السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما يكون هذا الموضوع قد طرح مرارا وتكرارا .. وقتل بحثا وحوارا .. ولكن اعتقد أنه لو ألفت فيه آلاف الرسائل والدراسات العلمية .. وعقدت له آلاف الندوات والمحاضرات .. وتحدثنا عنه ليل نهار .. فإننا مع هذا كله لن نصل لنتيجة .. ما لم يكن الرادع والدافع هو الخوف من الله سبحانه .. واستشعار رؤيته ومراقبته لكل أفعالنا وأقوالنا .. عندما يتعرض الشاب للفتاة .. ويؤذيها بقوله أو فعله .. أو أي شيء آخر .. غاب عن ذهنه أنها أخته .. لن أقول أن هذا الموقف ربما يحصل لأخته .. بل أن تلك الفتاة التي تعرض لها هي أخته برباط هو أقوى من صلة النسب .. فلماذا لا يخاف عليها ويحترمها كما يعامل أخته وأي قريبة أخرى .. متى يستشعر شبابنا هذه المعاني الإيمانية .. ويتقون الله في بنات المسلمين .. قد يقول البعض أن الفتاة في الغالب تكون هي السبب بتبرجها وظهورها بمظهر يلفت إليها الأنظار .. ولكن إذا أخطأت هي .. فهل تشاركها الخطأ .. وتعين الشيطان على التغرير بها وجرها إلى المعصية .. وإذا كانت هي لم تراقب الله في فعلها .. وضعف الخوف منه في قلبها .. فهل تغفل أنت أيضا عن مراقبة الله لك وإطلاعه على كل قول وفعل .. وتجعله أهون الناظرين إليك .. إنك لن تجرؤ على فعل شيء من ذلك إذا رأيت مع الفتاة قريبها .. ولن تجرؤ على ذلك إذا أحسست أن هناك من ينظر إليك أو يراقبك .. أو رأيت رجال الحسبة ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
فبالله عليك :
من الأولى أن تهتم لنظره ومراقبته ..؟
من الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..؟
من الذي بيده قبض روحك متى شاء ..؟
ومن الذي ستقف أمامه كسيرا خائفا مذهولا يوم يشيب الولدان ..؟
ويعرض عليك كتابك وقد حوى كل كبيرة وصغيرة ..؟
ولا تدري عندها هل ستكون من هذا الفريق : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فيقول هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ
أمن هذا : ُوَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِه فَيَقُولُِ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ ، وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ ، يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ، مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ
إنه حال مؤسف يحزن له القلب .. وصل له فئة من الشباب ليس له هم إلا التسكع في الأسواق والمراكز والمنتزهات .. وما يصاحب ذلك .. من سلسلة المعاصي التي تجر بعضها .. غناء ، معاكسات ، ضياع أوقات ، وأمور أخرى ..
يا شباب الأمة:
هل هذا هو الدور الذي تنتظره منكم الأمة ..؟
هل تلك هي عدتكم لمدافعة ما يواجه الأمة من حرب وهجوم موجه إلى الدين والعقيدة والأخلاق ..؟
هل هذا هو منتهى آمالكم وتطلعاتكم ..؟
إنكم لم تقدموا أرواحكم رخيصة في سبيل نصر الأمة ورفع رايتها .. وما غيبتكم السجون خلف قضبانها .. وما نصرتم قضية من قضايا الأمة بالقلم أو اللسان .. وما دللتم حائرا لهذا الدين القويم .. ولكن .. لا نريد منكم حمل السلاح .. ومنازلة الأعداء .. فليس هناك ساحة قتال .. ولا ميدان نزال .. ولا نريد منكم أن ترتدوا أحزمة ناسفة .. أو تنظموا مظاهرات وترفعوا شعار احتجاجات .. وإنما نريد منكم شبابا صالحا .. محافظا على أوامر الشرع .. وقافا عند حدوده .. يهتم لأمر المسلمين .. ويبذل ما في مستطاعه .. ولا أعظم من الدعاء سلاحا .. عضوا منتجا فعالا .. يخدم أمته ومجتمعه بعلمه وعمله .. محافظا على أعراض المسلمين ..
فهل من الصعب أن تكون هكذا ..؟؟
إن كان الجواب : لا ،، فبادر ، وشمر عن ساعد الجد .. وإن كان الجواب : نعم ،، فيؤسفني القول أنك أضعف من أن تسمى رجلا .. اللهم أصلح أحوال شبابنا وفتياتنا .. واجعلهم قرة أعين لأمتهم .. عذرا على الإطالة .. وعلى ما في بعض الكلمات من حدة ..
وقفة
أيها المنتصر ..!
يحق لك أن تضحك .. وننتحب ..!
يحق لك أن تشمخ .. وننكسر ..!
يحق لك أن تعلو .. ونستتر ..!
فماذا يضيره أن وضعوا القيود ..!
وأن الروح قد انعتقت من سطوة العباد .. لاهثة إلى ملك رب العباد ..؟!
أو يضيره أن ألبسوه أبيضا أو أسودا أو برتقاليا
وهو قد عاف حلل الدنيا طامحا إلى سندس الفردوس ؟!
___________