحها لا تنقص شيئا من مواطنتنا وانتمائنا ومصداقيتنا ، المهم ان نبدأ ، سيما ان
الفرصة سانحة الان على صعيد اكبر في مجال يعتبر الاوسع سلطة وهي السلطة التشريعية
، اذ لا يجوز البقاء على الرصيف والاصطفاف الى جانب قيادات تمسمرت على مدى عقود
وكأنها قيادات تاريخية لا يجوز المساس بها.
ايها الشباب انها فرصتنا التاريخية لنقول كلمتنا ، فلا وصاية ولا انتداب ، والتغيير الدائم لا يكرس
حالة مهما كان نوعها ، وفي ذلك فوائد ومزايا عديدة للوطن ، وتعود على المواطنين بالنفع
والفائدة ، فهي بالدرجة الاولى تؤكد على سوية المواطنين ، وتعني محاسبة المسؤولين.
ان المحاسبة على صناديق الاقتراع ولا سيما الذين يتقدمون للمرة الاولى لهذه التجربة
الديمقراطية ويعيشونها بكل ظروفها ، تجعلهم وغيرهم يفكرون كثيرا قبل طلب صوتكم مرة
اخرى ، مثلما تجعلهم يتروون بكل تصرف ، ويتمهلون بكل قرار تحت قبة البرلمان ، لان الواحد
منهم يشعر انه مراقب ومحاسب ، وعليه ان يجد ويكد ويعمل لكل الاردنيين على امتداد الوطن
من الرمثا حتى العقبة ، ومن شرقه الى غربه ، نائبا للوطن على امتداده ، فلنكن اردنيين
معتزين بوحدتنا الوطنية ، وليكن وطننا وحماية مكتسباته هو همنا جميعا ، وليكن قدوتنا جلالة
الملك الذي يحمل تطلعاتنا وهمومنا في حله وترحاله باحثا عن فرص عمل داخل الوطن
وخارجه ، وعن رفد اقتصادنا الوطني ، وجلب الاستثمارات ، مثلما يحمل هم فقيرنا وغنينا على
حد سواء ، ولنكن اسرة واحدة في الاعياد والمسرات ، فعندما تعصف الريح وتجري الرياح ، لا
يستثني احدا يعود مريضنا ويواسي جريحنا ويترحم على موتانا ويعزينا ، فلنلب نداء قائد
التغيير ، ولنتخذ من الانتخابات البرلمانية مهمة خاصة لتحقيق رؤى القائد ، حفظ الله قائدنا
مصدر الهامنا وعزتنا وحادي ركبنا.
بقلــم
د. خليل حجاج