لا زال اليوم الذي التقينا فيه أول مرة حاضرا في مخيلتي .. لقد كان ذلك
اليوم يوم سعدي ويوم تعاستك في الوقت نفسه.. ليس لأنك التقيت بي بل لأنك
فقدت شخصا كان يمثل العالم بالنسبة إليك.. حينها قلت في نفسي.. " هل
بإمكاني أن احل مكانه ؟! " تبادر هذا السؤال إلى ذهني وأنا اتجه نحوك
بكل تردد أريد إلقاء التحية وخائف من تجاهلك .. لكن الغريب في الأمر انك
أجبتني وأخذتني في حضنك !! "غريب" قلت مخاطبا نفسي.. "كيف بشخص التقيه
للمرة الأولى في حياتي أن يأخذني في حضنه؟؟" من هنا بدأت سفينة صداقتنا
بالإبحار ويقودها ربانان أنا وآنت .. صحيح لم تسمعوا بسفينة يقودها ربانان
لكننا أنا وهو نملك التفكير نفسه.. يفهم احدنا الآخر بمجرد النظر في عينيه
أنا وهو وجهان لعملة واحده..
هذا ما كنت أظنه.. حتى جاء الاختبار.. "صداقتنا" هكذا كان العنوان
أعلى الصفحة الرئيسية.. جاء من بعدها الأسئلة .. كانت أشبه بالطعنات النافذة
إلى القلب.. لقد أجبتها بكل مصداقية من منطلق علاقتي الوثيقة بصديقي.. وحين
أتى موعد النتيجة.. لم يكن قد أتى في موعده بينما كنت أنا متشوقا لمعرفة
أدائي.. استلمت ورقته بطريق الخطأ.. وقلت في نفسي: "لا ضير من معرفة ما
كتب صديقي عني.. لأنها ستكون مثل ما كتبت عنه" وقد كنت مخطئا.. أدركت بأن
صديقي ليس صديقي.. ليس رفيق دربي.. ليس من ائتمنته على أسراري.. لقد
كان يستغل صداقتي به من اجل التباهي فقط أمام من اكتشف حقيقته .. أراد أن
يبرهن لهم قدرته في كسب القلوب الطيبة سهلة الخداع.. قلب مثل قلبي أنا..
لقد حذرني الجميع من استغلال الآخرين لطيبة قلبي.. لكنني خلقت هكذا.. هل
تلك غلطتي ؟؟
لكن.. أتعلمون شيئا ؟؟ لقد أسدى لي صديقي خدمة لن استطيع أنا أردها له..
علمني بان الحياة مستمرة ولن تقف يوما عنده ..
شكرا صديقي ..