أحبتي ..
تسَاؤلات ٌ عَبَثت برأسي فأجهدتني، ووجدتُ نفسيَ في مُفتَرَقِ طُرق ٍ .. فلجأتُ إليكم:
في زمننا هذا .. وفي عصرنا الراهن:
هل صحيحٌ أنَّ الطيبةَ أضحَت عيبا ً !!
هل صحيحٌ أنَّ التسامحَ صارَ تَنَازُلاً، وتفريطا ً بالكرامة !!
هل صحيحٌ أنَّ الإستقامةَ باتَت غباءَا ً !!
هل صحيحٌ أنَّ المثاليَّةَ أصبحت عائقا ً !! وهل بالإمكان أن يوجد من هو مثاليٌّ أو من يسعى لذلك !!
هل صحيحٌ أنَّ حُبَّ الناس غاية ٌ لا تُدرك !!
وهل صحيح ٌ أنه لا يوجدُ من يُحبُّ الناسَ أو يُحبُّه الناسُ!!
هل صحيحٌ أنْ تَمنحَ أو تَسعَى لأن تمنحَ الآخَرينَ السَّعَادَةَ وأنتَ أحيانا ً لا تمتلكها !! وأنَّ فاقدَ الشئِ لا يُعطيه !!
وهل صحيح ٌ أنّ إسعَادكَ للآخَرينَ سعَادة ٌ لك !!
هل صحيح ٌ أنْ تحترمَ مشاعر الآخرين وتحافظ عليها مقابل الضغط على مشاعرك !!
هل لا بدّ أنْ تتخلَّى عن بعض ٍ من مبَادئِكَ وقِيَمِكَ لكي تعيشَ أو لكي تنجحَ.. عفوا ً بل لكي ترقى!!
.. وأنت تتّجهُ في مسارك المستقيم بدون لفٍّ أو دوران،،
وجدتَ وستجد الكثيرَ من المسَاراتِ المنحنية والمتقاطعة التي تعرقل مسارك المستقيم وتعوقه ..
هل صحيح ٌ أنّكَ لا بُدَّ أن تتخلّى عن بعض تلك القِيَم والمبَادئ وتُعدّل مسَارك شيئا ً ما لتخطّي تلك التقاطعات !!
أم تُصرّ على أن تواصل مثاليّتك واستقامتك ومسارك مهما كانت العواقب !!
هل صحيح ٌ .. وهل صحيحٌ و...
هل صحيح ٌ أنّهُ لا يَصِحُّ إلا الصحيح !!
هل صحيح ٌ ..و ..
بل ماهي المعايير التي تحدّد الصحيح!!
تساؤلات ٌ.. دارت برأسي وعبَثت به حتى أتعبتني ..
وَخَزَتْنِي حوافّ علامَات الاستفهام؟؟
وطعنتني رؤوس علامات التعجُّب !!
تقاذَفَتني رياح التقلّبات الزمنية،
وتجاذبتني أهواء العصر ومغرياته الزائفة ..
وأصبحتُ غارقا ً في بحر ٍ من التساؤلات تتقاذفني أمواجه ..
وأنا أنتظر شاطئا ً تقذفني إليه ..
هل لكم أحبتي أن تكونوا لي مجدافا ً أو طوق نجاة ٍ يدلّني طريقي !!..
بكل صدق ٍ وصراحة.. تجاوزوا حدود المجاملات والمثالية ..
أعتنقوا المنطق والواقعية والحقائق الراهنة ..
أنتم يا من خضتم غمار ذلك البحر وتعاملتم معه ووصلتم لشاطئ وبرّ الأمان،
أو حتى لا زلتم بغماره وأمواجه ولكنكم سيطرتم عليها..
أنتم يا من خبِرتم العصر وفهمتموه ..
هناك أخ لكم يصارع الموج وينتظر يدا ً تُمَدُّ لغريق ..
ينتظركم بلفهة ٍ وشوق ..
فـ كونوا معه