ما زلت أحدث قلبي..
فما زال لي رفيق وحدتي...
أحكي له عن قصتي..
و أروي له حلم حياتي..
أحكي له كيف كنت صغيرا لا أتذوق طعما للخيانة..
وأعد على أصابعي..
كم مرة مارس ثغري لعبة قديمة..
اسمها الابتسامة..
ربما مرة.. أو مرتان..أو زيادة..
لكن..
الآن..
ما عاد يعرف إلى أماكنها القيادة..
قلت لقلبي..
كنت ..وكنت..
فقد كنت حقا ..
أو لأقل ربما..
كنت أعيش..
لكن ما عاد لي في الحياة حلم..
ولا في الممات وصاية..
فكل ما أملك..و اعذرني يا قلبي..
قلب ساذج..
سيرحل برحيلي..
كل ما لدي حب أخرس..
بل و معوق بجميع ما عرف الطب من الأمراض.. وما لم يعرف..
ربما سأرحل يوما يا قلبي..
لا. ..تبكي وحدك..
فأنت راحل معي..
بل اجعلني أبكي معك..
قبل أن نموت..
لأننا سنرحل..
ونسكن تحت تربة جافة لم تسقيها عيون ..ولا دموع لعيون..
ولا تنوح عليه نساء معزيات..
كفى يا قلبي..
أرجوك كفى جراحا..
أشفق علي ذالك القلب الحنون..
وأمسك قلم وجده على مكتبي..
مقوسا من طول السنون...
ورسم على ثغري ابتسامة من أعذب الألوان..
لكني خجلت من بسمتي..
فلم أعتد أن أنظر إلى مرآتي وأراها..
لم أعتد أن أنظر إلى الدنيا بها..
لم أعتد أن اظهر أمام الناس أسناني..
فقد كنت أكسر بها أقلامي ..وألواني..
و أحلامي..وأغصاني..
حتى تكسرت..أسناني..
وصارت كما أداة حادة..
أهلكها طول الزمان..
فقد عملت كثيرا..
مسكينة هي..
نعم...فقد أتعبتها..
وجعلت منها سكينا أقطع بها كل ما أراه جميلا..
فقد اعتدت أن أحتفظ بتلك الأشياء الهالكة التي لا تعني لي سوى ألمي..
وحزني وحبر قلمي..
فهم قلبي ما أريد ..
بل هو من يظن أنه ما أريد..
لون أسناني بصفاء المعاني..
والثلج الأبيض القاني..
نظرت إلى نفسي..
كانت البسمة جميلة..
وجميلة حقا..
لكنها ليست لي..
أعدتها إلى مكانها..
وعدت أنا إلى مكاني..
اعتذرت لها..وطلبت السماح منها..
رفضت البسمة..
والآن ما عادت تراني..
وها أنا الآن أعيش كما كنت..
فقد عدت إلى أحزاني