رسالة إلى قلبي.
لم أكن أتصور يوما أن اكره هذا القلب واتمنى أن لم أكون تلك الصداقة معه، منذ أول يوم ولدت فيه بل قبل ذلك اليوم وهذا القلب يشاطرني كل شيء في حياة مثكلة بهم من حولها قبل هم صاحبها، كان أول من يعرف همي ويبكيه، واول من يرقص لبسمتي، كنت أراه ذلك الصديق والسند ، الرفيق والمدد، علني أرهقته بأهاتي و جراحاتي، كان اطيب مما يجب حتى حسبته من كوكب أخر ، كان يعرف الأخر دون ان يعاشره، كان يقرأ الأخر دون ان يتعبه، كان يحرص على الأخر ويشاركه فرحه وحزنه، لكن ماذا فعل الأخر؟!
أسألك الأن يا قلب: ماذا جنيت من كل ذلك؟ لم تكفيك همومي بل شاطرت غيري همومهم! لم تكن أنانيا معهم بل كنت أنانيا معي، تناسيت همومك وما أكثرها وبدأت تبحث عن بسمة الأخر، وصارحني ماذا جنيت؟؟!
أنظر الي الأخر هل يهتم بك؟ هل يهتز لألمك؟ هل دمعت عينه لسيوفه في وسطك؟!
لن ترد على تلك التساؤلات!،فأنت اطيب من أن تعترف بشيء طالما حسبته صحيحا بمشاطرتك هممهم ونسيان همومك، كنت كريما بحبك لهم وتأبى أن تتنازل عن صفاتك، سأجيبك يا صاح: أين هو الأخر الأن؟ ها اجيبني، أنت تنكوي بنار همه وهو حملك إياها وعاد يمارس كمالياته طالما اجهدك إقناعه أنها كماليات ويستغنى عنها لا كما يعتقد أنها ضروريات أو عادات لا غنى عنها، هل يفرحك هذا؟ قد يفرحك نعم ولكنه أبكاني ، نسيت أن تبكي معي وارتسمت بسمتك بل وتعالت ضحكتك لأنك شلت هم ذلك الأخر.
إيها القلب إسمحلي أنعتك بالغباء فما تحمله من صفات أصبحت مدعاة سخرية منك وضحك عليك.
لن اسمح بذلك أن يستمر، نعم يا قلب لن أودعك فقد أجرمت بحقي وانا لم أعد استطيع السكوت عن حقي أكثر، مللت الصمت بل هو ملني، فاسمع قراري طلقتك ثلاثا بكل أهاتك وفرحك وذكرياتك، حلوها ومرها، طفولتها وشبابها، سأسحبك من قفصك والعنك حتى تبكيك اللعنة، ثم اجمع كل صفاتك حسنها قبل سيئها واسخر منها جميعا، وبعد ذلك سأكرمك بأن أدفنك في مقبرة الماضي وأحرقك مع الماضي ولتسمع لحن الوداع وانت تحترق ولتعانقك ضحكاتي الساخرة من غبائك وصفاتك القديمة.
أهلا بالمستقبل الجديد وأهلا بالأنا والأنا فقط، أهلا بصفات هذا العصر أهلا، سأعيش بدونك ولن أبكي ذكراك، وسأمضي إنسان بلا قلب.
kARAKi