هي من صنعت من قلمي البسيط أسطورة
وعلّقت على صدره وساماً
وسمته الفارس الأول.
كيف أنسى تلك الأصابع
التي لامست جدار عمري
فأحالت التراب إلى التقاعد
ونحتت من ورق الخريف ربيعاً
وجعلت من الضباب نسيماً
فكانت المدينة الحلم
وأصبحتُ أنا سلطاناً يقر الشعر دستوراً!!
أنتِ من قالت لنفسي كوني فكانت...
أنتِ من أشاع في العمر راحة
فعلى صدرك ضحكتُ ونمتُ ولعبت كثيراً
كيف تحول الرجل الوقور إلى طفلٍ يلهو
لا يبالي...
لا ينظر للساعة كثيراً
كيف برمقة عين فرت عقارب الزمن من على الجدران
وباتت الدقائق تتخبط لا تدري أين المسير
كيف قتلها اللهث خشية نظرة
كيف تبعثرت الصورة
حين أحتل صوتكِ المكان!!
أنتِ من داعب كفي ...
وأنتِ من رسم خطوطاً طويلة وقصيرة
سميتِها خريطة الإنتصار...
وأمرتني أن أتبعها
فكنتُ أعظم الفاتحينَ
أنتِ من لمحت في عيني نوراً
وعلى جبيني دليل نبوغ
وفي عروقي دماءاً تنبض بالتحدي
وأعطيتِ إشارة البدءِ..
فأنطلقتُ وقابلتُ السحاب ...
ورافقتُ النجوم
وسكنتُ القمر...
أنتِ من أخبرني أن سواعدي قويةٌ جداً
وأن بوسعي أن أحمل بمفردي جبلاً
وأحب قمراً وحدي
دون أن أقسمه نصفين كالرغيف...
علمتِني أن أكون أنانياً جشعاً في حبي
ففي الحب لا يوجد أنصاف حلول
وأنصاف مدن
وحدود تفصل وسدود تقتل ...
علمتِني معنى الإجتياح
معنى " الــ...أنا"
أنتِ من صرخ ...
لا خوف
فالخوفُ أكذوبةُ الضعفاءِ
أنتي من سار خلفي
وأمامي ...وجواري
وعانقني في أقصى البردِ حتى ملّنا الشتاء
وقرر أن لا يعود أبداً
ولا يدق لنا باباً ..
أنتِ من صادر الشوكَ
وأخمد الحريقَ
وأشعل في قلبي نيران الثوار
وأخبرني أن الجُبن سمةُ الأموات
في ثلاثةِ كلمات...
لا تحويهم ألف قصيدة....
أنتِ مدينتي
ووطني
ونفسي!!