:nAshOomA (2)::nAshOomA (2)::nAshOomA (2):
بإمكانيات شحيحة و30 شخصا فقط في ظروف قاسية
"رامتان".. كلمة سر البث المباشر لحرب غزة طوال 22 يوما
"رامتان" إسم برز في البث المباشر للعدوان الإسرائيلي على غزة طوال الثلاثة أسابيع الماضية. منذ اللحظة الأولى للهجوم توحدت معظم شاشات الفضائيات عليه بما فيها فضائية السي إن إن الشهيرة التي اكتسبت شهرتها الطاغية من حرب الخليج الأولى.
بعد ساعات من بدء القصف الاسرائيلي الجوي في 27 ديسمبر/كانون أول الماضي، كان الناس يتساءلون عن "رامتان" التي تحتل يسار شاشات الفضائيات مع صور حية من أجواء وأرض غزة تحت طائلة القنابل المدمرة.
لا يعرف المشاهد العادي أن "رامتان" وكالة فلسطينية مصورة متواضعة الإمكانيات الفنية، صغيرة الموارد البشرية، ومع ذلك كانت الأبرز في نقلها لحرب غزة على مدار الساعة متحدية كل الظروف الصعبة والقصف المتواصل.
شهدي الكاشف مدير تحريرها في غزة يقول لـ"العربية.نت" إنها تأسست عام 1998 بإمكانيات صغيرة، وكل مؤسسيها كانوا يعملون مع وسائل إعلام أجنبية، فانطلقوا بفكرة هذه الوكالة بعد أن لاحظوا أن صورة ما يجري في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى مرتبطة بأجندات وقصص يكتبها غربيون في معظم الأحوال.
ويضيف: إمكانيات "رامتان" تحسنت بعد أن بدأت تعمل بشكل تجاري عن طريق تقديم خدمات إعلامية للقنوات الفضائية مثل التقارير وغيرها. ومع تحسن الوضع المالي فيها قررت تأسيس وكالة أنباء في عام 2004، فاستأجرت قناة فضائية على أحد الأقمار، وأخذنا نبث صورا بمعدل 4 ساعات يوميا تغطي كل الأحداث، وتميزت في نقل أعمال اغتيال قادة الفصائل، ومن بينهم الشيخ أحمد ياسين – الزعيم الروحي لحماس – وعبدالعزيز الرنتيسي، ونقل عنا تلك الصور عدد كبير من الفضائيات.
ويوضح شهدي الكاشف أن البدايات كانت متواضعة بحكم تواضع الإمكانيات، "لكننا اعتمدنا على فلسفة إظهار ما يمكن إظهاره من صور بدون مقابل، لأنها ستعطي هامش اهتمام أعلى بالوضع الفلسطيني، وبالتالي سوف يكون هناك مردود على المؤسسة ولو بعد حين".
ويشير إلى أن حرب غزة كانت تحديا لرامتان ولطواقم عملها داخل الميدان، مع تطور إمكانياتنا إلى ثلاث قنوات تبث صورا من غزة على ثلاثة أقمار على مدار 24 ساعة، وشجعنا بشكل كبير تعاطي الفضائيات العربية والأجنبية مع تلك الصور.
فريقنا أخذ حقه "كاش"
والمفاجأة التي يكشفها شهدي الكاشف مدير تحرير وكالة "رامتان" أن الفريق الذي نقل صور حرب غزة على الهواء لا يزيد عن 30 شخصا من فنيين ومصورين كانوا يصلون الليل بالنهار في عمل مستمر دءوب، لدرجة أنهم طوال 22 يوما من الحرب، وحتى الأحد 18يناير/كانون ثان لم يغادروا مكاتبهم ولم يفارقوا كاميراتهم لنقل أكبر قدر ممكن من الحقيقة إلى العالم.
ويفسر سر هذا الصمود والتفاني بأن "هذا الفريق أخذ حقه (كاش).. عندما يرون في التو واللحظة صورهم تبث على فضائيات إقليمية وعالمية. فبمجرد أن يلتقطوا صورة سقوط صاروخ في غزة وإنفجاره، يشاهده العالم كله".
ويحكي الكاشف الموقف الصعب الذي عاشته "رامتان" بعد التوغل البري الاسرائيلي، إذ أصبحت الدبابات على بعد كيلو متر واحد من مكاتبها، وفي متناول قذائفها.
في أوقات كثيرة من الحرب كانت إمكانيات "رامتان" غير كافية – "لكننا كنا حريصين على أن تبقى الصورة مبثوثة للعالم على حساب أي شيئ. بقينا في مكاتبنا بدون نوافذ بعد أن تطايرت بفعل القصف الشديد والانفجارات، في ظل برودة وصلت إلى درجتين مئويتين تقريبا، ومع ذلك لم يترك أحد كاميراته دقيقة واحدة".
[/SIZE]
[SIZE=4]
تبث على ثلاثة أقمار
تبث "رامتان" على أقمار العرب سات والقمر الأوروبي واليوتل سات. وعن معنى رامتان يقول الكاشف إنها مشتقة من كلمة "راما" وهي المكان العالي أو القمة، والتثنية هنا بمعنى "القمتان".. أي أننا نقدم الصورة للعالم من مكان مرتفع مطلع على كل شيئ.
عن هيكل وكالة رامتان، يضيف أن مكتبها الإقليمي يقع في القاهرة الذي يضم التسويق والأعمال الإدارية، أما المكتب الرئيسي الذي رخصت الوكالة على أساسه فيقع في مدينة غزة، وهو أكبر المكاتب التحريرية بحكم عمل الطواقم الميداني والمبنى والاستديوهات، وهناك مكتبان في القدس ورام الله، بالإضافة لمكاتب فرعية تعمل تجاريا في السودان، وفي اليمن والكويت.
ويشير إلى أن كل العاملين في رامتان تدربوا فيها، بمعنى أن المصورين والفنيين المتخصصين في الصوت والقمر الصناعي والمهندسين، والمنتجين، بدأوا عملهم فيها بعد تخرجهم من كلياتهم مباشرة، وهذا أتاح توفير كادر فلسطيني مائة في المائة.
ويقول: شيئ مشجع لي ولهم أن أرى اسم "رامتان" 12 ساعة يوميا على شاشة السي إن إن بالإضافة إلى العربية والجزيرة والبي بي سي. عندنا "جاليري" يضم 20 شاشة، على كل منها قناة مختلفة، توحدت جميعها على اسم وكالتنا. كنا نتمنى لو أن لدينا 100 شاشة مثلا لنرى قنوات أكثر.
وعن التطوير المستقبلي يشير الكاشف إلى مشروع شبكة ألياف ضوئية، ستقوم "رامتان" باستكماله في العام الحالي ليتسنى لها النقل الفوري لأي حدث في الأراضي الفلسطينية.
من المشاكل الكبيرة التي تواجهها "رامتان" كما يقول شهدي الكاشف إنه "محظور عليهم في غزة إدخال أشرطة تسجيل رغم استهلاكهم الكبير لها، مما أدى إلى توقف الكثير من الكاميرات، وكذلك حظر الكوابل وهي معروفة باستهلاكها العالي في البث الحي. أي أن الإمكانيات شحيحة مما يجعل الاستمرار عملية صعبة للغاية. حتى الوقود لتشغيل مولد الكهرباء نحتاج أن نشتريه من السوق السوداء".