وعندما انهى احدى فصول الدراسة وهو متفوق ، ذهب اليه ابوه يسأله ؟!
الاب : ماذا تريد يا بني كهدية النجاح والتفوق ؟!
الابن وهو مستغرق بالتفكير : ااااام .... اريد عصفورا جميلا يغرد !
الاب مستغربا : عصفوووووور !! حاضر عزيزي ! ولكن عليك ان تبقى من المتفوقين ؟.
وفي اليوم التالي في ساعات الصباح الباكر يتوجه الاب الى السوق ويشتري لابنه عصفورا جميلا في قفص رائع ، ويعود به الى البيت و الابن ما زال نائما . ويضعه في غرفته لمفاجأته . وما ان يصحوا الابن حتى يرى قفصه على الطاولة ، ويسمح زقزقة جميلة تخرج منه ، فيهرع الى امه مناديا .
الابن : امي امي ... تعالي وانظري ماذا احضر لي ابي !؟!الام مبتسمه : تستحق هذه الهدية يا بني .
وهنا يفكر الابن ! اين يضع عصفوره ! .. فيقرر ان يضعه في غرفة العابه ! وان يستمتع بالنظر اليه وسماعه كلما كان في الغرفة لاعبا .
فوضع العصفور في غرفة جميلة ، تملأها برائة الاطفال والعابهم . يزقزق تاره و يأكل تارة ، ثم يشرب تارة اخرى . حياته بسيطة ، ولكن ما يريده موجود.
وفي احد الايام تفتح الستارة ، فاذا بعصفور في الخارج يزقزق ، ويلعب ويمرح ! فينظر اليه العصفور الاسير ويرى فيه ابتسامه جميلة ، وحرية مفقودة ، وينظر الى حاله و يتساءل ؟!
العصفور : لماذا هو حر وانا اسير ؟! لماذا هو سعيد وانا تعيس ؟! لماذا هو مرح و انا ملل ؟!
اسئلة كثيرة اجاباتها تشعره بالحزن والاسى ، ولكنه مقتنع بانه لا مفر من القفص ، لان القفص حديد وهو لا قدرة له على الفرار منه .
تمضي الايام ، وفي يوم كان فيه الجو ساخنا ، والابن الصغير لاعبا ، يحس بالحرارة فيفتح النافذة . ويتفاجأ بنداء امه له ، فيترك العابه و يخرج من الغرفة .
وفجأة يدخل العصفور الحر الى داخل الغرفة ويتوجه الى العصفور الاسير !
العصفور الحر : كيف حالك يا صديق ؟!
العصفور الاسير : كما ترى فانا اسير هنا ولا املك احدا يكلمني او يحدثني او حتى يسليني في وحدتي ؟!
العصفور الحر : ولماذا لا تفر من هذا القفص الممل ؟!
العصفور الاسير متألما : لا استطيع ، فليس لدي القدرة على ان اقتحم هذه القضبان الحديدية .
العصفور االحر : في الخارج هنالك الكثير من الاصدقاء و الاحباء و الاكل والشراب ، ناهيك عن المناظر الخلابة الجميلة في الخارج ، وكل يوم ترسوا في مكان ، وكل يوم تأكل صنفا جميلا من الحبوب . فلماذا تبقى هنا .. يجب ان تبحث عن فكرة لتخرج .
وما ان يسمع العصفور الحر صوت الباب ، حتى يفر هاربا .. تاركا العصفور الاسير في حزن واسى كبيرين ، ولا تمضي الليلة تلك سريعا على العصفور ، فهو غارق في احلامه وامانيه ، يتخيل ما صوره له العصفور الحر ، فيرى بساتين غناء تنتظره ، ويرى غديرا عذب الماء ينهل منه ، ويرى كوكبا جميلا لم يكن يتصوره ، وهو محروم منها جميعا .... وتتخلالجه الافكار ، وتتملكه الحسرة و الالم .
بعد ايام يرى العصفور من جديد .. فيسأله مستفسرا .
العصفور الاسير : الا تعرف طريقة تخرجني بها من هذا القفص ؟!
العصفور الحر مفكرا : يجب ان نفكر معا كيف نجعل هذه الاسوار تفتح !
وفجأة تطرأ فكرة لدى العصفور الحر .
العصفور الحر : اعتقد انك يجب ان تجعل الطفل يكرهك ، وان يخرجك من القفص مكرها .
