:face (62):مرحــبــــــــــــــــــــــــــا:face (62):
من يتحدث بإسم الشباب في الأردن؟ قضية يتحدث فيها الدكتور(( باتر محمد)) فل نرى ماذا يقول ..
هناك نسبة كبيرة من الثراء والديناميكية في البرامج والنشاطات المتعلقة بالشباب في الأردن. لكن هذا التنوع بالذات وإن كان إيجابيا بكل المقاييس فإنه يخلق مشكلة "تشتت" في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى قد تكون المشكلة هي التكرار، وفي نهاية الأمر سيكون من الصعب على اية جهة أن تقول بأنها "تتحدث بإسم الشباب الأردني".
بعض الشباب المتميزين من أصحاب المهارات والميزات القيادية موجودون في الكثير من المنظمات والبرامج الشبابية وهم في خضم معظم النشاطات الوطنية وفي المقابل فان الكثير من الشباب يجدون انفسهم مغيبين عن النشاطات الشبابية وهذا ما يثير نوعا من الإحباط والإحساس بالتهميش والذي قد يظهر من خلال البحث عن روابط غير مفيدة تجمع الشباب مثل الروابط الأصولية أو العشائرية أو الإنبهار بنموذج الاستهلاك الغربي.
من الصعب بالطبع وجود مؤسسة تمثل كل الشباب في الأردن لأن هذه المهمة من شبه المستحيل تحقيقها مع التباين الكبير في الأفكار والعادات والطموحات، ولكن من المهم على الأقل وجود حالة تنظيم بين مهام المؤسسات بحيث يمكن لكل مؤسسة أن تركز على عنصر معين من التنمية والقيادة، وأن تكون النشاطات مركزة على هذا العنصر بالذات.
لدينا في الأردن المجلس الأعلى للشباب وهو المؤسسة الرسمية المركزية المعنية بتنمية الشباب ودمجهم في النشاطات الوطنية، ويملك المجلس بنية تحتية كبيرة من مراكز شبابية وبيوت شباب وتضم قاعدته الشبابية الألوف من جميع المحافظات والمؤسسات الأكاديمية وهو يمثل المظلة الرئيسية للنشاطات الشبابية.
هناك أيضا هيئة شباب كلنا الأردن والتي بدت واعدة في محاولة تمثيل الشباب وتطوير برامج عملية، وكانت الأفكار النظرية في بداية العمل متميزة وتم تقديم مقترحات لتنفيذ مشاريع ومتابعتها في المحافظات بمشاركة الشباب ولكن في الآونة الأخيرة حدث بعض التراجع في الزخم وخاصة في موضوع إشراك الشباب من المحافظات ومن المهم استعادة المبادرة من جديد، خاصة أن لجنة شباب كلنا الأردن تم إختيارها بطريقة إنتقاء الشخص Head Hunting من مؤسسات شبابية مختلفة ولم تكن منتخبة.
بعيدا عن الصعيد الرسمي هناك النشاطات التي تمثلها الأندية في الجامعات والمرتبطة بعمادة شؤون الطلبة إضافة إلى مجالس الطلبة المختلفة، وهناك نشاطات ميدانية مهمة مثل جائزة سمو الأمير الحسن والتي تعلم الشباب مهارات الإكتشاف الميداني للوطن والمغامرة والحس القيادي.
الكثير من المنظمات الأهلية إنتشرت في السنوات الماضية وهي تعنى بالشباب وهناك برامج ميدانية وتبادل دولي مع مؤسسات أوروبية وأميركية وتمكنت من تأهيل وتدريب العديد من الشباب على المهارات القيادية وتنفيذ المشاريع التنموية والكثير من هذه المشاريع كانت في المحافظات.
أما القطاع الخاص فيعمل بصورة جيدة مع الشباب في إطار برامج ومؤسسات تدرب الشباب على إنشاء أعمال خاصة ومهم مختلفة والتكيف مع الاقتصاد الجديد ومنها مشروع إنجاز وغيره من المبادرات الهامة التي تغطي ثغرة كبيرة في التأهيل الشبابي لسوق العمل الجديد واقتصاد المعرفة.
في كل هذه النشاطات والمشاريع نجد بعض المبادرات والوثائق والتي تبدأ بجملة "يعتقد شباب الأردن" أو "يؤمن شباب الأردن" ومثل هذه المصطلحات ليست في واقع الأمر منطقية إذ أن العينة الشبابية لا تمثل إلا جزءا يسيرا من الشباب الأردني ومن الأفضل دائما توضيح العينة أو على الأقل الإشارة إلى أن "الشباب المشاركين يعتقدون" أو "أن شباب المؤسسة الفلانية قالوا" وهذا منطقي أكثر من إدعاء الحديث بإسم حوالي مليوني شاب في الأردن من الصعب أن تجمعهم مؤسسة واحدة.
ما هو ليس صعبا التنسيق وتبادل الأدوار بدون طغيان وهيمنة، وربما تكون الحاجة ماسة إلى عقد مؤتمر وطني للشباب يشارك فيه شباب يمثلون المؤسسات المختلفة سواء الرسمية أو الأهلية أو الأكاديمية أو الخاصة وتبادل تجاربهم في المشاريع الشبابية ومعرفة مكامن القوة والضعف في كل مؤسسة ومشروع لتحسين التنسيق وبالتالي تقديم خدمة أفضل لكل شباب الأردن.
المشاركة الشبابية الواسعة هي المهمة، ومن أهم المشاكل التي يواجهها قطاع الشباب أن الشباب المهمشين أو المحبطين لا يستطيعون إيصال صوتهم. أن الشباب الذين ينحدرون نحو التطرف العشائري أو الديني أو الأخلاقي هم الذين ينبغي أن نستمع إلى أصواتهم، وهم موجودون في كل مدينة وقرية ويواجهون الكثير من الإحباطات التي تدفعهم نحو الإنحراف والتعصب أو الإنحلال وهي كلها مخاطر مشتركة تواجه الشباب ومن الضروري وجود ممثلين عنهم في اللقاءات الشبابية.
الشباب في السجون أو مراكز التأهيل أو الذين يتجمعون في عصابات تمارس العنف هم في النهاية شباب أردنيون من المهم دمجهم في النشاطات الشبابية حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لآفات التعصب العشائري والديني ونفس المنطق ينسحب على الشباب الذين يشعرون باللامبالاة تجاه كل النشاطات الدائرة حولهم ولا توجد لديهم طموحات وأهداف في الحياة، ومن الضروري ضمهم إلى برامج عملية وطنية.
هنالك الكثير من العمل والجهد المطلوب من المؤسسات الشبابية في الأردن ولكنننا نخشى التكرار والتنافس ومن الضروري العمل على إيجاد صيغة للتنسيق تكفل التكامل في العمل وعدم طغيان اي قطاع على الآخر والتأكيد على ضرورة دعم الإبداع الشبابي لا السيطرة عليه أو محاولة توجيهه. أن كل مبادرة تستطيع إنقاذ شاب أردني من الوقوع في براثن الاصولية والتعصب الديني أو التعصب العشائري أو الإنحلال تعتبر أولوية وطنية ومبادرة تستحق الشكر والتقدير والدعم، لأن الرهان على الشباب هو الرهان على مستقبل الأردن ولا بد من تجاوز التنظير والتنافس على المكاسب المادية والمعنوية نحو تحقيق إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وكما هو واضح فإن الطاقة والخبرة موجودة وتحتاج إلى التكامل.
مستنية ردودكم الحلوه...:face (62)::face (62):