لماذا يتغنى الشعراء كثيراً بالعيون !!
قلت : لأن العيون أقل المناطق كذباً في الإنسان .. والشعراء دائماً يبحثون عن الصدق
فإن لم يجدوه بين الناس كتبوه شعراً ..
والإنسان يكذب بلسانه فيقول كلاماً يختلف تماماً عن مشاعره الحقيقة .. وقد يخفي وراء
الكلام المعسول والعبارات الأنيقة آلاف المؤامرات .. والعيون أحياناً تكشف كذب اللسان
..
فقد تتلو عبارات الحب والهيام والغرام وتقول لك العيون عن كل مشاعر الخداع والغدر ..
ولهذا فإن العيون من المناطق التي لاتعرف الكذب في الإنسان ..
باستثناء حالات خاصة اعتاد الناس فيها على الكذب
واحترفوه وما أكثرهم في زمننا ..
والعيون تسبق الكلام .. والشيء الغريب أن قصص الحب
واعترافات العشاق قالتها
العيون قبل أن تحكيها الألسنة ..
وقد تبقى لغة العيون سراً لايعرفه أحد ولايفصح عنه لسان ..
كل آلالام الفراق والذكرى قالتها العيون في صمت دموعاً وألماً قبل أن نسمعها كلاماً ..
كل لحظات الفرح والسعادة ترقص في عيون الإنسان بحيث يصبح الكلام معها شيئاً باهتاً
أمام بريق العيون وهي في قمة سعادتها ..
وحتى أطفالنا الصغار نطقت عيونهم كل المشاعر قبل أن يتعلموا الكلام ..
من أجل هذا كانت العيون هي المأوى للشعراء ..
في أوقات سعادتهم يجدون فيها الأمن والبهجة ..
وفي أيام شقائهم يجدون فيها العزاء والسلوى ..
وقد يرحل عنك حبيب وتختفي مع الأيام كل ملامحه ..
وفجأة يطل بريق عينيه من
دفتر ذكرياتك وتتساءل بينك وبين نفسك كيفسافرت
كل الأشياء ورحلت الذكريات
وبقيت كلمات العيون !!
وفي تقديري أن الألم أرقى المشاعر .. والعيون أكثر المناطق تعبيراً في الإنسان عن الألم ..
هي التي تترجم مشاعر الإنسان في قطرات من الدموع فتطهرها وتطهرنا ..
من أجل هذا أحب الشعراء العيون ..
تساؤل آخر !!
لكنهم يتحدثون كثيراً عن لون العيون الزرقاء والخضراء والسوداء ...
قلت : لا أعتقد أن الإنسان يحب العيون ألواناً ولكنه يحبها احساساً ..
حينما يحب الإنسان شخصاً يرى أن عيونه أجمل العيون في الدنيا .. وأنها جاءت
من خارج حدود الزمن .. وأنها عيون لن توجد على الأرض مرة أخرى ..
وهذه هي روعة الإحساس .. وليس فقط روعة العيون ..