"الدوايمة" قرية كنعانية عربية تبعد عن مدينة "الخليل" نحو سبعة وعشرون كم وتبلغ مساحة أراضيها "60585" دونما وقد أسماها الكنعانيون "بُصقة" أي "المرتفع" وقد ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم و نزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم".. وفي القرن الرابع عشر الميلادي سكنها رجل صالح اسمه "علي بن عبد الدايم بن أحمد الغماري بن ويرجع نسبه إلى العالم الجليل عبد السلام بن مشيش" والذي يرجع نسبه بإجماع العلماء إلى الإمام "علي بن أبي طالب"- كرم الله وجهه- و كان أبوه من الثوار على بعض مظالم الدولة العثمانية مما أدى إلى قتله و قطع رأسه فسميت الدوايمة باسمه تخليداً لذكراه.
(( الحرم الابراهيمي ))
و بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسرا منها أقيم على أنقاضها عام 1955م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية و دعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" أحد ملوك المملكة اليهودية الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" و سبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعا قرية إلى الغرب من مدينة الخليل وتبعد عنها 18 كم ، وترتفع 350 م عن سطح البحر. وتبلغ مساحة أراضيها 60585 دونماً ، ويحيط بها أراضي قرى اذنا ودورا والقبيبة وبيت جبرين وعرب الجبارات، وقدر عدد سكانها عام 1922 (2441) نسمة وفي عام 1945 (3710) نسمه. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها البالغ عددهم عام 1948 (4304 ) نسمه . وكان ذلك في 1948 ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1948 حوالي (33358) نسمة .
نشأة الدوايمة
أدت حالة الفوضى و عدم الإستقرار التي عاشتها فلسطين ، و ارجاء أخرى من بلاد الشام . في عهود خلت . إلى جعل كثير من المناطق ، تشهد فراغا سكانيا أو شبه فراغ . بعد أن باتت حياة الناس فيها ، حياة خوف و تنقل من منطقة إلى أخرى ، حيث يوجد الأمن و السلام و الرزق . من هنا فإن الباحث في تاريخ نشأة أي قرية ، لا يستطبع ان يقطع ببدايات و كل ما يمكن التثبت منه بخصوص النشأة الحديثة لمدينة الدوايمة ، انها تعود إلى بضعة قرون من السنين . و قد يتفق ذلك مع مجئ العثمانيين إلى البلاد العربية في عام 1516م ، و قبل ذلك بقليل ، على أنقاض دواة الممالك . و المعروف بين أهالي الدوايمة بالتواتر و التوارث ، ان ( أبوصبيح) هم أول من سكنوا الدوايمة في و قتنا الحاضر . و ذلك بعد أن ارتحل اليها جدهم الشيخ - حسين بن أحمد الكيلاني و عائلته- من خربة البرج في دورا ، و سكنوا بعض مغارات خربة المجدلة . و مع مضي الوقت ، أخذت أفواج اخرى من العائلات و الأسر و الأفراد ، في التوافد على الدوايمة و الإستقرار فيها ، يحرثون ويزرعون ، في حياة هادئة . فكثر سكانها و كبر حجمها . فغدت قرية كبيرة ، بعد أن كانت خربة بسيطة . و كانت من أوائل العائلات التي سكنت الدوايمة ، بعد الزعارة ، عائلة الشيخ علي الغماري من احفاد الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي )المغربي ، الذي كان يقطن في بلاد مراكش (اب) . و الشيخ علي هو ابن عبد الدايم بن أحمد الغماري بن عبد السلام بن مشيش الحسني المغربي. و يروي بان جده " احمد الغماري " ، كان رجلا مباركا ، قدم المغرب العربي ، قصد الحج ، ثم جاور في المدينة المنورة فترة من الوقت ، رحل بعدها مع عدد من الحجاج المغاربة ، لزيارة المسجد الأقصى . ثم انتقل بعدها إلى منطقة الخليل ، و سكن قرب بلدة الظاهرية ، ثم تزوج من عائلة ابي علان ن وله فيها مقام معروف ، يزوره الناس في مناسبات كثيرة . اما الشيخ عبد الدايم ، فقد اشتغل جابيا للدولة العثمانية لفترة من الوقت ن ثم اتهم بالتعامل مع معارضي تلك الدولة ن فحكم عليه بالإعدام ، بقطع رأسه في ساحة باب الخليل في القدس . و لم يلبث أبناء جلدته المغاربة ، ان اقاموا له مقامين مقام فوق جثته ، و مقام فوق راسه ، يبعد قليلا عن المقام الأول ، و هما لا يزالان شاهدين حتى اليوم في نفس المكان الذي اعدم فيه الشيخ . و على ذلك ترك ابنه الوحيد ، الشيخ على - قرية الظاهرية ، و نزل خربة المجدلة بجوار مساكن الزعاترة ، و أبو قطام . وقد نشات علاقة مصاهرة بينه و بينهم . و بعد وفاته ، اقيم على قبره مقام كبير ، يقع فوق جبل عال ، غرب الدوايمة بحوالي 4كم . أطلق عليه اسم الشيخ علي . تحيط به اشجار حرجية كثيفة وهي شجر الخروب ، كان الأهالي يزورونه في مناسبات مختلفة . و يروى بان الشيخ علي ، أنجب خمسة أولاد . أربعة منهم ، عاشوا في القرية ، و لهم فيها ذرار كثيرة . و هم اعمر و منصور و خليل و اسبيتان . اما الخامس ، و هو جاد الله فقد هجر القرية نهائيا ، و رحل إلى شمال فلسطين ، ثم استقر في قلقيلية ، من ذريته فيها عشائر الداود و شريم و نزال . و هناك جبل في الدوايمة ، كان لا يزال يحمل اسم جاد الله ، و هو جبل هيشة جاد الله .
