جلست رغدة تفكر ماذا يحدث لها ...قلبها يدق بشدة وهي لا تشعر ناحيته بأي خوف بل على العكس وتشعر أنها سعيدة برفقته وعندما ذهب شعرت ببعض القلق وهي بدونه وكأن وجوده الى جانبها يحميها وظلت تتساءل عن السبب الذي جعلها تأمن جانبه هكذا حتى أنها لم تخف أن ينظر الى ساقها فهو لم يفكر لحظة حتى في ذلك وهو انسان محترم ونبيل وحصلت له عدة مشاكل بسببها ومع ذلك لم يتوانى عن مساعدتها بشهامة أنه حقا يستحق الإعجاب ولكن أي نوع من الإعجاب؟!.. لكنها على وشك أن تخطب لرجل آخر ..ماذا عن فادي ؟ ولماذا لا تشعر معه بنفس المشاعر وهي مع وليد ؟ لماذا يدق قلبها كلما تشابكت عيونهما جزء من الثانية ولا يحدث هذا مع فادي الذي لا يحرك عينيه من عليها وهما معا ؟ ولماذا اعجبت به في بضع ساعات على الرغم أن فادي قابلها أكثر من سبع مرات ولم يصل بها الى هذة الدرجة من الإعجاب وظلت أفكارها حتى أتى وليد مع رجل آخر وظل يصلح السيارة مدة نصف ساعة وطبعا دفع وليد المبلغ مضاعفا لأنه لم يترك السيارة عنده يومين بل أصلحها في الحال وسار من جديد بالسيارة باحثا عن محل يمكن أن يجدوا عنده أي شئ ترتديه بلا فائدة وتوقف عند محل فوجده ملابس أطفال وعندما عاد الى السيارة قال :
- لا فائدة ....حتى أكبر مقاس لا يمكن أن يكون شورت لك .....لقد يأست ..أما من محل واحد يعمل في هذا اليوم ......
- وليد ....أنا ......
- أعرف أرجوكي ....لا تظني أني سأتخلى عنك سأفعل المستحيل ولكن فقط كيف وأين؟!
- وليد ...أنا ....أنا أردت أن .....
- ربما إذا ذهبنا الى الشوارع الغير مشهورة بوجود محلات ملابس فيها ..قد نجد أي محل يعمل اليوم....
- وليد ....لم أعد استطيع التحمل....
- ما الأمر ؟.....هل أصابك شئ ؟...
- أنا ....أنا .....
- هل تشعرين بألم في معدتك ؟....
- .......أريد الذهاب الى الحمام.....
فاتسعت عيناه عندما اطلقت هذة الجملة وازداد احمرار وجهها وهو يحدق بها دون كلمة فصرخت قائلة :
- لماذا تنظر الى هكذا ؟ نحن على هذا الحال أكثر من ثلاث ساعات .....
- لا ....لا ...أنا آسف ....فقط ....يالغبائي ولكن .... لا يوجد مكان ....ربما محل ....لا أنه مغلق ...ماذا عن ....هذا أيضا مغلق...
- أرجو أن تسرع ....فأنا ....غير قادرة على التحمل.....
- لما لم تقولي لي منذ مدة ؟ّ..
- كنت محرجة ....
- هذا ليس شيئا محرجا ....اني لا أعرف أين آخذك ....
وسار بالسيارة متجها لمكان يعرفه و يتمنى ألا يكون مغلقا فقالت فجأة :
- وليد توقف!!!! ....
- ماذا ؟...لم نصل بعد..
- لا لن استطيع....أنظر الى تلك القهوة ....
- لا لا يمكن ...إنها مليئة بالرجال ...لا يمكنني أن أتركك تذهبين ...
- إذن تعالى معي ولكني سأنزل بأي طريقة حالا ...
فساعدها على النزول وخلع سترته وغطى ساقها وتحدث مع من يعمل هناك وهي تصدم رسخها بصدره لتحثه على الإسراع حتى تركها تدخل ووقف خارجا يحرس المكان وشعرت رغدة بإحراج لم تشعر به في حياتها ...كيف يمكن أن تشعر في مثل هذة اللحظة وهي مع شاب في هذا الموقف الحساس وعندما خرجت عاد ليغطي ساقها بسترته وأعادها الى السيارة وأخيرا قال :
- آآآآه حمدا لله .....لقد مر الأمر بسلام...
- لم أشعر بمثل هذا الإحراج في حياتي كلها ...
- هاي نحن في المأزق معا وأنا آخر شخص يجب أن تشعري نحوه بالخجل هذا يحدث لكل الناس
- ماذا سنفعل الآن؟.....
