حدثنا السيد دانييل جولمان مؤلف كتاب الذكاء العاطفي عن قصة واقعية حدثت معه : " في أحد الأيام حيث كان يشعر ببعض التوتر والتعب، وفي طريق العودة إلى منزله وعند صعوده الحافلة، استقبله سائق الحافلة بابتسامة لطيفة وكلمات طيبة ..ومن ثم سمعه يرحب بكل راكب بعبارات منعشة: السلام عليكم، مساء الخير، طابت ليلتك يا أخي، ومع أن السائق غالباً لا يحظ بالاهتمام الكافي من الركاب إلا أن شعوراً عاماً بالارتياح بدأ يسري سريعاً كالعبير العطر في أرجاء الحافلة وبدأ ملامسة قلب كل راكب"..هذه القصة حدثت بالفعل مع دانييل جولمان وقد اعتبر هذا السائق مصلحاً ورسول سلام يجوب الشوارع لأنه نشر دون أن يدري فيروس المشاعر الطيبة، وغيّر بعباراته الإيجابية وابتسامته اللطيفة تعباً وتجهماً كان مرسوماً على وجوه راكبي حافلته. ....
وبالتالي يقدم لنا الذكاء العاطفي عملياً الكثير الكثير من خلال استثمار واكتشاف ما نمتلكه من مهارات عاطفية, ولا بد هنا أن نعلم بأن الذكاء العاطفي يرتكز على أربعة جوانب أساسية هي :
• معرفة عواطفنا والتعبير عنها: من خلال قراءة العواطف في تعابير الوجه، أو الصوت، أو مغزى القصص والحكايات، وكذلك في حسن التعبير الدقيق عن هذه العواطف.
• إدارة العواطف للعمليات الفكرية: وذلك بالقدرة على ربط عواطف معينة بحالات عقلية محددة أو بالقدرة على ربط العواطف بآليات التفكير والمحاكمة وحل المشكلات، فالعواطف تقوم على ترتيب الأولويات الفكرية، وتوجيه انتباهنا لأكثر المعلومات أهمية، وبالتالي النضج العاطفي يوجه صاحبه للتفكير بما هو أهم. وهنا لا بد أن نذكر بأن المواقف والتوجهات العاطفية تؤثر على الطريقة التي يتبعها الشخص في حل مشكلة ما، فالسعادة والمرح مثلاً يشجعان على ابتداع حلول جديدة.
• التحليل العاطفي: وذلك بزيادة القدرة على حل المشكلات العاطفية، وتحليل العواطف للتفريق بين العواطف المتشابهة والمتعاكسة، واستخدام هذه المعرفة في الحياة اليومية، ومن المهم جداً أن نمتلك القدرة على تسمية العواطف بأسمائها وتفهم العواطف المتداخلة والمعقدة، كما في حال امتزاج مشاعر الحب بالكره، والخوف بعنصر المفاجأة.
• الإدارة العاطفية: القدرة على تحمل الإنسان المسؤولية الذاتية عن مشاعره وسعادته، والقدرة على تحويل العواطف السلبية إلى عملية تعليمية إيجابية وفرصة للمزيد من النمو، والقدرة على المراقبة الواعية للعواطف الذاتية أو عواطف الآخرين، وحسن إدارتها, وأفضل تطبيق عملي لذلك التخفيف من العواطف السلبية وتقوية العواطف الإيجابية من دون المبالغة فيها.
ومع كل التقدم العلمي والتطور المعرفي الذي شهدته الإنسانية وسعيها الدائم على رفع مستويات التعليم الأكاديمي، وخفض معدلات أمية القراءة والكتابة إلا أن أمية عالمية جديدة قد تغزو مستقبلاً العقول والقلوب إذا لم نتحكم بعواطفنا ومشاعرنا ..إنه شبح الأمية العاطفية الذي يسهل القضاء عليه إذا عرفنا أسبابه وعلاجه المتمثل في تحكمنا بمشاعرنا وأحاسيسنا وامتلاكنا لكفاءة عاطفية ومناعة نفسيةعصبية.
من المهم جداً .. استخدام الذكاء العاطفي في أسلوب إدارتنا لحياتنا الشخصية .. للوصول إلى درجة الرضا في فن التعامل مع الآخرين .. والتي هي أول الطريق إلى عالم النجاح في هذه الحياة اللي مش مطولة كتير .. يعني منيح إذا وصلت سبعين سنة ..
والأسس التي تفضلتي بذكرها مشكورةً .. يجب على كل من يطمح في النجاح .. ان يحفظها عن قلب ظهر ..
1- معرفة عواطفنا والتعبير عنها .. وهي نفسها البند الثالث (التحليل العاطفي ..)
2-إدارة العواطف للعمليات الفكرية .. وهي تعبير آخر عن البند الرابع (الإدارة العاطفية ..)