تدفع الظروف المعيشية الصعبة ومتطلبات الحياة البعض من الموظفين لممارسة أعمال مسائية غالباً تكون قريبة من اختصاص عملهم الصباحي لمواجهة غلاء المعيشة المتنامي.
ذات الحاجة دفعت بعض الممرضات السعوديات إلى العمل لكن المفارقة أن هذا العمل المسائي ليس له علاقة بمهنة "ملائكة الرحمة".
وقد لا يتصور المتابع أن يداً تغرس الحقنة برفق وبعطف كبير صباحاً هي ذاتها اليد التي تضرب على الدف ليلاً.
ولجأت بعض الممرضات السعوديات إلى الالتحاق بمهنة الضرب على الدف في الأفراح (طقاقات) خلال فترة الصيف لمواجهة غلاء المعيشة كما تعلل ذلك بعض من التقتهن "الرياض".
البعض الآخر منهن امتهن "الطق" لأسباب تتعلق ب "وراثة المهنة" وأن العائلة كلها منخرطة في هذه المهنة ليجدن أنفسهن يواصلن فن "الطق" حتى بعد دخولهن في مجال التمريض.
تقول الممرضة (أم خالد): "اعمل ممرضة منذ أكثر من 10سنوات ومرتبي يتجاوز الآن ال 8آلاف ريال غير انني استغل كثرة الزواجات في الصيف فقط للعمل كطقاقة ضمن مجموعة من الزميلات، فزوجي متوفى ولدي 5أولاد ووظيفتي ممرضة لا تفي بالتزامات الحياة اليومية".
وتضيف (سلطانة) أن عملها ممرضة وطقاقة في نفس الوقت "ليس فيه من العيب شيء (..) وأن هذا العمل أخذته بالوراثة ولزيادة دخلي المادي وفرصة لتسديد الديون وتأمين بعض المتطلبات التي تحتاجها عائلتي".
وتشير إلى أنها تشارك خلال الأسبوع الواحد في ما يقارب الزواجين إلى الأربعة.
أما الممرضة التي رمزت لاسمها (أم نايف) وتقود إحدى الفرق فتقول "إن العمل في مهنة الطقاقة عمل شيق ومتعب في نفس الوقت، وهو يعتمد على تناغم المجموعات مع بعضها البعض ولا نعمل إلا في فترة الصيف لأنها بالنسبة لنا موسم ذهبي".
وتضيف "دخل كل طقاقة خلال الموسم يتراوح من 25إلى 50ألف ريال حسب جهد كل عضوة بالمجموعة التي يتراوح عدد أفرادها من 8إلى 10طقاقات أو ممرضات سمها ما شئت".
إلى ذلك أبدى (فهد) وهو مدير لمجموعة من الممرضات في أحد المرافق الصحية انزعاجه من المخالفات الإدارية التي يواجهها بسبب انشغال الممرضات بعملهن المسائي وقال "أعاني من حضورهن متأخرات عن العمل لمدة قد تتجاوز الساعتين من بدء الدوام الرسمي في حين البعض قد يأتي مباشرة من قاعة الزفاف إلى العمل مباشرة وتضطر للاستئذان عند وقت الظهيرة، والبعض قد يغيب عن العمل".