:tomato::tomato::tomato:
بعد خفوتها جراء الحرب على غزة
المعركة السياسية تحتدم بإسرائيل قبل نحو شهر من الانتخابات التشريعية
تحتدم المعركة السياسية مجددا في إسرائيل، قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات التشريعية، وذلك بعدما تراجع الاهتمام بها جراء الحرب الجارية على غزة، والتي تحظى بإجماع داخلي إسرائيلي.
ففي الأيام الأخيرة، تصاعدت لهجة الخطاب السياسي بين رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت الذي يمثل حزب كاديما (يمين وسط)، ووزير دفاعه إيهود باراك الذي يتزعم حزب العمل حول إمكان إعلان تهدئة مع حماس، فيما لا يزال زعيم اليمين بنيامين نتانياهو ينتظر فرصته.[/SIZE]
وسارعت الصحافة الإسرائيلية إلى تركيز الضوء على الجدل بين أولمرت وباراك، فذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن أولمرت فوجئ بكلام لباراك أمام وسائل الإعلام عن اقتراح "تهدئة إنسانية" تستمر أياما عدة من دون موافقة رئيس الوزراء.
وعنونت الصحيفة الواسعة الانتشار، في عددها الصادر أمس الخميس 15-1-2009 "أولمرت يتهم باراك بدفع حماس إلى تصليب مواقفها"، عبر اقتراحه، بينما نقلت صحيفة "هآرتس" الليبرالية، أن مقريبين من وزير الدفاع يأخذون عليه أنه
"يحبط الهجوم ويعرض الجنود للخطر" عبر كشفه خلافاته مع رئيس الوزراء.
وفي نهاية المطاف، توافق أولمرت وباراك ورئيسة حزب كاديما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على شروط التهدئة من جانب إسرائيل، وفي الانتظار، على مواصلة الهجوم على قطاع غزة، وفق وسائل الإعلام.
واعتبر المحلل السياسي إسحق درور أن "الخلافات بين القادة الإسرائيليين تتناول الشكل أكثر منه المضمون، ففيما يتعلق بوقف إطلاق النار، إنها مبررة جدا ولا تنطلق من دواع انتخابية"، وأضاف العضو السابق في لجنة فينوغراد التي أعدت تقريرا انتقدت فيه بشدة أداء أولمرت وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي خلال النزاع العسكري مع حزب الله اللبناني في صيف 2006 أن "هذا الجدل لا يؤثر على الاستراتيجية المتبعة".
بدوره، اعتبر المحلل السياسي يارون ايزراحي أن "الجدل السياسي استمر على الدوام، لكنه لا يؤدي دورا حاسما، الواقع أن القادة الإسرائيليين متفاهمون فيما بينهم أكثر مما يبدو"، لكنه كشف أن لأولمرت "حسابات يريد تسويتها مع باراك"، الذي أجبره على تقديم استقالته في أيلول/سبتمبر الفائت، على خلفية ضلوعه في سلسلة من قضايا فساد.
شعبية حزب العمل
وفيما يتصل بتأثير الهجوم على غزة في الانتخابات التشريعية في الـ10 من فبراير المقبل، يجري الحديث عن ازدياد شعبية حزب العمل، فبعدما تراجعت شعبيته باستمرار بحسب استطلاعات الرأي, توقع استطلاع نشر الخميس أن يفوز حزب العمل (يسار وسط) بـ16 نائبا من أصل 120 مقابل، 19 في البرلمان الحالي. وكانت استطلاعات سبقت الهجوم على غزة في الـ27 من ديسمبر أظهرت أنه لن يفوز بأكثر من 12 مقعدا.
أما تكتل الليكود، وهو أكبر أحزاب المعارضة اليمينية برئاسة نتانياهو، فتوقعت الاستطلاعات فوزه بـ29 مقعدا مقابل 25 لكاديما، ولا يزال الليكود في موقع جيد لتشكيل الحكومة المقبلة، خصوصا أنه يحظى بدعم الأحزاب الدينية واليمين المتطرف، الأمر الذي يسمح له بامتلاك غالبية من 62 نائبا من أصل 120.
وجاء في استطلاع نشرته صحيفة "هآرتس" أن "أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتبرون أن العملية العسكرية في قطاع غزة حققت نجاحا"، وشمل هذا الاستطلاع عينة تمثيلية من اليهود والعرب الإسرائيليين، وأظهر أن 90% من هؤلاء يوافقون على الهجوم المستمر منذ 21 يومًا، وأسفر حتى الآن عن مقتل 1090 فلسطينيًّا، وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين، أما في الجانب الإسرائيلي فقتل 13 شخصًا معظمهم جنود وأصيب عشرات.
وتستبعد الأحزاب الإسرائيلية، حتى الآن، إمكان إرجاء الانتخابات.
[SIZE=4]
:violent014::violent014::violent014::violent014: