لليوم الثالث على التوالى يتواصل اعتصام الآلاف من بدو سيناء على الحدود المصرية ـ الإسرائيلية عند العلامتين الدوليتين 9و10. وانضم المئات من أبناء قبائل سيناء إلى المتظاهرين من قبيلة الترابين، أحد أقوى قبائل سيناء، والتى يواصل أفرادها إطلاق الأعيرة النارية على الحدود، مما أدى لرفع حالة الاستنفار الأمنى الإسرائيلى على الجانب الآخر من الحدود.
أجهزة الأمن المصرية بدورها استعانت بقوات مكافحة الشغب وتعزيزات مكثفة من مدينة القناة ومن القاهرة، ولأول مرة ظهر اليوم، الأربعاء، وصلت قوات خاصة من الأمن للتعامل مع الوضع الجديد والبحث عن 51 رهينة من بينهم عقيد شرطة لدى قبيلة الترابين بوسط سيناء بمنطقة وادى العمر، وهى منطقة مجهولة بالنسبة للأمن وتعد أحد أكبر معاقل القبيلة.
أجهزة الأمن عقدت ظهر اليوم اجتماعا ترأسه اللواء عدلى فايد مساعد وزير الداخلية للأمن العام، وشهده قيادات أمن الدولة والأمن العام وحرس الحدود، واللواء منتصر شعيب مدير أمن شمال سيناء.
الاجتماع الذى شهده شيوخ القبائل، بما فى ذلك قبيلة الترابين، شهد مصارحة بين الأمن والبدو، واعترف الطرفان خلال الاجتماع بوقوع "أخطاء" أدت إلى اعتصام قرابة 5 آلاف بدوى، كما أدت إلى إحراق البدو الغاضبين مقرات الشرطة واحتجاز 51 رهينة بعد الإفراج عن قائد الأمن المركزى المحتجز العميد محمد شعراوى و10 من جنوده فى وقت لاحق.
تطرق الاجتماع إلى سبل إنهاء الأزمة بصورة ودية واحتواء غضب البدو الذين اتهموا الشرطة بالتمثيل بجثث 3 شباب منهم ودفنهم لإخفاء الجريمة، وهم أحمد العجرانى ومروان أبو جميل وربيع سنجر لملادة، واعتقال العشرات، ومنع أى بدوى من الاقتراب من منطقة الاعتصام التى تم تطويقها بالكامل. وقال محمد أبو عنقة من كبار قبيلة الترابين فى تصريح خاص لليوم السابع إن سبب كل هذه الأزمة يرجع إلى رعونة ضابط بنقطة شرطة بوسط سيناء أطلق النار على شابين بدويين عزل.
وقال أبو عنقة إن الأحداث الحقيقية بدأت عندما كان يستقل الشابان سيارة ملاكى ويتجهان إلى نقطة التفتيش، وأثناء محاولتهما التراجع السريع انقلبت بهما السيارة وخرجا منها مسرعين، فقام الضابط بإطلاق النار عليهما مما أدى إلى مصرع أحدهما وإصابة الآخر.
وقال إن الضابط المتهور أخطأ فى إطلاق النار على شابين أعزلين من السلاح، وكان المفروض الاكتفاء باحتجاز السيارة. وكذب محمد أبو عنقة بيان وزارة الداخلية الذى أعلن أن السيارة كان بها سلاح، مشيراً إلى أن السيارة بلا أسلحة وأن الشابين كانا فى زيارة لأقاربهما.
وقال "إننى طالبت أبناء القبيلة وأقاربى بالهدوء، إلا أننى لم استطع أن أجبر من قتل ولده أو أخيه أو قريبه من الاعتصام على الحدود". وطالب أبو عنقة وسائل الإعلام بتوخى المصداقية فى النشر وعدم الانحياز للأمن على حساب البدو.
أحداث البدو الأخيرة فتحت ملف التجاوزات من الأمن والبدو على مصراعيه بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين. وكشفت عن عالم جديد يديره البدو بالسلاح بأنواعه المختلفة، مما دفع قبائل العريش الأخرى إلى التسلح.
صالح محمد، عضو مجلس محلى محافظة شمال سيناء عن قبيلة الفواخرية، قال إن الأمن أمامه خيارات إما البتر والمواجهة المسلحة، وإما التفاوض وسيكون خاسراً فى هذه الحالة، وقال إن بدو وسط سيناء دفعوا الفواخرجية إلى حيازة السلاح للدفاع عن نفسهم ومواجهة ظواهر خطف السيارات وفرض الإتاوات.
فيما اعترف سليمان غزال، قيادى من الفواخرجية، أن الجميع يتحمل المسئولية فى الحال الذى وصل إليه البدو من امتلاك ترسانة أسلحة جعلتهم يتصدون لقوات الأمن، وقال لابد أن تحافظ الدولة على هيبتها وتحل هذه المشكلة حلاً جذرياً.
لمعلوماتك ..
◄5 آلاف متظاهر على الحدود
◄51 رهينة محتجزون لدى البدو
◄4 قتلى ومصاب من البدو
◄2000 جندى أمن مركزى على الحدود من مصر.