أنا والصحراء وليلةٌ في صمت تعانق نجوم السمـــاء ...
الهواء والنسيم وظلامٌ يميل بهلالٍ في أفق الفضــــاء ...
الرمال ترجوا قلبي أن لا يفيق من النوم في العــــراء ...
تدعوني حياةٌ الصعاليك أن اكتب الحقيقة دون حيـــاء ...
أنادي كل مولودٍ في زمانٍ مفقود بعهـــود الشعـــراء...
أنـــاجي القرطاس ومحبرة الرواة بمن أصـــابه الداء ...
أنعي في مهجة السلاطين دسائس الملاعيـن بما ساء ...
أحبار بني ملتي من الأقحوان تمازجها قطـرات الدماء ...
زهوت ثم تعثرت وترنحت بالمنية حتى أدركني الدواء ...
فعنادٌ وصمـود أبحر فيه جسدي بالشدائد حتى الشفاء ...
يا أشبــاه الملائكة بروح الأطياف والورود متى اللقاء ...
الليلة اكتب الوصيـــة بأصابعي المزركشــة دون رياء ...
الليلة أكتب المداد بقلم الهواة هائماً كالريشة في الهواء ...
الليلة أخاطب حبيبتي الصحراء لأقول لها ...
لأقول كما قال غيري بلا خجل ... بلا اهتمام ....
الليلة أكتب حلماً صادفني كباقي الأحلام ...
الليلة قبل الغروب نتفق ... نتعاهد باللقاء والموعد ...
الليلة نسقي عطش الشوق ، نروي ظمأ المسافة ...
الليلة نسحر العقول لتنام ونسقي القلوب بالسهر ...
فأغلقي باب الخوف وداعبي أصابعي بفمكِ العذب ...
أثبتي جنوني وخذي وسادتكِ من يدي وخدي ...
اسقي عطشكِ من فمي وارتوي حتى لا ترتوي ...
دعي الشفاه تلتصق لتحترق دون أن تكتوي ...
دعي الأجساد تبتسم ، فترشح بماء الغرام والقبل ...
اهمسي في فمي قُبلتكِ الذائبة واعتصري شفتاي ...
احرقي جسدي وارقصي فيه دلالاً حتى الصباح ...
أنثري جدائلك عليه وغطي ما لا يباح أن يكشف ...
أنثري عطرك على خدودي وعنقي وصدري وما بقي ...
أنزعي ما ضاق من الثياب ، أرقصي بلا أي رداء ...
فأنا لا أقبل القماش ، أكره تغطية الحسن والجمال ...
أكره إخفاء الذوبان في خرقٍ من قماشٍ رخيص ...
أتركي عذريتكِ على باب غرفتي ، فاليوم وداع ...
الليلة جنون ، لا مجون ، فحبي لكِ طاهرٌ كالثلج ...
لكن رغبتي في جسدك بركانٌ من لهب لا ينطفئ ...
رغبتي في غرامك رحيلٌ إلى عالم الهذيان والدوار ...
دعيني أرتوي ... دعيني أكتوي ... دعيني أذوب ...
أنتي الليلة أنثى ، وأنا الليلة بحرٌ من جنون الهوى ...
لا نوم ، لا تعب ، قُبلٌ فقط ، عناقٌ وساعاتٌ من غرام ...
يا قمحية اللون ، يا أمنيتي ، يا حلمي الحزين في الحب ...
الليلة أبكي الغرام ، عشقاً وغرقاً في بحرك الوردي ...
أنتي وأنا ومصباحٌ لا يضيء وغطاءٌ من حريرٍ أو هواء ...
من الغروب إلى الشروق فالليل نحن والحب عنوانٌ لنا ...
لا تخافي ، لا تخافي ، فأنا من لا يخاف مواعيد الغرام ...
...
