سجلت «إعمار العقارية» إنجازاً تاريخياً كبيراً مع وصول الأعمال الإنشائية في تشييد تحفتها المعمارية، «برج دبي»، إلى ارتفاع512 متراً (1680 قدماً) و141 طابقاً، ليصبح أطول ناطحة سحاب في العالم بأسره. ويمثل هذا الإنجاز الاستثنائي خطوة مهمة في انطلاقة «إعمار»، المدرجة ضمن تصنيف «فاينانشال تايمز» لأضخم 500 شركة عالمية بحسب القيمة السوقية، نحو التحول إلى مزود لأرقى أنماط أساليب الحياة العصرية.
كما يعزز تحقيق الشركة لهذا الرقم القياسي من موقع إمارة دبي على الساحة الدولية بوصفها المحور الذي تنطلق منه أكبر المشاريع التطويرية. وتجاوز البرج في هذه المرحلة برج «تايبيه 101»، الذي يبلغ ارتفاعه 508 أمتار (1667 قدماً) ، وحامل لقب أطول ناطحة سحاب في العالم منذ عام 2004. كما حقق «برج دبي» رقماً قياسياً آخر من حيث عدد الطوابق مع وصوله إلى الطابق 141.
وسوف يسجل برج دبي عند إنجازه بالكامل خلال عام 2008 رقماً قياسياً في جميع الفئات التي وضعها مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية ، وهو هيئة عالمية تُعنى بتصنيف المباني الشاهقة في العالم على أساس ارتفاع القمة، ارتفاع السارية، والسطح وأعلى طابق مأهول بالسكان.
وكان البرج تفوق في ارتفاعه على عدد من الصروح المعمارية الكبرى ومنها أبراج بتروناس في ماليزيا (452 متراً، 1483 قدماً)، وبرج سيرز في شيكاغو (422 متراً، 1451 قدماً)، ومبنى جين ماو في شنغهاي (421 متراً، 1381 قدماً) ومبنى إمباير ستيت في نيويورك (381 متراً، 1250 قدماً).
وسيبلغ حجم استهلاك المشروع من الإسمنت المسلح عند انتهاء الأعمال الإنشائية نحو 330 ألف متر مكعب، و39 ألف طن متري من القضبان الفولاذية، و142 ألف متر مربع من الزجاج وما يقدر ب22 مليون ساعة عمل لجميع المشاركين في إنشائه.
وسيبلغ عدد المصاعد في البرج 56 مصعداً تتحرك بسرعة تتراوح بين 75, 1 و10 أمتار بالثانية، بالإضافة إلى مصاعد منصة المراقبة الشفافة المؤلفة من طابقين والتي تستوعب 42 شخصاً في نفس الوقت. كما تم تصميم البرج بما يجعله مقاوماً لمختلف العوامل الجوية والطبيعية كالرياح والزلازل.
واستهلكت الأعمال الإنشائية في البرج حتى الآن أكثر من 700 ,313 متر مكعب من الإسمنت المسلح عالي الجودة إلى جانب 200 ,62 طن متري من القضبان الفولاذية. كما سجل «برج دبي» رقماً قياسياً جديداً في أعلى ارتفاع ضخت إليه الخرسانة الإسمنتية في الأبراج العالية، حيث وصلت إلى 460 متراً (1509 أقدام)، مقارنة ببرج «تايبيه 101» والذي وصل ارتفاع ضخ الخرسانة الإسمنتية فيه إلى 448 متراً (1470 قدماً).
وتم استخدام خرسانة إسمنتية ذات كثافة عالية في بناء الهيكل الأساسي للبرج الذي يستند إلى قاعدة من الوسائد والكتل الإسمنتية التي يصل عمقها إلى 50 متراً تحت سطح الأرض وتمتد على مساحة قدرها 80 ألف قدم مربعة. وتتميز هذه الأساسات بأنها تمنع تسرب المياه وتحمي القضبان الفولاذية من الصدأ.
ونجح برج دبي في أن يصبح أطول مبنى في العالم خلال فترة 1276 يوماً من تاريخ بدء عمليات الحفر في يناير 2004. وساهمت خبرات أكثر من 5 آلاف مهندس واختصاصي وعامل في سرعة تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى توظيف مجموعة من أسرع وأقوى مصاعد البناء في العالم. وتصل سرعة مصاعد البناء إلى 2 متر في الثانية (أي 120 متراً في الدقيقة)، مما يمكنها من نقل العمال ومواد البناء إلى الارتفاعات الشاهقة بالسرعة المطلوبة.
وسيبدأ العمل قريباً في الهيكل الفولاذي الخارجي للبرج، كما تستمر في الوقت ذاته أعمال الإكساءات الخارجية وفق جدول زمني سريع ومحدد. وتشتمل مواد الإكساءات الخارجية على الزجاج العاكس، والألمنيوم، والألواح الثلاثية المصنعة من ألفولاذ المضاد للصدأ، والأعمدة الأسطوانية الأنبوبية التي تبرز التفاصيل الدقيقة للهيكل الخارجي.
وقال محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»: «انطلقت فكرة «برج دبي» قبل أربعة أعوام بهدف إنشاء مبنى مؤلف من 90 طابقاً فقط. لكن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شجعتنا على اختيار الطريق الصعب وتحدي المستحيل من أجل بناء تحفة معمارية تكون محط أنظار العالم بأسره».
وتابع قائلاً: «إن أهمية «برج دبي» لا تقتصر على كونه تحفة هندسية مصنوعة من الإسمنت والحديد والزجاج، بل هي في الحقيقة انعكاس للجهود الاستثنائية لكل من ساهم ويساهم في دفع سير العمل في هذا المشروع الكبير نحو النجاح المحقق. لقد أصبح البرج اليوم تحفة عصرية ستبقى إرثاً هاماً للأجيال القادمة، تحفزهم على التفكير المبدع الذي لا يعرف حدوداً ولا يعترف بالمستحيل.
