كشف علماء في الدنمارك وسيلة ثورية لتحويل الدم من فصيلة الى أخرى، في عملية ستقود الى وفرة في امدادات الدماء اللازمة لإنقاذ حياة المرضى. واعلنوا انهم نجحوا في تحويل فصائل الدم «أيه» A و«بي» B و«أيه بي» AB الى فصيلة «أو» O، وهي الفصيلة «الخيّرة»، الشائعة الانتشار، التي يمكن لأي شخص من الذين يحملونها، التبرع بدمه لإنقاذ حياة أي شخص له فصيلة دم أخرى.
واعتمد باحثون في جامعة كوبنهاغن نشروا نتائج ابحاثهم في مجلة «نيتشر بايوتكنولوجي» في وسيلتهم الجديدة، على إنزيمات اكتشفت حديثا داخل بكتيريا موجودة في الفطريات، تم توظيفها كـ«مقصّات» لقص الجزيئات السكّرية الموجودة على كريات الدم الحمراء في فصائل الدم الثلاث أيه وبي وأيه بي.
والمعروف ان الانسان يرث فصيلة الدم عبر جينات الوالدين، وقد تم تصنيف فصائل الدم الشائعة عام 1900، اذ تحتوي كل واحدة من فصيلتي الدم «أيه» و«بي» على نوع من الجزيئات السكّرية يختلف عن نوع الجزيئات السكرية التي تحمله الفصيلة الاخرى. ويؤدي وجود هذه الجزيئات الى رد فعل مناعي. ومن جهتها فان فصيلة الدم «ايه بي» تحمل كلا النوعين من الجزيئات السكرية. وتؤدي هذه الجزيئات دور مولدات الاجسام المضادة antigen، التي تحدث ردود فعل مناعية. اما فصيلة الدم «أو» فانها تخلو من هذه الجزيئات السكرية.
وحالما يعطى المرضى دما من فصيلة غير مناسبة، حتى تفرز اجسادهم اجساما مضادة antibodies لتلك المولدات، التي لا توجد لديهم والتي دخلت مع الدم الجديد. ولذلك فان حاملي فصيلة «أي بي» يتقبلون الدم من كل الفصائل، بينما لا يستطيع حاملو فصيلة «ايه» تقبل فصيلة «بي» وبالعكس. اما حاملو الدم من فصيلة «او» فانه تحدث لديهم ردود فعل قوية، عندما يعطى لهم دم من فصيلتي «أيه» او «بي» او«أيه بي»، لان الدم الجديد يحتوي على مولدات المضادات التي لا توجد لديهم. كما يوجد مولد اجسام مضادة آخر في الدم، يقود الى ردة فعل مناعية، وهو بروتين يدعى «ريسيوس بوزيتيف». وقال العلماء برئاسة هنريك كلاوزن، انهم مسحوا 2500 نوع من الفطريات والبكتيريا باحثين عن بروتينات مفيدة، ثم عثروا على نوعين من البكتيريا، وهما Elizabethkingia meningosepticum ، وBacterioides fragilis، اللتان احتوتا على انزيمات أمكن بواسطتها ازالة مولدات الاجسام المضادة من كريات الدم الحمراء في فصيلتي «ايه» و«بي».
وقد اختفت هذه المولدات في الاختبارات، التي اجريت على عينات بسعة 200 مليلتر من دماء الفصائل الثلاث «أيه» و«بي» و«أيه بي» بعد تعريضها للانزيمات على مدى ساعة كاملة. وكتب الباحثون في المجلة: ان «الترجمة السريرية لهذه العملية قد تتيح زيادة امدادات الدم وتعزيز سلامة المرضى في المجال الطبي اثناء حقنهم بالدماء». واضاف العلماء ان الدم الذي خضع الى الاختبارات بهذه الطريقة ينبغي ان يخضع لتجارب على البشر، قبل ان يمكن استخدامه داخل المستشفيات.
ومن المعروف ان الطرق الحالية لحقن المرضى بدماء متبرعة تعاني من الضياع، اذ لا تصل نحو 10 في المائة منها الى المرضى، كما انها غالية الكلفة، اذ تبلغ كلفة حقنة واحدة بعد عمليات الاستخلاص والمسح والفحص والخزن نحو 120 جنيها استرلينيا في بريطانيا (230 دولارا تقريبا)، ولا يمكن خزن وحدة الدم لأكثر من 35 يوما.