وقفت وحدي انظر من شرفتي في ليله مظلمه
يملؤها اللون الابيض الذي قد غطى بردائه الارض
واكسبها روعه ولمعان واذ بفتاه جالسه على طرف الطريق
متوشحه بردائها من شده البرد وقفت مصدوماً
من دون حراك من قساوه المنظر
لا اعرف ماذا انطق ماذا اتكلم
تجمد لساني عن النطقي مثل تجمد الماءِ من البردِ
ماذا افعل ماذا اصنع لا اعرف
ولكني علمت انه من صنع البشر يا لقساوه قلبهم
ما بال البشر وقد ملئت القسوه قلوبهم
واعماهم جشعهم وقد تغلغل الي قلوبهم
الحقد والكره وحب النفس
ولكنها فتاهٌ صغيره
ماذا صنعت لهم ليلقوها في جُنح الظلام
واالناس نيام وبردٌ يفتك بالعظام
اراها ترتعش من شده البرد
والناس يمرون ويمرون من حولها
وكانها جزء من الشارع لا يكترثون لها
وقد ملء الجوع والحرامان من الفتاه مبلغاً تكاد تموت من شدته
فايا لهاذا الانسان المغرور الذي لا يهمه من الدنيا سوى حب اانفس والمال