غزة تحت النار.. غزة تحترق.. أغيثوا غزة.. فاجعة غزة.. سمها كيفما شئت فلا قيمة لكل ذلك مهما كنت بارعا في التعبير أو كتابة الشعر وتصفيف الكلام المنمق.. فعند غزة والحديث عن ما يحدث فيها الان تعجز الكلمات مهما تقدمت في البلاغة والإنشاء أن تصف ما جرى و يجري هناك من مجازر..
لكن للكلمات أن تصف تلك اللوحة من المزايدات التي سئم منها شعب يستحق أكثر من مجرد مساعدات إنسانية -لا تسمن ولا تغني من جوع - بل هي تشكل مخرجا لكل متخاذل بات يجد من تقديم كلمة أو شعارات رنانة أو مبلغا من المال هو المنجد وكما قال المثل الشعبي (اطعم الفم.. تستحي العين) ولا حياء هنا فسأخرج عن صمت أرقني كثيرا وجال في خاطري مرات..
يا من جعلتم من قضية شعبي لغة للتسول تقتاتون بها لمواراة عجزكم وضعفكم وكأن أسمى المنى بات في إطلاق حملة تبرعات لنصرة الشعب الفلسطيني..
يا من جعلتم من قضية شعبي لغة إعلامية تلعبون بها على وتر مشاعر الشارع العربي تثـــــيرون بها شفــــقة مشــــاهديكم الأكـــارم وترفعون بها من أسهم إعلامكم الموجه والذي ساهم في تفريق الشارع الفلسطيني والعربي أكثر من توحيده على كلمة سواء.. وكل ذلك لمصالح ضيقة همشتم بها القضية الفلسطينية ولم تستطيعوا تقديم صوت إعلامي فلسطيني يصدح عند الغرب قبل العرب..
يا من تخرجون في مسيرات ومظاهرات ترفعون بها أعلام حزب أو فصيل فلسطيني ونسيتم أن الصواريخ الاسرائيلية تقصف شعب فلسطين بلا تمييز بين أنصار هذا الفصيل أو ذاك.. وتقومون من حيث تعلمون أو لا تعلمون بالمساهمة بتهميش القضية وحصرها على جماعة دون أخرى..
يا من ساهمتم بنكبات شعبي عبر تلاعبكم بقضيتنا لأجل مصالحكم الخاصة فصرتم الخطر الحقيقي واللاعب الرئيسي في توالي المجازر والنكبات على شعب فلسطين كل ذلك بحثا عن الاحتفاظ بكراسيكم المهترأة التي لو قُدر لها الحراك لكان أولى حركاتها التخلص منكم بضربة في مؤخراتكم إلى مزبلة التاريخ..
يا من تتغنون باسم شعب فلسطين وقضيته وتدعون الشرعية التي حصلتم عليها من انتخابات ديمقراطية لم تحسنوا التعامل مع نتائجها وجعلتموها ذريعة للسيطرة على حكم جاء بأجندة خارجية نحن براء منها.. و جعلتم من الإسلام غطاء أخذتم منه ظاهره وأفرغتموه من جوهره الأصيل الذي يقبل التطبيق في كل زمان ومكان..
يا من شغلتكم لقاءات بني صهيون عن لقاءات أبناء جلدتكم.. وتشدقتم بسلام زائف لم يأت إلا بالويلات والدماء المراقة في كل شبر من أرضنا.. وجعلتم من الوطنية والديمقراطية شعارات بعيدة عن التطبيق ..
حللنا أقوالكم وأفعالكم.. أفرزنا مواقفكم.. غربلنا نواياكم.. فلم نخرج منها إلا بخفي حنين.. فالصمت هنا أولى من أي كلام أو مزايدات.. لا صوت يعلو فوق صوت (شعب) ضرب بصبره ومقاومته أروع الأمثلة وضحى بأغلى ما يملك من أجل قضيته.. وحديثي هنا عن شعب فلسطين لا عن حزب ولا فصيل ولا جهة تمثله فالشعب اليوم يمثل نفسه بنفسه ومهما علت الأصوات التي تنادي بفتح وحماس وغيرها فلن تلقى صدى عندي وعند الكثيرين من أبناء شعبي وأمتي.. فاليوم لكم دينكم ولي دين.. فالصوت هو الشعب والقضية هي فلسطين..