انحنى أوباما فماذا بعد؟
أفاد خبر نشرته العربية نت أن الرئيس الأمريكي أوباما قد انحنى للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لحظة مقابلته والسلام عليه على هامش قمة العشرين بلندن حيث أثارت هذه الانحناءة ضجة إعلامية في صحف العالم التي لم تلبث أن تنشر الخبر مع تحليل لهذه الانحناءة كل صحيفة وتوجهها.
ما أثار انتباهي، وكالعادة، التعليقات العربية وخصوصاً السعودية على انحناءة أوباما والتحليل العربي السطحي والمضحك لها، فلم يخرج التحليل العربي للانحناءة من دائرة انحياز أوباما للإسلام، حيث أن الأخير لم ينحنِ لملكة بريطانيا، ولم تتجاوز التعليقات العربية حدّ تعظيم الملك وتحقير أوباما، فقد وصفت احدى التعليقات تصرّف أوباما بأنه نتيجة لهيبة ملك السعودية.
إن القارئ للتحليلات الأوروبية والأمريكية لانحناءة أوباما سيلمس فرقاً واضحاً وكبيراً بين طريقتهم في رؤية الأمور وطريقتنا، فعندما قرأت التعليقات والتحليلات والمقالات العربية حول هذا الموضوع، شعرت أننا انتصرنا نصراً كبيراً بل وشعرت أن السعودية هي أقوى دولة في العالم، بل ووصل خيالي إلى أن أوباما كان يرتعش ويرتعد خوفاً عندما انحنى.
ماذا ينتظر العرب بعد هذه الانحناءة؟ هل ينظرون إلى يوم ينقلُ فيها أوباما البيت الأبيض و”عَفشُهُ” إلى خيمة في احدى صحارى السعودية؟ أم أنهم يتوقّعون أن يلبس أوباما الزي العربي وتلبس هيلاري كلينتون العباءة ليُمارسا المهام الرئاسية من احدى بيوت الشعر العربية أو الخِيَم في الربع الخالي؟
لستُ أنقص من قدر ملك السعودية ولكنّي أشعر بالاشمئزاز من طريقة التفكير السطحية التي نتبناها حين ننظر إلى الأمور، في حين يستغرق الغربُ في التحليلات العميقة التي تساعدهم في التعامل مع سياسات العالم.
لستُ بصدد التحليل السياسي، إنما بصدد التحليل المنطقي، فمن شاهد الفيلم الشهير “300″ يذكر انحناءة “ليونيداس” الملك الاسبارطي أمام أعدائه الفارسيين في آخر الفيلم.. والحرب خُدعة.
[SIZE=4][/SIZE]
أسامة الرمح