لا أعلم من أين أبدأ , هل أبدأ بالغباء أم الذكاء ؟!
وربما تجد أحدا يتحدث عن الغباء وهو يتحدث عن الذكاء , وأحيانا يتحدث عن الذكاء وهو يتحدث عن الغباء !!
وبالطبع هو لا يعلم , وإنما يعلم من كان يستمع , فإن كان المستمع أذكى من الشخص المتحدث فإنه سيكشف هذه المفارقة .
وأحيانا يكون الذكي أغبى الناس بين الأغبياء !!
وأحيانا يكون الغبي أذكى الناس بين الأذكياء !!
هناك معايير للذكاء , أو بالأصح مراتب فهناك شخص ذكي وشخص أذكى منه وشخص أذكى منهما , فالمفاضلة بينهم مقبولة , ودائما ما نقيم هذا وذاك , ولكن من غير المقبول أن نفاضل بين الأغبياء فنقول هذا غبي وذاك أغبى وإن صح قولنا ففي النهاية كلاهما غبي فأي فائدة نكسبها بمفاضلتنا بينهما ؟؟!!
هناك مواقف تكشف لك مستوى الذكاء – بالطبع إن كنت ذكيا – وإلا سيمر عليك هذا وذاك وأنت لا تفرق بينهما !!
فتصف الذكي غبيا , والغبي ذكيا !!
نأتي الآن ونطرح سؤالا مهما وهو أي منهما ( الذكي والغبي ) يكون غالبا راضيا على نفسه , ويشعر بالراحة حيال نفسه ؟؟!!
غالبا ما يكون الغبي , لأنه عندما يفعل شيئا لا يندم عليه !!
بعكس الذكي الذي دائما ما يعض أصابع الندم , ويقول ياليتني فعلت كذا وكذا !!
نأتي الآن لما فوق الذكي وهو المثير للجدل , وأقصد العبقري , وليس المجنون بالطبع , وإن خلطت أحيانا بينهما !!
فأنعت العبقري مجنونا , والمجنون عبقريا !!
فهناك شعرة رفيعة تفصل بينهما , فعلاقتهما قريبة وإن بدت بعيدة !!
فكلاهما لا يستطيع أن يتعامل مع الناس بشكل طبيعي , فالعبقري ينظر إلى كل من حوله على أنه غبي مقارنة بعقله !!
والمجنون أيضا ينظر إلى كل من حوله على أنه مجنون !!
فإن سمعت رجلا معروفا بين الناس بأنه مجنون يقول : أنا مجنون , فاعلم بأنه ليس مجنونا , فالمجنون لا يقول أنا مجنون !!
هنا نطرح السؤال ذاته أي منهما يكون غالبا راضيا على نفسه ويشعر بالراحة حيال نفسه ؟؟!!
والجواب لا أحد منهما !!
ودائما ما نقول ( أصحاب العقول في راحة ) وأرى أن هذه المقولة خاطئة , لأنه بكل بساطة أصحاب العقول ليسوا في راحة !!
لا أزيد عن قول هذا , فأي راحة يشعر بها ؟؟!!
عموما هذه فلسفة ليس بالضرورة أن تكون صحيحة , وقد يقول القارئ أنت مجنون !!
وخلاصة كلامي أسعد شخص أراه هو الغبي !!