و في العصور الوسطى ، استولى الافرنج أثناء الحروب الصليبية على منطقة الخليل عام 1099م . و كانت من أملاك غود فري دي بوايون . و قد ورد ذكر الدوايمة في كتاباتهم باسم (Bethawahin) ، أي بيت واهين .
و اثناء معارك التحرير ، اتخذت جيوش صلاح الدين ، مواقع لها في أراضي الدوايمة ، لضرب الصليبيين في قلعة لخيش الحصينة . و لما رحل الافرنج عن قلعة الداروم قرب غزة ، و نزلوا على ماء الحسي ، قلاب الدوايمة من جهة الغرب ، خرج عليهم المسلمون ، و قاتلوهم قتالا شديدا . ثم انهزم الصليبيون و رحلوا عن الحسي ، و تفرقوا فريقين ، فريق ذهب إلى الساحل ، و فريق ىخر جاء بيت جبرين ، و كانت قلعتها لا تزال في أيدي الصليبيين .
و في عهد دولة المماليك ، و ربما كانت اراضي الدوايمة ، منطقة عسكرية ، أو مقرا لجماعات سكانية كبيرة ، عاشت فيها لسنوات طويلة . ويدلنا على ذلك عدد من المقامات ، و بقايا محراب لمسجد قديم متهدم ، عثر عليه الأهالي قرب أحد الكهوف في خربة حزانة جنوب الدوايمة ، كان الرعاة و المزارعون منهم يصلون فيه احيانا .كان اسم جد سكان تلك المنطقه حاليا(خالد امين محمد ابوصقير)
مجزرة الدوايمة1948
من القرى التي ارتكبت فيها المجازر الصهيونية قرية "الدوايمة" التي تقع في قضاء "الخليل" واالتي تقع خارج قرار التقسيم وفق القرار 181 ونوعا شكلت ملجا امنا للقرى المهجره الاخرى ولهذا ظلت إلى نهاية العام 48 في تشرين منه التي هاجمتها كتيبة الكوماندوز رقم "89" التابعة للواء الصهيوني الثامن الهاجانا بقيادة "موشيه دايان" والتي تألفت من جنود خدموا في منظمتي "شتيرن" والـ"إرجون" الإرهابيتين وقد حاولت إسرائيل دائما وجاهدة طمس معالمها و تفاصيلها حيث صدرت الأوامر بدفن القتلى في قبور جماعية والتعتيم الإعلامي على تفاصيل المجزرة و منع التحقيق فيها. وقعت فيها مجزرة الدوايمة في 29/ 10/ 1948 ، وهي واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية المسلحة (عملية يوآف)، وأسفر الهجوم على القرية إلى قتل حوالي مائة شخص حتى لم يتبق بيت بدون شهيد ، ومارست القوات الإسرائيلية عنصريتها الارهابية بتكسير رؤوسهم بالعصي ، واعقب المجزرة عملية نزوح كثيفة للسكان من المنطقة خوفاً على حياتهم. * على أنقاضها أنشئت عام 1955 مستعمرة "أماتسيا".
مجزرة الدوايمة
الرواية: كان في البلدة عدد من المدافعين عنها غير نظاميين.. وقفت أمام الكتيبة 89 من لواء هنيغف "النقب" وبعد أن احتلت الكتيبة البلدة جمعت ما بين 80-100 من النساء والأطفال وقام الجنود الصهاينة بتحطيم رؤوس الأطفال بالعصي حتى أنه لم يبق بيت في البلدة إلا وبه قتيل، كما تم احتجاز النساء وكبار السن من الرجال داخل البيوت وحرمانهم من الماء والغذاء، وعندما حضر خبير المتفجرات رفض هدم بيتين على رؤوس كبار السن في القرية، ولكن أحد الجنود تبرع بذلك وهدموا كثيرا من البيوت على رأس الأحياء.
لقد تبجح أحد الجنود بأنه قتل امرأة وطفلها الرضيع على يديها ولم تتحر ك القيادة الإسرائيلية لوقف المذبحة، وبعد أن انتشرت أخبار المذبحة تم إجراء تحقيق صوري مع أفراد الكتيبة التي هاجمت البلدة، وجاء في التقرير بأن سكان القرية قاموا بمهاجمة مستوطنات يهودية قريبة. ومساعدتهم في الهجوم على غوش عصيون.
وبعد تسرب أنباء عن المذبحة، وهجوم الصهاينة على بعض الكهوف التي التجأ إليها السكان حيث وقاموا بتوقيف ما بين 500 عربي في صف واحد وقتلوهم بنيران الرشاشات.
لقد أكد الجندي الإسرائيلي أن الكتيبة 89 تكونت من إرهابيين سابقين من عصابتي الأرغون وشتيرن، وشدد على أن المذبحة ارتكبها قادة ومثقفون... وتحولوا إلى مجرمين حقيرين... وقد وضع القادة الإسرائيليين عقبات أما زيارة البلدة من قبل مراقبي الأمم المتحدة وبعد عدد من الطلبات تم السماح للضابط البلجيكي هوفي وفريقه بزيارة القرية في 8 تشرين الثاني، وقد شاهد الدخان المتصاعد من المنازل وذلك لإخفاء الجثث المتعفنة في القرية وأكد على ذلك عندما قال " أشتم رائحة غريبة وكان بداخلها عظما يحترق" عندما سأل الضابط البلجيكي عن سبب تفجير المنازل، قال الضابط الإسرائيلي أن بها حشرات سامة، ولذلك قام بنسفها، وعندما سأل عن مسجد البلدة ، قال له الضابط الإسرائيلي إنهم يحترمون قدسيته ولا يدخلونه، ولكن بعد أن أطل أحد مرافقين الضابط البلجيكي، وجد اليهود قد استوطنوه. ...ولم يسمح لفريق الأمم المتحدة بزيارة جنوب القرية بحجة وجود الألغام... مدعين أن سكان القرية قد هربوا قبل أن يصل الجيش الإسرائيلي إليها...
كان تعليقاً رائعاً من قبل وزير الزراعة الإسرائيلي في ذلك الوقت أهارون سيزلينغ الذي قال في مجلس الوزراء الإسرائيلي " أشعر أن هناك أشياء تحدث وتؤذي روحي وروح عائلتي وأرواحنا جميعاً... اليهود أيضاً تصرفوا مثل النازيين وأحس بأن كياني كله قد اهتز
مجزرة "الدوايمة": صياغة قانونية
في اليوم التاسع والعشرين من أكتوبر من العام 1948م كان أهالي قرية "الدوايمة" في أسواقهم أو في منازلهم على عادتهم في مثل هذا اليوم من كل أسبوع و"سوق الجمعة" في القرية كان واحد من أكبر أسواق جبل "الخليل" و سمي بـ"سوق البَرّين" لأنه كان يحتوي على منتجات "الساحل" و"الجبل" في فلسطين. وبينما سكان القرية على هذه الحال ولم في القرية أيا من مقاتلي المقاومة العربية أو أية قوة من قوات الجيوش العربية المحاربة في فلسطين قام جنود عصابات "شتيرن" والـ"إرجون" تقوم بحصار القرية وقيام عناصر أخرى منهم باقتحام القرية في ظل معرفة مسبقة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة في "تل أبيب" وقياداتها العسكرية في هذه المناطق. وقد قام الجنود بارتكاب مجموعة من الممارسات التي تصنف قانونا على أنها "جرائم حرب" أو "جرائكم ضد الإنسانية" طبقا للعهد الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات "جنيف" الأربع لعام 1949م وبخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بوضع المدنيين وحمايتهم أثناء الحرب ومن بينها:
اغتصاب النساء والفتيات أمام ذويهم والتعدي على الحوامل وقتل الأطفال الرضع.
قتل الشيوخ والأطفال والإناث.
قتل الكثير من ذكور القرية في سن القتال دونما ضرورة عسكرية ما فيما لم يكن هناك في القرية قوة تدافع عنها أو مكامن نشاط مفارز مقاومة أو مخازن سلاح يخشى منها.
اقتحام أراضي مدينة أو قرية أو غير ذلك من مناطق التجمع البشري المدنية لا تقع في نطاق عمليات عسكرية حيوية وطبقا لاتفاقيات "لاهاي" للحرب البرية والجوية واتفاقيات "جنيف" فإنه حتى لو وقعت مناطق مدنية على طريق المعارك العسكرية بين قوتين عسكريتين مسلحتين فإن هناك إجراءات محددة للتعامل مع هذه الأراضي بحيث يتم ضمان أقصى قدر ممكن من الحماية للمدنيين ومعاملة المصابين منهم طبقا لما تتطلبه حالتهم.
مارسة أسوأ أعمال الانتقام بحق السكان العرب من أهالي القرية وهم من الفلاحين المسالمين العزل مما يتناقض مع بنود اتفاقية "جنيف" الرابعة التي تحرم ارتكاب الأعمال الانتقامية تجاه المدنيين والعسكريين من غير حاملي السلاح أو عندما تكون هناك فرصة لأخذ أسرى بدلا من ممارسة أعمال القتل على نطاق واسع.
ومن خلال ما ورد من تفاصيل موثقة عن مجزرة "الدوايمة" سنرى أن هناك أعمال ملاحقة وانتقام متعمدة جرت تجاه أهالي القرية العرب حتى داخل مسجد القرية والكهوف المحيطة بها مما يبرز أقصى درجات الإجرام والعنصرية.
تفاصيل جريمة "الدوايمة"
بعد اقتحام العصابات الصهيونية للقرية وارتكاب ما سبق ذكره من أعمال نورد هنا مجموعة من الشهادات الموثقة على لسان عدد من العسكريين والساسة اليهود في إسرائيل ظهرت في السنوات التالية للمجزرة في قرية "الدوايمة" توضح بعض تفاصيل ما جرى في القرية.
ومن ذلك تبجح أحد الجنود أمام زملائه قائلا: "لقد اغتصبت امرأة عربية قبل أن أطلق عليها النار" طبقا لما أورده الباحث "احمد العداربة" في كتابه "قرية الدوايمة" من منشورات جامعة "بير زيت".. وآخر قال أنه أجبر إحدى النساء من حاضنات الأطفال الصغار على نقل الجثث ثم قتلها هي و طفلها و آخرون أخذوا ثلاث فتيات في سيارتهم العسكرية ووجدن "مغتصبات ومقتولات" في إحدى أطراف القرية.. وطبقا لشهود عيان من أهالي القرية ظلوا أحياء بعد الجريمة فإن بعض جنود عصابة الـ"إرجون" اليهودية المجرمة أطلقوا النار على طفل يرضع من صدر أمه فـ"اخترقت الرصاصة رأسه و صدر أمه فقتلتهما والطفل يلثم الثدي وبقايا الحليب تسيل على جانبي فمه.
وبعد هذه الجرائم فزع المتبقين من أهالي القرية العزل و لجئوا إلى المسج والذي كان يسمى الزاويه وطور الزاغ وهو كهف شهير لتلافي خطر العصابات الصهيونيه ولكنهم لاحقوهم وقتلوهم داخل أحد المسجد الكهف فالزاغ" و قدر عدد الذين استشهدوا فيه أبناء أكثر من ثلاثين عائلة ولم ينج منهم إلا امرأة واحدة بين القتلى.. وبعد ذلك قامت العصابات الصهيونية بتقييد الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال والسلاسل وقادهم الجنود كما وقد تم كشف تفاصسل المجزره في العام 1985 من المرحوم الشيخ حسن محمود هديب مختار القريه السابق للصحف الاسرائيليه .
التقسيم للغزاه
ووضعوهم في أحد المنازل ومنعوا عنهم الماء ثم قاموا بتفجير المنزل بالديناميت على رؤوس من فيه.
وكان الملجأ الأخير لأهالي "الدوايمة" جامع القرية والذي كان يعرف باسم "جامع الزاوية" وكان المكان الرئيسي لتجمع أهل القرية كما قال "إسماعيل أبو ريان" أحد رجالات "الدوايمة" في كتابه الموسوم أيضا "قرية الدوايمة" وكان يستخدم كمركز تجمع لأفراد الحمولة واستقبال الضيوف وأبناء السبيل وللمناسبات مثل العزاء و الزواج و مركز استعلامات وكذلك كان يقصده الشعراء و الرواة.
وقد لجأوا إليه اعتقادا منهم أن الجنود اليهود سيحترمون المسجد فدخلوا المسجد وهم يكبرون ويقرؤون القرآن الكريم وهم جاهلون لمصيرهم حيث تم قتلهم جميعا و كان عددهم "75" شخصا معظمهم من كبار السن والعجزة ممن لم يستطيعوا الفرار على الأقدام و أحرق المسجد بمن فيه بعد إغلاقه بإحكام خوفا من خروج جرحى محتملين منه ليشهدوا على الجريمة وقد تم دفن جزء من الشهداء في حفرة قرب الجامع حيث كانوا الأهالي يحفرون لتوسعة المسجد و الجزء الباقي منهم دفن في قبر جماعي.
شهادات دولية وإسرائيلية عن المجزرة
بعد عدة أيام من وقوع المجزرة وصل فريق من مراقبي "الأمم المتحدة" إلى القرية برئاسة ضابط الصف البلجيكي "فان فاسن هوفي" بصحبة مجموعة من العسكريين الإسرائيليين وعندما طلب أحد المراقبين الدخول إلى المسجد المغلق تم منعه بحجة أن للمسجد قدسية عند المسلمين و لا يجوز دخوله لغير المسلم.. و لكن المراقب شاهد دخانا يتصاعد من المسجد فاقترب من النافذة و شم رائحة جثث بشرية تحترق و عندما سئل الضابط اليهودي المرافق عن الدخان والرائحة الكريهة تم منعه من إكمال التحقيق و عندما سأله عن منزل كان يعد للنسف عن سبب ذلك.. قال له: "المنزل يضمّ حشرات طفيلية سامة و لذا سنقوم بنسفه" (!!).. وقد قام المراقبون الدوليون بإرسال تقريرا سريا إلى رؤسائهم ذكروا فيه: "ليس لدينا شك بأن هناك مجزرة و أن الرائحة المنبثقة من المسجد كانت رائحة جثث بشرية" طبقا لما ورد في كتاب "احمد العداربة" سالف الذكر عن مذبحة القرية.
هذا عن شهادة المنظمة الدولية أما عن المجزرة في شهادات الساسة والمؤرخين الصهاينة فأولا يقول المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس" في كتابه "تصحيح غلطة" والذي نشر على حلقات في جريدة "الدستور" الأردنية بدءا من 15 مارس 2001م: "لقد تمت المجزرة بأوامر من الحكومة الإسرائيلية و أن فقرات كاملة حذفت من محضر اجتماع لجنة حزب الـ"مابام" عن فظائع ارتكبت في قرية "الدوايمة" و أن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية لإجبار البقية على المغادرة".
وفي شهادته حول المجزرة قال "إسرائيل جاليلي" قائد فرع العمليات في الجيش الإسرائيلي في حرب عام 1948م وأحد قادة حزب الـ"مابام" الإسرائيلي إنه شاهد: "مناظر مروعة من قتل الأسرى و اغتصاب النساء وغير ذلك من أفعال مشينة" وعن الجرائم الصهيونية في فلسطين بوجه عام نقتبس شهادات بعض المؤرخين والحاخامات ومن بينها ما قاله "أهارون كوهين" وهو أحد تيار المؤرخين الجدد في إسرائيل: "تم ذبح سكان قرى بأكملها وقطعت أصابع وآذان النساء لانتزاع القطع الذهبية منها".. أما الحاخام الصهيوني "يوئيل بن نون" فيقول عن هذا الصدد: "إن الظلم التاريخي الذي ألحقناه بالفلسطينيين أكثر مما ألحقه العالم بنا".
ضحايا مجزرة "الدوايمة": تقديرات عامة
إن عدد شهداء مذبحة الدوايمة يتباين وفق تقديرات العرب و"الأمم المتحدة" وجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه ما بين 700 إلى 1000 مواطن عربي عدا الذين كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ أمتعتهم و طعامهم بعد أيام من حصول المجزرة وعلى أي حال فإن الحصيلة النهائية- وهي حصيلة تقريبية- يمكن توضيحها كالتالي:
أول يومين من المجزرة 29، 30 أكتوبر 1948م "580" شهيدا منهم 75 شخصا معظمهم من كبار السن في مسجد الزاوية"
29/10/ 1948م 110 شهداء كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ متاعهم وطعامهم.
الجرحى :8 جرحى كان عدد الجرحى قليل لأن الجنود اليهود حاولوا ألا يتركوا أحياء
الأسرى : 9 أسرى قتل (3) منهم في السجون الصهيونية
الفن الشعبي ( فلكلور القرية )
الأمثال
اعتاد أهالي الدوايمة ، في حديثهم ، استعمال امثال كثيرة ، للتعبير عن شئ ما او تدعيم موقف معين . و من بين تلك الأمثال :
لولاي ركبتك ع حصاني ما دسيت ايدك في خرجي .
ان خف الحليب قلت قيمة الراعي .
لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم .
رخاوة الحزام تورث الدبر .
الي بقلها جوزها يا عورة ، الناس تلعب فيها الكورة .
كون مدير ولا تكون محيّر.
ارفع دقنك سالم الدم.
انت كبير و انا كبير ، مين يسوق الحمير.
ناقص العورة مكحلة.
الردي ردي و لو ذبح كل يوم جدي.
نط من قاع القفة ع ذنيها.
ما بيجي الترياق من العراق الا المقروص ميت.
الشبعان بفت للجعان فت و ني.
الغناء الفلكلوري للقرية
بعض اغاني الرعاة الفلاحين
وللي شرب دّراها لا عاش ما رّواها عده طنيب احذاها تفرعوا و اعطوها حمر الطولقي اجوها عن مالهم عدوها يخسوا ولا يحووها
بعض أغاني الأعراس
آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الواردةع العيني آجين الدوايميات بثياب الحبر وارجالهن ادامهن زي الوزر يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الاول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلاني
رثاء قرية الدوايمة
في الدوايمة يا ولد نوح ونادي وين الكرم و الطيب وين لجوادي
الدوايمة كانوا أسود اعوادي مضافاتهم كانت إلى الضيف جزار
يا حيف دار العز صارت خرابة هذا الحرب الدول ما هي حرابا
بالله انظر دورها و المساجد يا ما دخلها كل راكع و ساجد
يا ما سكنها من خيار أماجد عادات اهلها دوم يحموا الجار
انظر لدور مهدمة و المضافات ياما لفى فيها ضيوف العشيات
ياما بها فك القضى و المجالات و الزلم فيها الكل شيال قنطار
و جدي على الشباب ثم الشياب الكل منهم مثل فرخ العقاب
_____________________
في يوم المقحز وردنا توريد قبل الحكومة مثل جن النماريد
وسط الطواب يقطع الرأس بالايد بسلاحنا الأبيض خناجر مع النار
اللوم كل اللوم يغشى المباسيط باع الشرف ما فرط بقرش تفريط
ان فلت له اسلح بيادر بتظريط بياعة الوزقن إلى الناس تجار
اين أصحاب المال أين غناهم خلو الحبوب مخزونات وراهم
يا ديرتي بعدك شربت المرار مثل حكم تركيا غدينا فرار
حريمنا مثل العبيد الجواري بعد الحجاب الجار ما ينظر الجار
_____________________
يا دار والله ما طلع في يدينا بالله اعذرينا اليوم يا دار يا دار
يا دار لو معانا مدافع برني و مدافع الهاون معانا تغني
يوم العدو بمصفحاته لفني كنا فدينا الوطن برواح و عمار
الحق ع زعما العرب ما اتونا ولا بمدفع للحرب ساعدونا
لو نخينا الاموات لستنجونا لموات ما تسمع إلى دقة الطار
يا دار بعد هلك غديتي حزينة ياما اهلك ساعدوا لاجئين
اهل الكرم و الجود للقاصدين غنا الكرم فيهم قصايد و اشعار
نادي الكرم و الجود أين المضافات أين الذي كانوا على الناس سادات
العائلات=
الأطرش
الزغير أبو صقير
المقوسي
الحجوج-حجي
أبو شرار
لافي
الزعاترة
عشا
هديب
العيسه
عبد الدين
نشوان
عفانه
النجار
الغوانمه
العداربة
أبو غليون
أبو حلتم
المناصرة
القيسية
حرب
أبومعيلش
أبو صفية
الخضور
أبو ريان
شاهين
غانم
العبسي
أبوحليمة
الجمرة
عيد
الترك
زبن
الجواودة
أبو خضرة
أبوغالية
حنيف
سعادة
الخطيب
أبوصبيح
السباتين