أجمل المشاعر وأكثرها براءة :hug:، تتكون في الحب الأول، لدرجة أن الكثيرين يتوهمون أنه الحب الوحيد في الحياة ، إلا أن الحقيقة أكدها إحسان عبد القدوس في مقدمة روايته الوسادة الخالية، حين قال : "في حياة كل منا وهم يسمى الحب الأول".
هل هذا الحب حقاً وهم ؟ وماذا إذا تقابل الحبيبان ثانية بعد مرور الأيام والسنوات وهل سيكون اللقاء بنفس حرارة اللقاء الأول؟
تعترف عائشة أبو المجد أن الحب الأول غالباً ما يكون وهماً، وتحمد الله أنها لم تتزوجه قائلة : كان حبي الأول من عائلة خطيب أختي وانتهت قصة حبنا بعد خلاف الأسرتين وفشل خطبة أختي ، كنت أعتقد أنه الحب الأخير في حياتي ، ولكني أشكر الله أنني لم أتزوجه ، فهو لم يتزوج ورغم أنني قابلته صدفة من يومين إلا أنه لم تصحو فيّ أي مشاعر لدرجة أنني لم أحاول لفت انتباه كي أصافحه .
وتتابع : أعتقد أن الزوج الماهر هو من يحتوي زوجته وينسيها كل المشاعر السابقة ، وهذا هو ما نجح زوجي فيه .
صدمة اللقاء الثاني
قال لها أحبك، ومنحها وردة حمراء .. فمنحته عمرها كله، وعاشا تجربة حب جميلة، ومع مرور الأيام فشلت التجربة .. فخسر هو وردة، وخسرت هي عمرا.
هذا ملخص حكاية مي عبداللطيف 32 عاماً ، التي فشلت علاقتها مع حبيبها منذ 10 أعوام فافترقا ولكنها لم تنسى ذلك الحب مطلقاً فتبكي يومياً وكأنه يوم فراقهما ، إلى أن شاء القدر وبحث عنها وكان اللقاء الثاني من أجل الزواج .
تقول مي : "0كان اللقاء الثاني بالنسبة لي أجمل من الأول، واشتعلت مشاعري من جديد رغم أنها لم تمت ولم تهدأ ، خاصة وأنه كان يبحث عني من أجل الزواج ، لم تكن الأرض تسع فرحتي، ولكنها لم تتم فعلمت منه تدريجياً أنه يريد زواج مشروط ، يجب أن أتقرب لأولاده أولاً، يجب أن يحبونني كأمهم ، ويجب .. ويجب .. ويجب .."
وتتابع قائلة : وقتها تيقنت أنه يبحث عن زوجة بديلة لا حبيبة ، ووجدته أسوأ من زي قبل ، جاف المشاعر ، لا يريدني زوجة بل مربية بديلة لطليقته ، وقتها ابتعدت عنه بإرادتي وحمدت الله أنني لم أتزوجه "
مرحلة وانتهت
أما هيام محمد ، فلم لم تقابل حبها الأول بعد ، ولا تعتقد أن مشاعرها ستهتز من جديد، لأنها كانت على قناعة بأن هذه الزيجة لن تنجح من الأساس بعد كثرة الخلافات التي دارت بينهما.
نفس المشاعر تحملها آيات مبروك لحبيبها الأول ، وتقول : لم أكن أرى في الدنيا غيره، وابتعدنا عن بعضنا لاختلاف الأسرتين وعدم توافقهما معهاً ، صدمت وقتها كثيراً، وظللت أتذكره لمدة 3 سنوات بعد الفراق ، ولم أسمح لأي رجل آخر دخول حياتي ، إلا أنني قابلته صدفة وعلمت منه أنه على خلافات دائمة بزوجته ومن كلامه تيقنت أنه السبب ، فتحولت مشاعر الحب التي كنت أكنها له إلى سعادة لأنني لم أتزوجه وأعيش معه في تعاسة .