وقد حرصت «إعمار» في تنفيذ المشروع على استحضار أهم الخبرات الهندسية والإنشائية والإدارية من أكبر الشركات العالمية، ليصبح «برج دبي» نموذجاً حياً للإنجازات الكبرى التي يمكن للجهود الجماعية والرؤى الطموحة أن تحققها.
وتعاونت «إعمار« مع شركة «سامسونج« من كوريا الشمالية و«تيرنر أنترناشيونال للخدمات الإنشائية« التي تتخذ من نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية مقراً لها على تنفيذ التصميم الذي وضعته كل من أدريان سميث و«سكيدمور أوينجز آند ميريل» في شيكاغو».
ويقع «برج دبي» في مشروع «وسط مدينة برج دبي»، الذي تقوم «إعمار» بتطويره على مساحة 500 فدان بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار، ويحتضن مجموعة من المرافق السكنية والتجارية والترفيهية التي تؤهله لأن يكون أرقى كيلومتر مربع على وجه الأرض.
وبالإضافة إلى المرافق السكنية والتجارية المتنوعة، يحتضن برج دبي «مبنى أرماني للشقق الفندقية»، ومنشآت ترفيهية مكملة من بينها 4 أحواض للسباحة وناد للسيجار ومكتبة وردهة خاصة بالسكان ومنصة للمراقبة في الطابق 124 بالإضافة إلى مراكز للياقة البدنية الممتدة على مساحة 150 ألف قدم مربعة. وجميع الأرقام الواردة حول ارتفاعات الأبراج مدرجة بحسب سجلات مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية.
الارتفاع النهائي يبقى سرا
لم تكتمل ملامح أسطورة برج دبي نهائياً بعد، فعلى الرغم من التكهنات والتوقعات التي تجول في أروقة الصحافة والإعلام حول العدد النهائي للطوابق والارتفاع الكلي للبرج، فإن هذه المعلومات تبقى سرية إلى أن يتم الإعلان عنها بشكل رسمي في المستقبل. وسيضيف كل يوم عمل في المشروع من الآن فصاعداً رقماً قياسياً جديداً في مختلف المجالات الهندسية والإنشائية، والعمليات التي يجري تنفيذها بالاستعانة بأهم الخبرات العالمية مما يجعل من برج دبي صرحاً لا يضاهى على جميع المستويات.
مراحل تطور المشروع
فبراير 2003: «إعمار العقارية» تعلن إطلاق مشروع برج دبي
يناير 2004: بدء عمليات الحفر
يونيو 2004: إطلاق «وسط مدينة برج دبي»
سبتمبر 2004: صب الخرسانة الإسمنتية الأولى بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي
مايو 2005: توقيع اتفاقية مع «جورجيو أرماني» لافتتاح «مبنى أرماني للشقق الفندقية» ضمن برج دبي
يونيو 2006: ارتفاع البرج يصل إلى 50 طابقاً
يناير 2007: برج دبي يصل للطابق 100
مارس 2007: ارتفاع البرج يصل إلى 110 طوابق ويصبح أطول ناطحة سحاب في الشرق الأوسط وأوروبا
أبريل 2007: وصول الأعمال الإنشائية إلى الطابق 120 ليسجل البرج رقماً قياسياً من حيث عدد الطوابق على مستوى العالم
مايو 2007: برج دبي ثاني أطول برج في العالم بارتفاع 130 طابقاً
يوليو 2007: مع وصوله الطابق 141، برج دبي أطول برج في العالم على الإطلاق
حقائق وأرقام
ـ يمكن مشاهدة قمة البرج بالعين المجردة من مسافة 95 كيلومتراً (60 ميلاً).
ـ سيبلغ حجم استهلاك المشروع من الإسمنت المسلح عند انتهاء الأعمال الإنشائية نحو 330 ألف متر مربع، و39 ألف طن متري من القضبان الفولاذية، و142 ألف متر مربع من الزجاج وما يقدر ب22 مليون ساعة إجمالي مدة عمل جميع المشاركين فيه.
ـ تبلغ مساحة القاعدة الإسمنتية للبرج 800 ألف قدم مربعة وبعمق 50 متراً تحت سطح الأرض.
ـ سيسجل البرج رقماً عالمياً جديداُ في الارتفاع الذي يجري صب الخرسانة الإسمنتية إليه.
ـ سيكون هناك مصاعد شفافة مؤلفة من طابقين تكون المسافة التي ستقطعها هذه المصاعد بين أدنى وأعلى نقطة تعتبر الأطول في العالم على الإطلاق.
ـ يحتوي برج دبي على أرقى وأعلى تجهيزات مصاعد في العالم.
ـ يعمل نظام تجميع البخار على تكثيف الهواء الرطب من أجل استخدامه لاحقاً لري حدائق البرج لاحقاً. وسيعمل النظام على توفير مخزون مؤلف من 15 مليون جالون سنوياً بما يعادل حجم المياه المستخدمة في 20 مسبحا أولمبيا عالميا.
ـ تعادل المساحة الإجمالية لسطح البرج الخارجي مساحة 17 ملعباً لكرة القدم، أو ما يعادل 25 ملعباً لكرة القدم الأميركية.
ـ تعادل كمية الإسمنت المستخدمة في برج دبي الكمية اللازمة لرصيف يبلغ امتداده 1900 كيلومتر (1200 ميل).
منقول جريدة البيان/دبي