يا غَزة ُ ..
تحتلين القلبَ ..
وعلى كرسي الحكم فيه، تجلسين..
يا من تـُبعِدُني عنكِ الأميالُ
وتبعدِكُ عني الحدود..
أنتِ الآنَ في القلبِ
وفي قلبي، عن دولتكِ تـُعلنين..
يا من لا دولة ًَ لك..
ولا موطنا ً على الخارطة..
لكنك في القلب
ومن قلبي عاصمة ً تجعلين..
يا من لم تبقَ لكِ قرية..
وانعدمت لكِ المدينة..
ولا جنسية ً تـَحملين..
لكنكِ في قلبي
من نفسك حاكمة ً، تنصبين..
يا من على نفسك حاكما ً،
وان تكونين محكومة ً،
لا تقبَلين..
لوحدك اليومَ،
بمفردك تحكـمين..
مستغربٌ أنا من حكمك
فلم اسمع عن حاكمةٍ
تدير الحكم في قلبي لوحدها
كما أنت تـُديرين..
تجعلين من قلبي المسكين
بلا صديق ولا خليل
و من نفسي لغيرك اليوم
دون حنين..
تُخرجين الكل منه
إلاك،
فعليها ولوحدها تبقين
وتمارسين عشقا
لم يكن معهودا..
مع من لم يعرف العشق،
كما تشائين..
من يحاول اليوم..
لا الدخول،
بل مجرد الاقتراب من القلب
وبهدوء
ليتجول في عالم قلبي المسكين
انت عن ذلك تمنعين..
ولا ترضين
فاجلسي على كرسي الحكم
في قلبي واحكمي حكمك
كما تشائين
دون من يضع العوائق
في طريقك
والحصار على حدودك
ويغلق المعابر
بل حتى دون معارض..
أنا الذي
امامك يا غزة لا خيار أمامي..
أرى نفسي معك
محتلا كالمنهزم.. بلا اعتراض
أرى نفسي لأول مرة
جنديا
يدافع عن دولة،
ويحمي الثغور..
يذود عن الحدود..
بعدما كنتُ منهزما عن القتال..
أرى نفسي..
ادافع واقاتل
بعيدا عن الدعاية والطبول..
رايت نفسي فجأة
بكل صدق،
رمزا لجندي في دولة
لم يعرف به أحدٌ في يومه،
فكان هو في وقته
واليوم أنا
هو المجهول..
القلبَ على كل
من كان يريد البحث عنه
كعصفور عن عشها
يكون لها ارضا، وسماء
وموطنا ودولة
اغلقته..
وابقيتِ الكل
دون أمنية،
فأسرع قلبي
لتكون له الأمنية
فيبسط الحمراء تحت قدميك
ويعزف النشيد لقدومك
ويرفع العلم في جلالك
يا غزة.. يا حاكمة في القلب
يا من لا دولة لك
ولا حدود على الخارطة
فانا ابن صلاح الدين
قلبي الذي لطموحه لا حدود
لك ارض وخارطة وحدود