السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتاة في المجتمع الشرقي ، وأنتقل بها إلى المنطقة الغربية ، وأتخصص في بعض المدن الصغيرة (ولا داعي لذكر أسماء ) ، وأضيق النطاق لتصبح في أحد البيوت ، ذات الطابع الوطني أو العربي ، أنظر إلى هذه الفتاة .. فأراها عبقرية ، طموحها بلا سقف تتدفق الأفكار والإبداعات من بين شفتيها أو من بين أصابع يديها ، فإما تكتب أو ترسم أو تتكلم بفيض مشاعر خلاياها العصبية التي تنقلها التيارات من عقلها الواعي أو من عقلها الباطن ، لتنسج عالماً يتخطى الخيال ، فإذا ذهبت إلى المدرسة قيل لها : التزمي بمقعدك في الصف ، ولا تلعبي هنا وهناك ، ولا تصدري أصواتاً ، ولا تركضي في الساحة أو في الصف ،
فإذا انتقلت إلى السنة التالية ، قيل لها : لا تحدثي فلانة ، ولا تخرجي مع علانة ، ولن تزوري عائشة إن أرادت زيارتك فهلا بها وإلا فلا ،
وتكبر الفتاة سنة أخرى ، تحاول أن تتواصل مع المجتمع ، تحاول توسعة دائرة المعارف ، تحاول أن تحاور أن تنظر إلى ما وراء الأسوار ، فيقال لها : لا تحدثي الغرباء ، ولا تعددي الأصدقاء ، ولا تحاولي إن تمدي عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً غيرك ، فتنطلق الفتاة تبحث عن عالمها في الكتب والقصص والروايات ، فإذا بها تعيش ماض لن يعود أو مستقبل لن تتاح لها الفرصة أن تمارسه ،
وتكبر الفتاة وتجد الخناق يضيق عليها أكثر فأكثر ، لا تلبسي هذا .. ولا شئ سوى العباءة والشيلة السوداء أو مريول المدرسة ( حتى لو كانت الخياطة لونها أبيض في المريول الأزرق فهذا ممنوع ) ، والمشي من أجل الرياضة ممنوع ، وزيارة الصديقات ممنوع ، والخروج من البيت دون أبوك أو أخوك ممنوع ، الذهاب إلى السوق بمفردك ممنوع ، أو حتى بإخوتك الصغار ممنوع ،
حتى إذا ما وصلت إلى الثانوية العامة ، الذهاب إلى الجامعة خارج المدينة التي نسكن فيها ممنوع ، وكانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير ..
ومن بعيد لاح طيف طوق النجاة ،
تقدم إلى هذه الفتاة رجل صديق لأبيها فوافق الأب فوراً (على أنها الزوجة الثالثة لهذا الصديق ) ، وأقيمت الأفراح .. بموافقة الفتاة بل طارت فرحاً لأنها ستستطيع يوماً أن تكون صاحبة القرار في حياتها ، ويمكنها بذكائها وما تبقى لها من حنكة أن تقنع زوجها بفعل ما تريد ..
وخرجت من المنطقة الغربية لتحيا في مدينة العين ، وهناك ولد الأمل ..