عندما تجد في هذا الزمان .. الذي يندر فيه
الحب والوفاء
عندما تجد قلبين جمعتهما صدف الحياة
ليقتربا من بعضهما
ويستأنس كل منهما بالآخر
عندما يحل الشتاء
الكل يشعر بالبرد
تجد هذين القلبين مملوءين
بدفء المشاعر ... ونبضات الحياة
عندما يأتي الخريف
وتهب الرياح العاصفة
لتتطاير أوراق الأشجار
وتتحرك القلوب من أماكنها
تجد هذين القلبين مازالا
في مكان واحد
في صدر واحد
لأنهما كيانٌ واحد
عندما يأتي الصيف وتسطع الشمس
وتمتليء القلوب حرارةً
تجد هذين القلبين
رطبان بذكر الله
وحبٍ قد تعدي كل المسافات
في الربيع
تثمر الأشجار
وتزهر الحدائق
وتحلق العصافير في السماء
وتتجمع الفراشات
ويعم السرور والفرح
تجد هذين القلبين
مزهران بمودةٍ وحنانٍ وعطفٍ جمع بينهما
وتجد فرحتهما بقربهما من بعضهما
لكن .. عندما تتوالى الأيام
وتشاء الدنيا أن تفرق هذين القلبين
وتعلن الأقدار
نهاية القصة
يأتي الفراق .. ويغرس خنجره بكل قساوة
بين قلبين ..لطالما عشقا بعضهما بكل صدق
لطالما .. دفئا بعضهما بكل حنان
لطالما خافا على بعضهما
والآن .. بعد أن انتهت القصة
ترى كلٍ منهما يجر خطاه
على شاطيء الرحيل
ليختفيا بين رماد الزمن
وقد انهمرت دموعهما الساخنة على وجنتيهما
وقد عاد لكل منهما
برد الشتاء
وحر الصيف
ورياح الخريف
أما الربيع .. فلقد ضل طريقه إليهما
فهل توجد قسوة ... أكبر من هذه ؟!
عندما يُترك جرح الفراق ينزف دماً
ولا يستطيع أحدٌ إيقاف نزيفه
أو حتى تخفيفه
عندما تذبل العين
من دموعٍ انهمرت
وصوت صراخ تغلل الأجسام
عندما تعجر الامطار
عن غسل الدموع
وتعجز الذاكرة عن النسيان
وتعجز القلوب عن البووح!!!!
هل يوجد أقسى
من قلبٍ غُرست فيه أنياب الفراق
لينكسر إلى نصفين
ويضيع كل منهما في زحمة الحياة
لكن كلاهما يعيش بلا نبض !!
لأن كل منهما لا يستطيع العيش
دوون نصفه الآخر
فهل هناك أقسى .. من أن تعيش بنصف قلب ؟؟
بقلمي