- أسمعي ألا يوجد سبيل لدخولك شقتك اليوم ؟..
- لا يوجد حل إلا إذا كسرت الباب وهذا سيغضب صاحبها بشدة
- نعم هذا مستحيل...إذن ....
- إذن أليس لديك أحد في أسرتك عنده تنورة استطيع استعارتها لأسافر؟!...
فسكت قليلا وسأل نفسه لما لم يفكر في هذا ثم قال :
- والدتي ميتة منذ خمس سنوات وليس لدي سوى أخي الأكبر أليس لديك أقارب هنا؟
- لا ....لكن انتظر ...إن ابنة عم والدي تعيش في هذة المدينة وأعرف عنوانها
- إذا هيا بنا...
وبعد أنا وصلا صعد بدلا عنها نظرا لحالتها المزرية ولكنه عاد وحده :
- ماذا حصل ؟.... أرجوك لا تقل لي أن العنوان خطأ ....
- لا....العنوان صحيح ....ولكن ابنة عم والدك عند ابنتها في القاهرة لأنها تلد حاليا
- إذن لا يوجد أحد في الأعلى؟! ...
- نعم لقد علمت من الجيران ...
- رباه....آه أنظر...الساعة الخامسة الآن حتى قطار الخامسة فاتني...لم يتبقى سوىقطار السابعة وحينهاسأعود الى البيت وسط الليل ....ياربي ماذا سأفعل ؟
- حتى أن كل أصدقائي ليسوا هنا اليوم ولا أعرف من أين أحضر لك تنورة ....عاصم لديه أمه ولكنها تصيف هي أيضا ومعه مفتاح البيت ولكن هذا سيتطلب سفر لمدة ثلاث ساعات ذهابا و أخرى إيابا كما أني لا أعرف العنوان جيدا
- لا داعي لذلك فلا فائدة.....
- مهلا لا تصعبي الأمور.....يا إلهي لقد تذكرت شيئا ...كم أنا غبي كيف نسيت ذلك؟!
- ماذا ...هل وجدت طريقة تحضر لي بها تنورة؟!......
- لا....لكن إننا لم نأكل شيئا منذ خمس ساعات كيف حصل هذا ؟
وحينها أصدرت معدتها صوتا ردا على كلامه فنظرا لبعضهما وضحكا بشدة فقال :
- ها هي معدتك تعبر عن إمتعاضها ...كم أنا قليل التهذيب...أنا آسف للغاية
- أرجوك....ليس عليك أن تطعمني أيضا ...
- ماهذا الكلام ؟ ألم تحصل مواقف كفيلة بأن تجعلك صريحة معي ؟....هيا بنا
وسار الى أحد المحلات الأطعمة الجاهزة وأحضر وجبة كبيرة لكليهما وبعض المشروبات الغازية وظلا يتناولاها بسعادة :
- كل هذا !!...يالك من سخي
- هذا لكي ننسى همومنا قليلا .....
- لم أكن أعلم أنك يمكن أن تأكل كل هذة الكمية...
- أنا عادة لا آكل كثيرا فلقد أعتدت بعد موت والدتي أن آكل لوحدي فأخي يعود من العمل متأخرا و والدي يعود في وقت باكر عني فنحن الثلاثة قل ما نجتمع على مائدة واحدة ولهذا لم تكن لي شهية في الأكل يوما
- ولكنك أكلت كثيرا الآن...
- هذا لأنك معي....
وابتسم برقة وابتسمت له هي الأخري ....ياه كم هو وسيم وهو يبتسم بهذا الشكل يكون جذابا.....هكذا حدثت رغدة نفسها وبعد أن انتهيا اشترى لها أيس كريم فقال :
- كم أحب هذا الأيس كريم ...أنه رائع أليس كذلك ؟
- هاها!!.....يوجد أيس كريم على أنفك ؟
- ماذا ....ماذا قلت ؟!
فأمسكت منديلا ومسحت له أنفه فسحرته بهذة الحركة و بضحكتها على منظره ولكن من يبالي وهو مع هذة الفاتنة أنه أسعد يوم في حياته وبعدها شعر بالإندهاش كيف يكون أسعد يوم في حياته وهو تائه في الشوارع هكذا ولا يعرف كيف يحل هذة المشكلة .....
To Be Continue
:nAshOomA (33):
توقيع :.-*.._m_m_kilani_..*-.
مين أمل
تنورة واحدة فقط .. رواية من الأدب الأردني/الجزء الثاني