أشهد أن لاإله إلا الله ـ ـ أشهد أن لاإله إلا الله أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله ـ ـ أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله حيّ على الصلاة ـ ـ حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح ـ ـ حيّ على الفلاح .. اللهُ أكبر الله أكبر لاإله إلاّ الله سمعَ هذا النـــداء ........ فأصابه مايشبه الذهول !!..........
هذه أول مرة يزور فيها القاهرة ، أو بالأحرى أول مرة يزور فيها بلد إسلاميّ للسياحة و الاستجمام ....... و حين وصل مع مجموعته من السائحين إلى الفندق وسط القاهرة ، و دلف غرفته للاستراحة من عناء السفر الطويل من أمريكا ......... و استلقى على فراشه سمع هذا النــداء ........ إنها ليست المرة الأولى التي يسمع فيها هذا النداء .... و لكن متى سمع هذا النداء قبل الآن ؟؟ خانته الذاكرة ، و لم يستطع استجماع أفكاره ، فجلس ثم مضى إلى الحمام ليأخذ دشاً سريعاً قبل النزول إلى العشاء في الطابق الأرضي ....... و في المطعم و هو يمضغ الطعام و يتبادل أطراف الحديث مع مرافقيه ، عاد هذا النداء يدوّي من جديد ، من إحدى المآذن المتكاثرة في سماء القاهرة ...... فالتزم الصمت ، و هو يحاول أن يستوعب كل كلمة من هذا النداء ، ثم انبرى إلى أحد العاملين في المطعم و سأله بالإنكليزية : ـ هل تجيد الإنكليزي ... فقال النادل بشيء من الارتباك : سلوووليي .......... ليتل ، سير ...... فابتسم السائح و هو يقول له : ماهذا النداء الذي دوى قبل قليل ؟؟ فقال النادل : سووري ... آي دونت أندرستاند ... فقال السائح : اللهو أكبار ... اللهو أكبار .... فأشار النادل بيمينه أنه فهم السؤال ، ثم قال : هذا النداء للصلاة ، ... للمسلمين أن يذهبوا إلى المسجد للصلاة .. هذا خمس مرات في اليوم .... فشكره السائح ، و عاد يتابع عشاءه بصمت ، ثم ترك رفاقه فجأة و صعد إلى غرفته ....... " لاشكّ أنني سمعته في أحد الأفلام السينمائية " ، راح السائح يخاطب نفسه و هو في المصعد إلى غرفته ...... أو ربما في مكان آخر ؟؟؟؟ لا ليس في أحد الأفلام ، بل سمعته بأذني حياً على الهواء ...... أين ياترى ؟؟؟ و خلد إلى النوم و هذا السؤال يجول في رأسه .......... و مع الفجر ، أيقظه هذا النداء مرة أخرى : الله أكبر الله أكبر ....... فجلس فزعاً ، و هو ينصت بكل حواسّه ..... و ما أن انتهى هذا النداء ، حتى عادت ذاكرته إلى الوراء ثلاثين عاماً حين كانت أعظم لحظة في حياته ، عندما هبط من المركبة الفضائية الأمريكية الأولى التي نزلت سطح القمر ... أجل ... هناك سمعتُ هذا النداء أول مرة في حياتي ........ راح يصيح بالإنكليزية دون وعي ..... جليلٌ أيها الربّ .... قدّوسٌ أيها الربّ .... أجل هناك على سطح القمر سمعت هذا النداء أول مرة في حياتي ......... و ها أنا ذا أسمعه وسط القاهرة على الأرض ....... ثم قرأ بعض التراتيل عسى أن يعود إلى النوم لكنه لم يستطع ، فأخذ كتاباً من حقيبته و راح يقرأ فيه ........ أراد أن يمضي الوقت به حتى يأتي الصباح ، و لكنه كان يقرأ و لايفهم شيئاً ....... في كامنِ نفسه كان ينتظر أن يسمع هذا النداء مرة أخرى ، و هو يتلهى في تصفح كلمات الكتاب بين يديه ....... و أتى الصباح ، و لم يسمع النداء ، فأخذ حماماً سريعاً ثم نزل إلى الإفطار ..... و بعدها مضى مع مجموعته في جولة سياحية ، و كل حواسه تنتظر تلك اللحظة التي سيستمع فيها النداء مرة أخرى ...... إنه يريد أن يتأكد قبل أن يعلن أمام الملأ هذه المعلومة الخطيرة ......... و هناك ، و هو داخل أحد المتاحف الفرعونية ، سمع النداء من جديد بلحن جميل يصدح من مذياع أحد الموظفين في المتحف ، فترك مجموعته ، و وقف إلى جانب المذياع يصغي بكل حواسه ....... و حين انتصف الأذان ، نادى رفاقه قائلاً : إليّ إليّ ، اسمعوا هذا النداء ........ فجاءه مرافقوه ، و هم يبتسمون بصمت و استغراب ، و أراد أحدهم أن يتكلم فأشار إليه أن يصمت و يتابع السماع ......... و حين انتهى الأذان ، قال لهم ، هل سمعتم هذا ؟؟ قالوا : نعم قال : هل تعلمون أين سمعت هذا قبل الآن ؟؟؟ لقد سمعته على سطح القمر عام 1969 ....... فصاح أقربهم إليه : مستر ارمسترونغ ، أرجوك لحظات على انفراد ..... و مضيا إلى إحدى زوايا المتحف و راحا يتحادثان بانفعال غريب ...... و بعد دقائق ترك أرمسترونغ المجموعة خارجاً إلى الشارع و استقلّ سيارة أجرة إلى الفندق و الغضب و الانفعال الشديد بادٍ في ملامح وجهه ...... كيف يقول لي سميث أنني أصبت بالجنون ؟؟؟؟ و بقي في غرفته ساعتين مستلقياً على فراشه و هو ينتظر إلى أن صاح المؤذن من جديد .... الله أكبر ... الله أكبر .... فنهض من فراشه و فتح النافذة و راح ينصت بكل جوارحه .......... ثم صاح بملء فيه : لا ........ أنا لست مجنوناً ...... لا أنا لست مجنوناً ........ و أقسمُ بالرب أن هذا ماسمعته فوق سطح القمر . و نزل إلى الغداء متأخراً عن رفاقه ، و مضت أيام سفره بسرعة و هو يتعمد الابتعاد عن كافة مرافقيه في الرحلة ، إلى أن عادوا جميعا إلى أمريكا ...... و هناك عكف أرمسترونغ على دراسة الدين الإسلامي ، و بعد فترة بسيطة أعلن إسلامه ، و صرّح في حديث صحفي أنه أعلن إسلامه لأنه سمع هذا النداء بأذنيه على سطح القمر : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لاإله إلا الله ـ ـ أشهد أن لاإله إلا الله أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله ـ ـ أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله حيّ على الصلاة ـ ـ حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح ـ ـ حيّ على الفلاح .. اللهُ أكبر الله أكبر لاإله إلاّ الله و لكن ، بعد أيام قلائل ، جاءته رسالة من وكالة الفضاء الأمريكية ،فيها قرار فصله من وظيفته ..... هكذا ببساطة تصدِر وكالة الفضاء الأمريكية أمراً بالاستغناء عن خدمات أول رائد فضاء يهبط أرض القمر ، لأنه أعلن إسلامه ، و باح بسرّ سماعه الأذان هناك فوق القمر .... فصاح ( نيل أرمسترونغ ) في وجه صحفي يسأله عن جوابه على قرار فصله : فقدتُ عملي ، لكنني وجدتُ الله