العقل الباطن وذكريات الحب الأول
من جانبه يؤكد الدكتور عاطف العراقي أستاذ الاجتماع، أننا لا نستطيع أن ننسى ذكريات الحب الأول المبكر، وتظل في العقل الباطن قد لا تمثل مشكلة أو حاجزاً في استكمال الحياة مع إنسان آخر، ولكن يظل طعمها الحلو في المذاق واللسان، لأنها أول دغدغة داعبت القلب البكر واستطاعت أن تختبر مشاعر الإنسان ويتعلم معها ويعلم أنه قادر علي أن يحب ولديه من الصفات التي تدفع الآخرين لحبه ولهذا فعندما نري الحبيب الأول نستعيد المشاعر الرومانسية الأولي خاصة أنها ترتبط بذكريات الشباب والمراهقة ولكن سرعان ما نتذكر أنها مجرد وهم وإذا تصادف والتقي المحب بحبيبه الأول وكان يعيش حياة تعيسة مع الطرف الآخر فقد تجذبه وتدمر حياته ويعيش علي أطلال الحب الأول.
ويضيف أستاذ علم الاجتماع لصحيفة "الجمهورية" : ولكن الواقع والتجارب أثبتت أن الحب الذي يتوج بالزواج والاستقرار العائلي هو الذي يكتب له النجاح والاستمرار.
درجات الحب
رغم أن مقولة الكاتب إحسان عبدالقدوس "في حياة كل منا وهم يسمى الحب الأول" وتؤكد أن الحب الأو مجرد وهم ، وقد اتفق معه العديد من علماء الاجتماع ، إلا أن علماء الاجتماع أفادوا أيضاً بأن هناك درجات وأنواع عديدة للحب، فهل تسطيعين توصيف حبك الأول بحسبها ؟
- "الإعجاب أو الصداقة" : أولى درجات الحب وتعتمد على الألفة التي تؤدي إلى الحب ، وهذا التقارب يكون أشبه بالصداقة الحقيقية والتي يشعر فيها المحب بنوع من الرباط والدفء والاقتراب من شخص آخر ، لكن لا توجد عاطفة حادة أو التزام على المدى الطويل.
- "الأفتتان" : هو الحب من النظرة الأولي وتتحكم به العاطفة فقط ، لكن بدون تقارب أو التزام ومن الممكن أن يختفي فجأة.
- "الحب الأجوف": لا يوجد فيه التقارب أو العاطفة لكن الالتزام فقط ، وقد يتحول الحب القوى أحياناً للتدهور ليتحول إلى حب أجوف، ويتمثل هذا النوع في الزيجات المرتبة حيث تبدأ العلاقة بالالتزام ولكن لا يشترط استمراره بهذا الشكل.
- " الحب الرومانسى" : تندمج فيه الألفة والعاطفة بشكل قوى ، كما في مرحلة الإعجاب وارتباط جسدي قوي أثناء الرغبة الجنسية بين الطرفين.
- "الحب الرفاقي" : هو حب يعتمد على ألفة والتزام ، يوجد في الزيجات التي انقضى عليها عمر، حيث لا تكون هناك عاطفة بالمعنى المتعارف عليه ، وإنما تتحول إلى تعلق قوى بالطرف الآخر وكالعلاقة التي توجد بين الأصدقاء وبين أفراد العائلة الواحدة.
- " الحب الأحمق" : يعتمد على عاطفة أو التزام لكن ليس به أي تقارب أو ألفة ويتمثل في الزواج الذي يكون فيه الالتزام مُحفز بقدر كبير من العاطفة بدون وجود تأثير ثابت من الألفة.
- "الحب الاحتوائي (الاستهلاكى)": أكثر أنواع الحب اكتمالاً ويمثل العلاقة المثالية التي يناضل الأشخاص من أجل الوصول إليها ، والقليل منهم الذي يصل ، والمحافظة على هذا النوع من الحب أصعب من تحقيقه ، ولابد من التعبير عنه لأنه من الممكن أن يتعرض للفناء أيضاً.
والآن أي الدرجات كان حبك الأول ؟
وهل هو وهم كما يقول الكاتب إحسان عبد القدوس ؟ :sweat:.. شاركونا الحوار