(إعترافات بين يدي إمرأة)
قالت :من أنت؟
قلت:أنا من أضاع عمره خلف السراب!!
قالت:ماقصة حروفك؟
قلت:عفوا..ماذا تقصدين؟
قالت:يعني تتجاهل الألم الذي تتغنى به في أشعارك!!
قلت:أشعر بالألم منذ سنوات..!!
قالت: أجبني بصراحة..
قلت:تفضلي..
قالت:من هي المرأة التي صدحت بها في كتاباتك..
قلت:لاأعرفها..
قالت:أنت مجنون !!أو تفتعل الجنون!!
قلت:أنا أصدقك الحديث..لاأعرف إمرأة في حياتي..
قالت :أنت عاشق..
قلت:نعم ..
قالت:كيف؟
قلت:قصتي غريبة!!
قالت:أريد أن أسمعها حتى النهاية..
قلت:لها لحظات أستجمع افكاري
قالت:أنا أنتظرك..سأعمل لك قهوة..ونذهب في الحديقة..
قلت:ولماذا الحديقة؟
قالت:حتى تتحدث دون أى ملل..
قلت:لها أشكرك على أهتمامك؟
قالت:اليس المكان هنا أجمل..
قلت: لها أنت الأجمل..
قالت:هيا إشرب..وتحدث!
قلت:لاتوجد في حياتي إمرأة!!
قالت:أمرك عجيب!!
قلت:هذه الحقيقة..نعم أعشق أنثى في الخيال..
كنت منذ صغري عاشقا لقراءة الروايات وبالذات روايات
العشق،والغرام..
تأثرت بأبطالها ونسجت صورة لأنثى تشابه أوصافها في تلك
الافلام والروايات..أنثى جمعت كل الأوصاف..حتى الحركات
والسكنات..جسّدت صورة امرأة مثالية لاتوجد إلا في الخيال
بحثت عنها ..ناديتها..لاجواب..أشغلت تفكيري،وخطفت مني
شبابي..ونزفت من أجلها أعّز الدموع..
قالت: ما هي أوصافها...
قلت:تصدقين حاولت أن أتعلم الرسم ولكني فشلت..
قالت:وما علاقة هذا بحديثنا..؟
قلت:حاولت أن أرسمها،واجمع كل تفاصيلها من عقلي
الذي يتجلجل داخله صورتها..
قالت: لماذا تريد أن ترسمها؟
قلت:لأحرق صورتها..كما أحرقت قلبي..وأضاعت شبابي
قالت:والى متى وأنت تهيم في عشقها؟
قلت:سؤال..قيل لي ذات مرة..
قالت:كيف؟
قلت:سألتني (أميرة) قريباً من سؤالك..
قالت:ومن هي أميرة؟
قلت:إنسانة لاأعرف عنها إلا القليل..
ولكن سؤالها غيّر مجرى حياتي تماما..
قالت:كيف ذلك؟
قلت:نعم ..كلماتها بعد تعقيبها على إحدى كتاباتي..
مازال عالقا بذهني..
قالت:وما سؤالها؟
قلت:قالت لي:"بعد ثلاثة عشر عاما هل بقيت كتاباتك كما هي؟؟
قالت:سؤال طبيعي ليس فيه جديد!!
قلت:كنت اظن ذلك..!!
ولكن سؤالها كان أعمق بكثير..
قالت:لاأفهم!!
قلت: كانت تقصد أن تقول: الى متى؟وأنت تظل
تحرق عمرك،وتفني شبابك!!
من الذي يستحق أن ننثر حياتنا من أجله؟ لاأحد يستحق!!
وكأنها تقول لي:أنت ضعيف ولايمكن أن تكون شئيا ما!
فالاقوياء الذين يعشقون في حدود ،ويعطون في حدود!!
ظلت كلماتها تجلجل في رأسي،نبض كلماتها موجعة صادقة
خرجت من القلب،فتلقتها كافة جوارحي،وجسّدت سؤالها
رغم الألم الذي عانيته خلال تلك الفترة..
(ولكنه الم بمشرط طبيب..!!)
قلت:نعم كنت أسير في أرض ليست أرضنا،
وسماء ليست سماؤنا
شكرا من الأعماق (أميرة)..لن أجعل الحزن يخيّم يوما حولنا
سأقذف كل حرف ينبض عشقا،وسأهديه إليها
لتشنقه..وتسحقه وتجتاح غروره ثم تكفنه
وتدفنه الى الأبد..
لن أنظم قصيدة عشق بعد اليوم..لقد خرجت من سجني
ولن أعود إليه..
قالت:والشعر..والكلمة العذبة..
قلت لها: يكفي بتراقص القلوب على نار إحتراقي..
قالت:لن تعشق بعد اليوم..!!
قلت :لها لن أعشق إمرأة لاوجود لها..
قالت:أسمعني حروفك التي ستقذفها..
قلت:إنها كلمات لاشعراً،لانثراً إنها خليط ممزوج بدموعي
وبأهاتي لعلي أتنفس الصعداء ..سأبتسم للحياة
قالت:صحيح"الحياة حلوه..بس نفهمها..
يا أميره العمر ضاع
في شجن كله سراب
يا أميره العين ذابت
من سهرها والأنين
يا أميره طاش صوتي
وإنحدر في كل واد
يا أميره النفس طابت
وأنكسر فيها الغرور
يا أميره الناس نامت
وأنا في صحراء ونفوذ
يا أميره فاض صبري
ليه ألاقي هالصدود
يا أميره الكل قاسي
دمعتي فوق الخدود
يا أميره صرت حائر
والقيود فيها قيود
يا أميره الليل هامد
لاأنيس ولاحبيب
يا أميره البدر عاشق
موعدي وي الدموع
,ويكفي أن أحرق البقية الباقية من هذه القصيدة.