بسم الله الرحمن الرحيم
الزيودي: هو سهم في مسلسل نمربن عدوان ولكن تم تحريف القصة والله أعلم
اسم فارس من فرسان العدوان. كان يقوم بدور الغزو والصعلكة، فيغزو بمفرده ويغنم لنفسه، ويكمن متى يشاء لمن يشاء، كما أنه كان يقتل من يريد. وكان فارساً شجاعاً وكأنه جيش بأكمله.
كانت جماعة من بني حميده تريد الانتقال من مكان إلى آخر ضمن حدود في منطقة الأغوار (البلقاء) من الأردن، وكانوا قرروا استخدام الجمال لهذا الغرض. سمع أحد هؤلاء الركبان أن الزيودي من عدوان قد كمن لهم في مكان بهدف سلبهم. ولم يكن الزيودي يعرف بأنهم اكتشفوا أمره وعرفوا ما يبيت لهم من سوء.
كمن الزيودي العدواني لهم في مكان خلف تلَة من التلال. اجتمع مجموعة من خيرة فرسان بني حميدة الشجعان وكان على رأسهم فاعور ابن طريف وتوجهوا إلى مكمنه، وأحاطوا به من حيث لا يعلم، ثم قاموا بالهجوم المباغت عليه وتمكنوا من أسره، وأحضروه إلى مضارب الشيخ مطلق السلمان ووضعوه أمامه. فرح الجميع بهذه العملية، وبأسر الزيودي الذي كان أملاً لكل فرد من أفراد قبيلة بني حميدة. فقد كان ذبح منهم غيلة، وقام بنهب الأموال والعتاد.
ربطوه بسارية من سواري الخيمة الرئيسية التي يقيم فيها الشيخ مطلق السلمان، وأوكلوا أمره إلى مجموعة من الحرَاس. وراح الجميع من أفراد قبيلة بني حميدة يزورون الخيمة ليشاهدوا الأسير ويعبروا عن فرحتهم بأسره والخلاص من شرِه. وكانت نسوة وأقارب وبنات الشيخ مطلق السَلمان ينظرن إليه من خلف خدورهنَ، ويفكِرن في الأهوال والجرائم التي ارتكبها في حق أفراد قبيلتهنَ.
ونتيجة لفطنته وذكائه، فقد عرف الزيودي العدواني امرأة الشيخ مطلق السلمان وهي تنظر إليه من وراء خدرها فارتجل الأبيات التالية
1- يقول الزيودي بيكلامه يزودي _ _ عفيا قعودي يوم جابن وودان
2- بيت ترها لي يا وسيع الظلال _ _ والسعر غالي للمسايير مكمان
3- ذاك الحميدي مثل عد يزيدي _ _ ذاك الحميدي منوة عاشق وجيعان
4- الكرم مطلق نعتلي فوق سبك _ _ شم كرم عوك من هواي ابن سلمان
5- مطلق حماهن ون تردن خطاهن _ _ مطلق حماهن واتقن يابن سلمان
6- من فوق حمرة وأول الليل قمرة _ _مر دوف سمرة فوق جبه وكفطان
7- ذياب المسمى بأول الخيل دمه _ _ ذياب المسمى بين فايز وخرشان
8- شقرا ذهوب وعدها الظبي مسلوب _ _لو هي ذنوب ويكسره بين المتان
9- أخو مريغه زين قوم الخفيفة _ _يوم المخيفة وتكن بيه شردان
10- صفرة وضاح وعدها الظبي نزاح _ _ وركظها جماح لرعدت عقب مكمان
خوذوا الأصايل لا تهابوا الخصايل _ _ لوهن هزايل لا تغالوا بالثمان
كبوا الهلايم مثل زول البهايم _ _ يوم الهزايم وكفن تقل حمران
وكان الزيودي يقصد من الأبيات التي قالها أن يؤثر في زوج الشيخ مطلق السلمان، ليؤمن لنفسه المأوى والملجأ الآمن خشية من القتل الذي لابد منه، فدمه مهدور في بني حميده كونه قتل الكثير منهم فرمَل النساء ويتَم الطفال.
بعد أن سمعت زوج الشيخ مطلق أبياته وقوله فيها: (خذوا الأصايل)، عرفت أنها هي المقصودة بذلك المديح. وعرفت أنه يقصد شفاعتها فأمرت النساء من حولها أن يخبرن زوجها الشيخ مطلق بأنها تطلب العفو عن الزيودي . كما علمت بفراستها أنها إن عفت عن الزيودي العدواني فإن قبيلة العدوان وبني حميده الكبيرتان سوف تعقدان الصلح وتنتهي الحروب بينهما إلى الأبد. وهذا ما حدث فعلاً فقد عفا الشيخ مطلق عن الزيودي وأطلق سراحه، واصطلحت القبيلتان وعاد السلام والوئام والأمن إلى ربوعهما. وذلك في ايام الشيخ غبن ابن طريف الذي قتل ابنه محمد الجزار مراسيل ابن عدوان وقد تم دفع الديه من الطرفين .
شرح الأبيات
(2) – يمدح الزيودي ناقته التي أوصلته وعادت به في مغزاه
(3)- يمدح بيت مطلق الكبير الواسع فهو ملجأ الجائعين في سنوات الغلاء.
(4)- إن مطلق السلمان كريم شجاع فمهما مدحته فهو يستاهل أكثر من ذلك، وهو الذي يعطي العاشق الفقير مهراً ليتزوج به، وهو الذي يطعم البائس.
(5)- إن مطلق هو الفارس الشجاع، وهو الذي يجندل الفرسان ساعات الطعان.
(6)- مطلق يحمي الخيل من النهب والسلب إذا ما تردت وعجزت عن الكر، فهي تتقي به خوفاً من الأسر، وهو الذي يحمي الفرسان، ويرد العدو بحد سيفه.
(7)- إنه يركب فرسه الحمراء في الليلة المقمرة، ويحمل درقته ويلبس درعه الأسمر فوق جبة وقفطان ثمينين.
(8)- من بني حميدة (ذياب) الرواحنه ذلك الفارس الذي تراه بأول الخيل يهرق دم الأعداء، وهو الرجل الوجيه الذي يفصل الخصام والقتال الذي يحدث بين قبيلتي الفايز والخرشان.
(9)- وفرسه الشقراء الذهبية التي تشبه الغزال الضامر، فهي إن لم تكن تعدو بسرعة مذهلة فيكفي من أصالتها أنها حين تعدو فإن طرف ذيلها يلامس أكتافها. وهذه صفة جيدة في الخيول الأصيلة.
(10)- ومن بني حميدة (أخو مريغة) هذا الذي فتح داره ملجاً وملاذاً لكل خائف وطريد، وحتى في أوقات الحرب يقصده المنهزمون والشاردون فيستريحون في ديوانه، فيؤويهم ويحميهم.
(11)- وفرسه الصفراء الوضحاء، التي تشبه الغزال الشارد في عدوه السريع تنطلق من المكمن عند البدء بالهجوم وإنَ لها رعيداً وصوتاً لأنها في مقدمة الخيل.
(12-13)- في هذين البيتين يحدد الزيودي العدواني صفات النساء لمن أراد الزواج وهو يتوجه بذلك إلى زوج الشيخ مطلق السلمان فيقول: من أراد الزواج فعليه بالمرأة الأصيلة ذات المنبت الأصيل. وأن لا يهاب الصفات غير المرضية كأن لم تكن المرأة جميلة أو أن تكون دميمة أو ضعيفة أو بها خصال غير مستحسنة، ولايقول أحدكم إنها غالية الثمن. واتركوا النساء اللواتي يفتقرن للأصل الطيب والنسب الجيد والخلق الحسن، فإنهن كالدابَة الهجينة التي تقف مخذولة يوم تتراجع الفرسان وتنهزم الخيل.