لا تبقى خريفيا
هنالك ربيع بجوار كل خريف نعيشه وإن كنا نلحظ سقوط الورق ونغفل عن زهورها ونسمع عويل الريح ونتجاهل تغريد عصفور يمرح ، إلا أنه من حقنا فسحة ولو مرة واحدة في السنة ، فالأرض الصلبة بعد الجدب تحتاج لخضرة تعيشها لتتبدل وتتغير وتغدو غير الأرض التي كانت ، والشرنقة في فستحها تطير وتمكث في تحولها ، وكذلك إن قدر للفأر الراكض في دولابه أن يخرج من قفصه لفر هاربا من روتين وكد وضغط يومي تضيق فيه الروح بقفصك الصدري فهل من فسحة .
إن الزحام والضوضاء والإثارات والمنغصات والتلوث الذي تعيشه المدينة لكفيل بأن يجعلها صداعا يلازم كل منا وإن كنا تعودنا على حبوب الأسبرين والبندول ، إلا أن ليال تقضيها بين نجوم تراها أثناء تمددك على ثرى صحراء نامت في هدوئها لكفيلة بأن تخرج روحك لأبعد من جسدك ومحيطك ، وشمس تخرج من تحت خمار البحر تمد أشعتها مصافحة عيون المبهورين بجمال تجاهلوه طوال الأيام لسحر وفن ونور .
إن عيشا خارج حدود المدينة يكشف جمالا طمسناه وسحرا عرفناه ورحابة أسرناها ، وقتا تغيب فيه تفكرا في لوحة للسماء ما زلت ترسم بسحب تتداخل فيما بينها مبدعة زينة للناظرين لنعمة طالما غفلنا عنها لأننا شغلنا بالنظر لأقدامنا بحثا عن رزق وغض للبصر، ومهما العصر طور مراوحا ومكيفات تنعش بالهواء البارد إلا أنه يبقى كالزيت للسراج والوقود للمدفأة أما الهواء الريفي فكأنه جياد تسرح في ربوع النفس وفي مساحة الصدر تصهل تمد جناحيها تطير النفس معها طمأنينة وراحة وسكينة
لا بد من فسحة فإن الأيام تتشابه والتشابه يُملّ والملل لا بد من قتله ، فخريف العمر ان استمر بإسقاط أوراقك فرفّه عن نفسك ربيعا واحدا والعيش فصول
:hat:
هنالك ربيع بجوار كل خريف نعيشه وإن كنا نلحظ سقوط الورق ونغفل عن زهورها ونسمع عويل الريح ونتجاهل تغريد عصفور يمرح ، إلا أنه من حقنا فسحة ولو مرة واحدة في السنة ، فالأرض الصلبة بعد الجدب تحتاج لخضرة تعيشها لتتبدل وتتغير وتغدو غير الأرض التي كانت ، والشرنقة في فستحها تطير وتمكث في تحولها ، وكذلك إن قدر للفأر الراكض في دولابه أن يخرج من قفصه لفر هاربا من روتين وكد وضغط يومي تضيق فيه الروح بقفصك الصدري فهل من فسحة .
إن الزحام والضوضاء والإثارات والمنغصات والتلوث الذي تعيشه المدينة لكفيل بأن يجعلها صداعا يلازم كل منا وإن كنا تعودنا على حبوب الأسبرين والبندول ، إلا أن ليال تقضيها بين نجوم تراها أثناء تمددك على ثرى صحراء نامت في هدوئها لكفيلة بأن تخرج روحك لأبعد من جسدك ومحيطك ، وشمس تخرج من تحت خمار البحر تمد أشعتها مصافحة عيون المبهورين بجمال تجاهلوه طوال الأيام لسحر وفن ونور .
إن عيشا خارج حدود المدينة يكشف جمالا طمسناه وسحرا عرفناه ورحابة أسرناها ، وقتا تغيب فيه تفكرا في لوحة للسماء ما زلت ترسم بسحب تتداخل فيما بينها مبدعة زينة للناظرين لنعمة طالما غفلنا عنها لأننا شغلنا بالنظر لأقدامنا بحثا عن رزق وغض للبصر، ومهما العصر طور مراوحا ومكيفات تنعش بالهواء البارد إلا أنه يبقى كالزيت للسراج والوقود للمدفأة أما الهواء الريفي فكأنه جياد تسرح في ربوع النفس وفي مساحة الصدر تصهل تمد جناحيها تطير النفس معها طمأنينة وراحة وسكينة
لا بد من فسحة فإن الأيام تتشابه والتشابه يُملّ والملل لا بد من قتله ، فخريف العمر ان استمر بإسقاط أوراقك فرفّه عن نفسك ربيعا واحدا والعيش فصول
:hat: