الزواج .. حلم يداعب خيال كل فتاة لتتوج ملكة علي عرشها ، وتمارس غريزة إنسانية أودعها الله قلب المرأة غريزة الأمومة .
ولكــن في زحمة الحياة وتعدد مسئوليتها بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الشباب في العالم العربي اليوم يكاد هذا الحلم أن يتوارى في أغلب المجتمعات العربية ويوشك أن يتحول إلى سراب تلهث وراءه الفتاة العربية بعد فوات الأوان .. وبخاصة بعد أن ارتفعت نسبة العنوسة بصورة مخيفة تهدد أمن واستقرار تلك المجتمعات سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي أو حتى على المستوى الأمني حيث أصبح الزواج مشكلة تعجز أمام حلها المعادلات الحسابية لتشكل في النهاية ظاهرة – أو كابوس – بات شبحا يهدد ملايين الفتيات في العالم العربي .
تسعة ملايين شاب وفتاة عانس في مصر
و264 ألف حالة طلاق سنويا *
مليون ونصف عانس في السعودية *
و48% نسبة الطلاق في الإمارات
و46% في الكويت
35% في البحرين
و38% في قطر
وأفادت دراسة عربية أن ثلث الفتيات العربيات يعانين من العنوسة بعد أن تجاوزن الثلاثين عاماً ولم يتزوّجن بعد
وبلغ معدل العنوسة في سوريا ولبنان والأردن 50 % ...
وفي المقابل ارتفعت النسبة في العراق إلى 58 % بسبب الحروب،
أما في الجزائر فبلغت نسبة العوانس 51 %
وتتراوح الأرقام بين 5 فتيات لكل رجل في بعد البلدان و7 فتيات في بلدان أخرى
وربما كان من الضروري هنا أن نشير إلى أن الانحلال الخلقي والزواج العرفي ليس الطريق الحتمي لهروب الفتاة العانس من دوامات القلق والخوف و الاكتئاب ، فمن البديهي أن ذلك يرتبط في نهاية المطاف بمدى تدينها وبثقافتها وتعليمها ، بالإضافة إلى طبيعة شخصيتها بالقطع ،
فإذا كانت الفتاة ذات شخصية ضعيفة فإن الانحلال والزواج العرفي يكونان أقصر وأسهل الطرق التي ترتمي الفتاة في أحضانها وتسلم لها قيادها ..
أما إذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية فإنها تنأى بنفسها عن ذلك ، ولكنها في الوقت نفسه قد تضطر ـ رغبة في التخلص من شبح العنوسة ـ إلى القبول بأي زوج يتقدم إليها ، حتى لو كان اختيارها اختيارا غير متكافئ
فالعنوسة، في الأساس، ظاهرة اجتماعية؛ وهي انعكاس مباشر للوضع الاقتصادي السائد.
وارتفاع معدلات العنوسة عند الذكور والإناث مرتبط بالوضع الاقتصادي - الوضع الاقتصادي من غلاء البيوت وأثاث المنزل إلى تكاليف المهر وحفل الزفاف وجهاز العروس
والتطور التعليمي والثقافي والدراسي، وتحديد السن الملائمة للزواج.
والظروف الخاصة التي تسهل الزواج أو تعرقله مرتبطة بالمجتمع، وتتغير مع التغيرات المرتبطة بالتعليم والعمل والمهور وغير ذلك
وبعد ارتفاع معدل العنوسة بات يفضّل بعض الفتيات الزواج من رجل متزوّج على البقاء دون زواج والعيش بكآبة
بل إن بعضهنّ فضّلت أن تكون زوجاً ثالثة أو رابعة على البقاء في سجن العنوسة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
هل المرأة العربية توافق على أن يتزوج عليها زوجها
إنها ترضى أن تكون زوجة ثانية أو حتى ثالثة ولا ترضى أن يتزوج عليها زوجها لو كانت هي الزوجة الأولى
إن المرأة العربية تتمنى وفاة زوجها على أن يتزوج عليها
إن المرأة العربية تتمنى أن يكون زوجها جثة هامدة مريض على أن يتزوج عليها
حقيقة لابد من تغيير ثقافة تعدد الزوجات لدى مجتمعاتنا العربية ولابد أن تتفهم المرأة المتزوجة الوضع الذي يعانيه المجتمع
فلقد انتشر الزواج العرفي بصورة مخيفة ومفجعة
وانتشرت العلاقات المحرمة
فالحل في رأيي بأيدينا نحن
ومنتظر آراء الأخوة الأعضاء