بنت جميله عيونها ملونه ، شعرها اصفر ، لو إتحركت هتخطف عيون كل الناس،
لكن للأسف الحلو ما بيكملش لأنها عروسة بلاستيك ، لعبة أطفال اسمها "باربى".
نقدر نقول إن عروسة الأطفال بتكون هى الحلم ، فللبنات بتكون حلم إن هما يكونوا
بجمالها و أناقتها لما يكبروا ، اما للولاد فبتكون العروسه هى فتاة الأحلام . باربى حلم طفولة ، لكن أمريكى
أشهر ماركة عرايس فى العالم هى باربي و هى عمره 50 سنه حيث إن اول عروسة
"باربى" نزلت السوق كانت فى 9 مارس 1959 فى معرض نيويورك للعب الاطفال و
ساعتها قالت روث هاندلر مصممه باربى "فلسفه باربى انه من خلال لعبه الطفله
الصغيرة تقدر تكون أى حاجة هى عايزاها ، باربى دليل على إن المرأة من حقها يكون
ليها اختيارتها ".
و فعلا كانت هى دى الفكره الرئيسية لباربى من خمسين سنه لحد النهاردة ، وهو ده
اللى هنعلافه من خلال نظرة بسيطه على محطات من تاريخ باربى خلال عمرها و اللى
يمكن هنعرف منه أجزاء من تاريخ امريكا. إنطلاقة ناجحة
عروسة باربى الاولى 1959 بيعت ب 3 دولارات للواحده و كانت اكسسواراتها و ملابسها
تتراوح بين الدولار و الخمس دولارات و رغم ان سعر جالون النفط كان يساوى وقتها 25 سنتا فقط
باعت باربي في عامها الاول 300 الف نسخة و للعلم بالشئ انه سعر هذه العروسه اذا كانت بحاله
جيده اليوم يصل الى 27450 دولار . باربى حلم الصعود للفضاء و السيطره على العالم
باربى للاطفال كانت مجرد لعبه لاكن بالنسبه لصناعها كانت اكبر من كده بكتير ، صانع باربى كان
هدفه ازاى أخلى الأطفال يحلموا الحلم الأمريكى ، و مش بس كده لا الموضوع وصل لان العروسة
كانت جزء من الوصول للحلم ، يعنى مثلا باربى كانت مشاركه فى التنافس الفضائى بين روسيا
و أمريكا ، فرغم إن أول سيده تصل إلى القمر كانت الروسية فالينتينا تريشيكوفا 1963 الا ان باربى
كانت هى أول عروسة تصعد للفضاء و نزلت عروسه باربى و هى ترتدى زى رائد الفضاء ليكون حلم
الطفل الأمريكى هو ان تسبق أمريكا روسيا فى مجال الفضاء و هو ما حدث بعدها ب 6 سنوات بهبوط
أول إنسان على ظهر القمر و كان الأمريكى نيل ارمسترونج 1968 . حلم ان البنت تكون سيده اولى و انها تكون رئيسة امريكا
كذلك مثلت باربى حلم البنات فانهم يوصلوا لمنصب السيده الأولى من خلال تقليد أزياء و قصات
شعر البعض منهم زى جاكى كينيدى و مش بس كده بل جسدت باربى حلم البنات في الوصول
الى البيت الأبيض فرشحت باربى نفسها اربع مرات للمنافسه علي الرئاسه الامريكيه و ربما
يكون الحلم لم يتحقق بوصول المرأة الى رئاسة البيت الابيض ة لكن تم الاقتراب منه من خلال
وجود هيلارى كلينتون كمرشح قوى للمنصب فى الانتخابات الاخيرة . باربى شاركت فى حرب الخليج من قبل ما تبدأ !!
سنة 1989 و قبل حرب الخليج بسنه كامله اشتركت باربى في الجيش الامريكى
و نزلت باربى محلات اللعب بالملابس و الاسلحة العسكرية و ده ربما يكون كان
نوع من الإعداد النفسي للأطفال لتقبل فكرة دخول أمريكا الحرب و خصوصا انه
انتاج باربى المجنده الامريكيه كان نتاج تعاون بين البنتاجون و شركة ماتل المنتجة
لباربى !
و من المفارقات انه تم إختيار باربى في نفس السنه من قبل اليونيسيف كسفيرة
لحقوق الطفل في العالم . احلام تانيه لباربى
باربى مثلت أحلام كتير عند الأطفال الأمريكان ، نقدر نقول إن باربى كانت بتكون موجوده
على رفوف محلات اللعب و هى بتمثل الاف الأدوار للمرأة الناجحة فى إطار الحلم الأمريكى
و ما كان عل البنت الا انها تختار حلمها عايزه تكون ايه ؟ رائده فضاء ، ممرضه، مرشحه للرئاسه
رياضيه بتكسب الميداليه الذهبيه في الاولمبياد هذا غير الاف الاحلام الاخري. أصدقاء باربى حدوته تانيه
عكس أصدقاء باربى اللى صممهم مصممى باربى دروس للاطفال الامريكان
فمثلا باربى كان ليها أصدقاء من مختلف الاعراق اللى موجوده في امريكا
زى صديقتها "كريستى" الامريكيه من أصول الافريقية و كذلك كان لباربى
أصدقاء من ذوى الاحتياجات الخاصة زى "بيكى" اللى بيقعد على كرسي بعجل
كذلك لباربى صديقها و حبيبها كين و اخيرا فان باربى تحب الحيوانات الاليفه و كان
اول حيوان لها هو الحصان "دانسر". فله عروسه عربيه .... بتشتغل ست بيت !!
منذ حوالى خمس سنوات احس بعض المهتمين بشأن الطفل العربى من التربويين
و صناع الالعاب "اللى هما عددهم قليل" بأهمية وجود عروسه لمواجهة أرتباط الأطفال
العرب بالعروسة الغربية فظهرت فله بهويه و شكل عربي يختلف عن شكل باربى الغربيه
بجمالها المستوحى من مارلين مونرو و اليزابيث تايلور فكانت فله بملامح و سمات جمال عربيه
عيون واسعة سوداء و شعر أسود طويل كما ان الاعلان التليفزيونى الذى ظهر لفله كان يصورها
كفتاه تجلس فى منزلها بملابس أنيقة في بيتها و بمجرد أن تخرج من البيت فانها ترتدى العبائة العربية
و الحجاب المنتشر كذلك فى العالم العربي و من خلال تحليل الاعلان و موقع فله على الانترنت
و مقارنتها بباربى نجد ان فله حتى الان ليست أكثر من عروسه عربية جميله بتشتغل ست بيت
يعنى حتي الان لم تشارك في قضايا المجتمع و لم تمثل اي أحلام للمستقبل العربى فمثلا
فله لم يكن لها موقف من قضية فلسطين و لم ترشح نفسها في الانتخابات و لم تدخل مجال العمل
و ليس لها أصدقاء و لكن هى بدايه ربما تطور في المستقبل او تظهر مبادرات أخرى تكون محرك للاطفال
العرب في تحقيق امالنا و طموحتنا و نحتفل بها كما يحتفل العالم بالعيد الخمسين لباربى هذا العام .
توقيع :عيون الحزن
أنا لم ولن أكون لعبة لآمرأة تتحكم فيها الأهواء
أنا من عرفني تصاب نفسه بالغرور والخيلاء ويكفيه فخراً انه عرفني لذلك يقف لي أنحناء