العصفور الاسير مستغربا : وكيف اجعله يكرهني وهو لا يفارقني والابتسامه على محياه ؟!
العصفور الحر : يجب ان تفكر مليا كيف تجعله يكرهك او يسأم منك .
ثم يهم مبتعدا .
فيبقى العصفور الاسير مفكرا طوال اليوم كيف يجعل الطفل يكرهه . ولكنه لا يتوصل الى حل مطلقا .
وفي احد الايام ، فاذا بالطفل يأتي بصديق له ، وويجلسان ليلعبا لعبة على التلفاز ، وهو يزقزق ، فاذا بالطفل الضيف يشعر بالضجر من زقزقته ، فيرميه بغطاء علبه صغير ! وهنا تفاجأ العصفور الاسير .. وطرأت على باله فكره ! لماذا لا يضايق الطفل الضيف اكثر ، لعله يرميه بشيء اكبر و يسقط القفص فيهم هاربا ؟!!
واستمر العصفور بالتغريد بشكل مستمر .. ودون توقف ، وهنا زاد ضجر الطفل الضيف ، فصرخ مرة واخرى عليه .. ولكن العصفور الاسير مستمر بالزقزقة بخبث ، وكلما زقزق زادت حدة الطفل لانه منهمر بالعب والعصفور مستمر بالازعاج ... فاذا بالطفل يقذق كرة كانت بقربه ، فاذا بالقفص يهوي على الارض .. فيتفكك ويفتح على مصراعيه .. والعصفور ما زال في الدوار .. ولكنه يهم بالطيران ، فيشرع جناحية . ويلف بالغرفة مرة واخرى ، ثم يتوجه الى النافذة ويخرج الى الخارج .. وهو في قمة السعادة .. فها هي الحرية التي يبحث عنها .. وينظر خلفه الى الطفل الذي احتواه .. فاذا بذلك الطفل باكيا .. ولكنه يضحك ساخرا ، وهو في جوه المفتوووح , ولكن لياقته لا تسعفه ، فيشعر بالتعب ، فهو الاسير الذي يجعل ما خلف القضبان ، فيهم للاستراحه في اقرب مكان يراه ، فاذا هي صخرة بقرب منه ، فيقف عليها مستريحا .
وهنا تتقاذفه الافكار ، فاين يذهب وهو الان حر طليق ؟! فينظر الى الافق ويبتسم و يزقزق من جديد ، ويفكر بعمق الى اين يطير ! وتزداد الزقزقة فهو السعيد الفرح الخارج من الاسر ! وها هو يلتقط انفاسه . وما كاد ان يفعل !!!
فاذا به اسيرا من جديد في فم قطة مارة ، انبأها بتواجده الزقزقة التي كان يخرجها ، فقبضت عليه و احس ان روحه قد الت للخروج ؟! فتصورا كل شيء جميلا ! ولم ينظر الى المساوئ والاخطار ، ولم يتصور ان ما ينتضره مؤلم بقدر ما هو مفرح ، فخرجت روووحه في بطن القطة ، واكلته سعيدة ، فهو الصيد الذي لم يرهقها ابدا !
وهنا اسأل ماذا افادت العصفور الحرية ؟! وهل هذه هي الحرية التي كان يسأل عنها .
النهاية .
قد يتساءل القارئ لماذا كانت القصة قصيرة وبسيطةالنهاية .
قد يتساءل القارئ ماذا اراد الكاتب بهذه القصة البسيطة
هي رسالة ارسلها الى البنت المسلمة ، التي صورت لها القنوات و صديقات السوء وبعض وسائل الاعلام الحرية
هي رسالة اقول فيها للبنت المسلمة ، ان ما ترينه من زينه خلفه اشباح تنتظرك
فان كانت حريتك للسقوط في الهاوية التي للاسف لن تخرجي منها بسهولة ! فاعتقد انك تعلمين كيف تخرجين
اما بالاحاح على الام ، واما بالهرب سرا
ولكن يجب ان تضعي تصورا اكبر وانتي خارجة ، ولا تنسي ان الحرية طريقها مليء بالاشواك ويجب ان تحذريها
الحرية ليست بعدم السؤال واعطاء البنت كامل الصلاحية
وانما الحرية هي في التصرف الصحيح و ال معرفة الصواب من الخطأ
فاحذري اختي من الحرية الزائفة ، واحذري ان تكوني فريسة سهله ، لانكي لا تملكين خبرة الحرية بالفعل
:Jordan: